ديب في اسطري المتواضعة الشاعرة العراقية/ ميسون نعيم الرومي أديب في اسطري المتواضعة الشاعرة العراقية/ ميسون نعيم الرومي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أديب في اسطري المتواضعة الشاعرة العراقية/ ميسون نعيم الرومي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مست

أديب في اسطري المتواضعة الشاعرة العراقية/ ميسون نعيم الرومي

أديب في اسطري المتواضعة
الشاعرة العراقية/ ميسون نعيم الرومي

تقديم / تماضر وداعة
هي شاعرة عراقية بستان ورد من الاحساس والبهاء والرونق تنساب سحرا على رفيف الكلمات بوتر قلبها والحنين يشكل ترنيمة المساء تلوينها نسقيا باهرا يسترسل بها القارئ لبساطة الاسلوب وتسلسل الاحداث التلقائي.
كتبت بلغة ثورية شاعرية تعبيرية،
أحدثت رؤية واعية لمعاناة النفس وما يرافقها من عذابات الرحيل والاغتراب، فهي أثبتت احساسها عبر مشاعر من الاسى والحزن، والدوران في متاهات الغربة والهروب عن الواقع تارة أو عن ذاتها تارة اخرى أو الارتماء بأحضان ماض قد يخفف آلام الغربة، ولكن يبقى الاحساس بالاغتراب مرآة صادقة تعكس ما يجول في نفسها من ألام.وما هو الواقع المتجسد في الحقيقة التي عانى ولا زال يعاني منها الوطن الحبيب.
نترقب إطلالتها لحظة بعد آخرى ، لنقرأ بشغف كل ما تكتب في المواقع الادبية.
احلام تائهة
ميسون نعيم الرومي
أَحلام تائهة
ميسون نعيم الرومي
بين اضغاث أحلام تائهة
في مدارات الزمان
وذكريات صدى السنين
الحائرة المتخبطة ...
في أروقة النسيان
ونبض قلب ..
تشده خيوط واهية ..
الى جناح نورس مهاجر..
اودع عشاً الى شجرة
في غابات ستوكهولم..
لتحتضنه ثلوج شتاء قادم
تحرسه آلهة المكان
أمل ضاع ..
وروح حائرة ..
تنشد الأمان
*
بين هذا العيد
وبؤس أطفال العراق
في وطني الحزين
جرح ينزف يا بغداد
أحلام عروس خضبت يدها الحناء
ملها الصبر واضناها الانتظار..
لعريس حارب الإرهاب
في وطن اعتاد الحرب..
بلا أسباب
وبين أرواح هائمة
على ارض روتها الدماء
انبتتها شقائق النعمان..
فسحقتها عجلات سيارات مكيفة
ركابها ..
(دواعش) الزمان
يحرسهم ملك الجان
ولغز حيران
ينقلهم الى بر الأمان
*
بين انفاس آب اللهاب
وأسلاك متهرئة..
تحلم بالكهرباء
ونخلة تنفض عنها غبار الأيام
لتعانق السماء
تستجدي قطرات الماء
تحيطها انغام موسيقى وغناء
لافتتاح (مول الحارثية)..
وبين حرقة آهات (البنگ المركزي)..
وضحكات (علي بابا)-
تراتيل ملايين الدولارات..
النائمة في أحضان بنوگ..
البلدان
يباركها رئيس..
تعبان
اعتاد الهذيان
---------------------------------
الشاعرة العراقية ميسون نعيم الرومي لها سيرة زاخرة بالعطا والانجازات الادبية والفكرية والنشاطات الاجتماعية اختصرناها لنقدم لكم ابرزها :
ميسون نعيم الرومي
ولدت في العمارة وارتحلت مع عائلتهاوهي طفلة الى بغداد
* خريجة كلية الإدارة والاقتصاد جامعة بغداد
فرع المحاسبة وإدارة الأعمال
* عملت كمدققة في دائرة التدقيق العدلي في وزارة العدل في بغداد
مهمة التدقيق العدلي هي :-
تدقيق حسابات جميع محاكم ودوائر العدل في العراق
وعلى شكل هيئات تدقيقية،وبالرغم من الفترة القصيرة لعملها الوظيفي
* دققت في محاكم الكرخ ، محاكم الرصافة ، دائرة استئناف بغداد
دائرة كتاب العدول وبعض
دوائرها ، بعض دوائر الطابو دائرة شرطة مرور الكرخ والتي عثرت على اختلاس فيها محاكم البصرة والسليمانية وسلمان باك
وفي نهاية المطاف اضطررت إلى الهجرة السريعة من العراق وغادرت بغداد التي تحبها على مضض لتعيش في ستوكهولم منذ ثلاثة عقود
* تعمل كناشطة في المجتمع المدني والوقوف بجانب المرأة ومساعدتها في كافة المجالات الاجتماعية والثقافية
* أسست أول جمعية نسائية مندائية في ستوكهولم
تنظم الشعر بأنواعه وقد نظمت الفصيح منه والشعبي
* كتبت المقالات المختلفة
وكتاباتها موجدة في مواقع عديدة على صفحات الانترنيت
* لها صفحة خاصة في موقع الحوار المتمدن، موقع الناس، موقع النور، أخبار أورك، تللسقف، رابطة المرأة العراقية، كتابات، صوت العراق، عينكاوا، مجلة الكاردينيا، وغيرها من المواقع.
*حضرت ندوات شعرية كثيرة منها.
1- رابطة المرأة العراقية في ستوكهولم،
2- جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم،
3- نوارس دجلة، مركز النور الثقافي في مالمو السويد،
4- مهرجان الاحتفال بعيد المرة في بلكراد يتضمن كتاب عن الشاعرات في العالم إحدى قصائدها صدر بهذه المناسبة
* قرأت قصائدها في مظاهرات ساحة التحرير، وكذلك في برنامج ستوديو التاسعة في المحطة الفضائية (البغدادية)
* حصلت على شهادات تقدير من مركز النور للثقافة والإعلام، رابطة المرأة العراقية في السويد، جمعية المرأة المندائية في السويد، اتحاد الجمعيات المندائية في العالم وغيرها
* صدر لها ديوان في الشعر الفصيح بعنوان (لا..ترحل)
*لها ديوان تحت الطبع في الشعر الشعبي بعنوان(عيني بغداد السلام)
--------------------------------------------------------
الشاعرة ميسون نعيم الرومي احبت بغداد حبا جما فشكل الاغتراب علامة فارقة في كتاباتها وعموما يشكل الاغتراب ركن اساسي في الشعر العربي، وغرض من اغراضه ، فهو يتردد صداه لدى الشعراء، وهذا لا ينعكس على الادب والشعر العربي فحسب وانما ،سمة من سمات العصر الحديث واحدى أزمات الانسان المعاصر، وفي ظله يقف الأنسان حائرا بين العقل والواقع، مما يفقده حالة التوازن النفسي والفكري و ليس الرغبة في الرحيل من أجل البحث عن حياة أفضل، لكنه الانفصال عن تراب الوطن الذي ولدت فيه ومع واقع مألوف غير منسجم مع الذات، يخوض في هذا الواقع صراع عنيف داخل النفس، وحب الوطن ذلك الحبّ الذي لا يتوقّف، وذلك العطاء الذي لا ينضب، حب مترامي الأطراف مستوطن في القلوب هو فقط من يبقى حبّه، وهو فقط من احبت شاعرتنا الغالية،هذه القصيدة لم تنشر بعد.:
بغداد يابغداد..
يسحقني الحزن في عينيك
يحرقني ثوبك الممزق
بغداد..
سنابل شعرك متناثرة
عبث بها الأوغاد
مسروق وشاحك الذهبي
ذابل خدك الوردي
ممزق ردائك الأحمر
نهشوا جسدك الأسمر
باعوها اقراطك للجيران
ذوى القداح في قلادتك
مات الورد والنرجس
بغداد .. يا بغداد
جميلة انت
بالرغم من الإهمال ..
المتعمد
بناياتك شوارعك..
بيوتك
عليها عفى الزمان
ومات فيك الأمآن
تاج شعرك المرصع بالنجوم
ذوى
والقمر الذي يزين خديك
أفل
لصوص زحفوا اليك..
يابغداد
قطاع طرق..
جاءوا من كل مكان
اسرابا ووحدانا
عششوا في ديارنا
هجروا ابناءنا
باعوا المعامل والأرض
والشطآن
تاجروا حتى .. بدمائنا
يا بغدادنا الحزينة
اعجوبة التاريخ
جوهرة الشرق الثمينة
ابنة المنصور..
حاضرة الرشيد
سليلة المجد ..
والماضي التليد
مسخوا فيك القضاء
والإنسان
انتحر العدل
واصبح خادما للقرصان
شعبك يابغداد
اعتاد الوجع والهزيمة
والخذلان
عيونهم منزوعة الأجفان
أرامل .. ايتام
دموع وآلام
شبيبة مبتورة الأطراف
اين اين الإنصاف ؟
جياع .. مشردون..
على الأرصفة نائمون
في وطني السجين..
خراب وخرائب ..
في كل مكان
في بلد النسيان
جنة مسورة بالحيطان
يسكنها السلطان
حدائقها
ليست ككل الحدائق
نخيلها اشجارها
لامعة الأغصان
بيوتها مرصوفة بالعقيق
والمرجان
يسكنها حثالة الزمان
جراد مصبوغ بكل
الألوان
اعتاد امتصاص الدماء
والرقص على الأشلاء
ترى الى متى هذا البلاء
الى متى هذا البلاء
---------------------
في احد اللقائات التي اجريت معها تقول
"يسحرني فن الرسم (اني لست رسامة) ومشاهدة الأوبرا والباليه وسماع الموسيقى والقراءة والسفر
اهوى الشعر بأنواعه وقد كتبت الفصيح منه والشعبي الذي اعشقه لصوره الجميلة التي ( اتفوخ الگلب) والذي ورثتها عن عائلتي
لا احب طبع الدواوين لتكون رقما بين كتب تزين مكتبات هواة جمع الكتب
ان الكتاب هو ملك الجميع ومن حق اي شخص استعارته وارجاعه الى اصاحبه
امقت عادة عدم ارجاع الكتب المستعارة لأنها سرقة (عيني عينك) ولا ينفع التبرير.
نزولا عند الحاح الأصدقاء سيصدر لي ديوان لمختارات من الشعر الشعبي
السياسي ، الغزل ، الغنائي ، اشعار متنوعة ، الدارمي ، والرثاء"
اخر ما كتبت شاعرتنا الغالية ميسون نعيم الرومي التي نضح بها اليراع حبره ليجسد ملحمة دمعة جرح العراق.
دَمـْعـَةُ جُـرحٍ
تاريخ نازف
وطني العراق طواه الظلام
ارواح هائمة في بحر النسيان
تنسج النجوم اعلاما في متاهات الزمان
تردد انشودة السلام
لوطن تاه عنه الأمان
دمعة جرح وحسرة شهيد
قلب ام مزقته السيوف
تكسرت في الآهات الحروف
شذى وردة حمراء تطاولت من قبر
بلا رفات
تبعثرت اشلاؤه.. داستها اقدام
الطغاة
ولم تترك الا اسما على قائمة بعثرتها الريح
ودمعة نخلة سالت مع نهر الدماء
في وطن الويلات وطن الشقاء
وطن الجياع
وطن البؤساء
شعب تائه تدور به السنين
يرفل بالخيرات ويأكل الفتات
اضغاث أحلام
تنشد السلام
ارض كلها اذرع مرفوعة الى السماء
تستجدي حبات المطر
عيونها متقرحة تصارع البلاء
رحلت عنها البلابل .. غادرها الورد والريحان
عشعشت فيها الأحزان
منذ قديم الزمان
صمت الناي فيها
هجرتها ترانيم العشاق
سكت العشب والسنابل
توقف الغناء
اين العطاء؟
اين بابل وسومر؟
اين القصب والبردي يغسل اقدامه
في مياه الاهوار
اين فرحة الفتيات
وضحكات البنات
اين المشاحيف وخوار الجاموس
اين الأرض اين النماء
لم تبق الا الجراح غائرة في وجهها
تنزف وجعا وانينا
سكنتها الريح والأفاعي
يجلدها سوط الجيران
عشعش فيها البوم والغربان
وطن حكمته الصبيان
وسارق خيبان
يرقص رقصة الانتصار
على انين ملايين الأرامل والأيتام
آهات وآهات
وطني العراق.. طواه الظلام
في بلد الآلام
-------------------
15 / سبتمبر /2018
ســــــــــــــتوكهولم
شاعرتنا ميسون نعيم الرومي من الشواعر الشعبيين الذين استطاعوا بالعمل الدؤوب تثبيت بصمتهم في مسار الشعر الشعبي في العراق ، حيث كتبت للوطن وتغنى بها المتظاهرون في ساحة التحرير وفي مظاهرات البصرة والاحداث الاخيرة ولتصبح تسجيلات هذه الأشعار الأكثر طلباً، وكتبت عن معاناة البصرة وشهدائها الابطال.
وهذه قضية نحرص على تشجيع مخزون القصائد ، وشاعرتنا هنا عضو هام في عدد من الجمعيات التي تعتنق هذا الهدف وتسعى له اضافة الى مناصرة المرأة دائما ما كان قلمها محارب لعلات مجتمع مثقل بهموم كبيرة ومن خلال هذا الحرف تريد الوصول لهدف ما وفكرة تصل إلى جميع المستويات الثقافية.
هكذا اكون قد اوجزت سيرة مشرقة من احد نخلات العراق الادبية الاستاذة الشاعرة ميسون نعيم الرومي في اسطري المتواضعة ارجوا ان يكون قد نال اعجابكم نتمنى للشاعرة الرائعة دوام التوفيق والنجاح و الابداع الدائم.
شكرا لكم ولمتابعتكم.

أديب في اسطري المتواضعة الشاعرة العراقية/ ميسون نعيم الرومي