حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 23991 نقاط : 218444 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: Icon16بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمريكا وإيران ومرجعيات النجف: لقاء استراتيجي عميق السبت 10 نوفمبر 2018 - 19:06 | |
|
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمريكا وإيران ومرجعيات النجف: لقاء استراتيجي عميق ومتجذر شبكة البصرة أ. د. كاظم عبد الحسين عباس إذا كنا إزاء ثلاث كيانات مختلفة هي أمريكا وإيران ومرجعيات النجف و لكل منها أهدافه وغاياته ومناهجه وسبل إنجازها، فإن الزعم بوجود تعاون وتعاضد وتخادم بينها يقتضي حتما إثباتات وقائعية وإجرائية ويتطلب تحديد القواسم المشتركة القائمة بينهم والعمليات الناتجة والحاصلة فعلا تحت مظلة هذه القواسم. ونحن نؤكد مسبقا أنها تكاد تكون كيانا واحدا بثلاثة ألوان مختلفة نسبيا علما أن الألوان مظهر فيزيائي لا يمس جوهر الكيان وطبيعته البنوية. أمريكا غزت العراق لتغير النظام والثقافات والثوابت التي كان يسير عليها البلد لتحقق مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني الذي يغتصب أرض فلسطين. إيران أقام عليها خميني دولة (دينية شيعية) وقامت وتقوم بعمليات عسكرية ومدنية لنشر سلطتها على الأقطار العربية التي يشكل (الشيعة) جزءا من طيفها السكاني فخلقت بذلك أخطر شرخ في الجسد العربي. أما مرجعيات النجف فهي مدارس ومراجع مهمتها الأساسية نشر (التشيع) وإدامته عبر مدارس وجوامع ومراقد وعلاقات اجتماعية واستثمارات وعلاقات سياسية مع دول وأحزاب. ومن مهامها المعروفة في العراق وأهدافها المعلنة منذ عشرات السنين إقامة نظام (دولة شيعية) في العراق. بغض النظر عن الهوية القومية لمرجعيات النجف، وبغض النظر عن الخلافات الدائرة حول هذه الهوية، فانها تلتقي عند هدف استراتيجي مع نظام دولة الولي الفقيه الإيراني ألا وهو (إقامة الدولة أو الامبراطورية الشيعية)، وهذا الهدف تحديدا يقف وراء إنشاء الأحزاب والمليشيات (الشيعية) قبل مجيئ خميني للسلطة وبعده. التقت السياسة الأمريكية مع سياسة إيران والحوزة ومرجعياتها على هدف واحد هو إسقاط النظام الوطني القومي في العراق ومنح الأحزاب (الشيعية) فرصة ظلت تعمل لتطالها منذ خمسينيات القرن العشرين، وهكذا نصل إلى اختزال الأطراف الثلاثة إلى طرفين: أميركا طرف في حين أن إيران - الحوزة طرف ثاني، والكيانان يلتقيان عند أهداف مشتركة كما أسلفنا. وحيث أن الأمريكان يهمهم إنهاء الدولة الوطنية القومية في العراق، فإن وسيلتهم الأنجع وأداتهم الأمضى هم الطرف الآخر وهو إيران - الحوزة. إن طائفية حزب الدعوة والمجلس الأعلى ومنظمة العمل الإسلامي معروفة في لندن، ومعروفة سطوتها وسلطتها على باقي مسميات حلف الغزو خاصة وأنها ترتكز على الدعم والإسناد الإيراني المطلق الذي يعوز معظم الأطراف الأخرى التي التقت في مؤتمر لندن سيئ الصيت الذي أقرت فيه الشراكة في قرار غزو العراق. ولكي تحقق أمريكا وحليفتها بريطانيا نجاج مشروع الغزو والاحتلال في مرحلته الأولى وفي مراحلة المتلاحقة فإنها إزاء خيار واحد مضمون هو الشراكة الاستراتيجية مع إيران وأدواتها (الشيعية) ومن يضطر مرغما من العراقيين للالتحاق أو القبول المسبق بهذه الشراكة لكي يضمن لنفسه ولمن يقف وراءه فرصة اللعب على ساحة العراق المستباحة. التقطت أميركا الشراهة الإيرانية واستماتتها لإنجاح مشروع دولتها المغطاة بغطاء المذهب مثلما التقطت استماتة أحزاب التشييع الإيراني لتحقيق حلم الوصول إلى السلطة التي تمكنها من إثبات إخلاصها وانتمائها للمشروع الفارسي من جهة وفي كونها جند المرجعية في سعيها المتلاقي مع إيران قلبا وقالبا على هدف إسقاط النظام الوطني وإقامة المثال الإيراني للسلطة في العراق من جهة أخرى. ولقد أبلغت الشراهة والجشع الإيراني وأحزاب إيران وحوزة النجف العقل الأمريكي الصهيوني أنها مستعدة للقبول ببعض العراق (بغداد وجنوبها) الذي تظن خاطئة غاشمة أنه يوالي مشروعها، فالتقط ذلك العقل الباحث عن أدوات عميقة للحفر في أسس الوجود العراقي والعربي تلك الرسائل فتم اللقاء الاستراتيجي. أميركا تريد النفط وإيران تريد الأرض والإنسان الموالي لها، ما يتطلب شراكة لا تتوقف عند إنجاز الاحتلال ولا حتى عند وضع البلاد على حافات التقسيم وزرع الفتن التي تسفك الدماء حتى تتفكك عرى اللحمة الوطنية، بل تتجاوز كل ذلك إلى إدامة هذه الكوارث وتغذيتها وقطع سبيل أي محاولة وطنية للعودة بالعراق إلى صيغته الوطنية القومية. أميركا تريد ثروات عراق مجزئ، وتريد عراقا لا يهدد أمن الكيان الصهيوني. أما إيران والحوزة وأحزابها وميليشياتها فتريد بعض العراق وإن أمكن كله و(كله) يتضمن وجوبا تبديلا ديموغرافيا يشييع سنة العراق وقد يستغرق هذا المشروع عشرات السنين. وهكذا تتوالد وتتجدد قوائم الشراكة التي لا تفسرها رشوة قدمت للسيستاني لأنه قد يكون أكثر ثراء من كل رؤوساء أميركا، ولأنه ثري بما يكفي، فإن الرشوة الأمريكية الأعظم له هي تحقيق حلم الدولة الشيعية الفارسية التي عمل عليها مع إيران الشاه ومن ثم مع ايران الخمينية. لقد تأسست الشراكة بين أميركا وإيران ومرجعية النجف ضمنا وعلنا على قوائم ورافعات سياسية ظاهرة بينة أكثرها وضوحا أن الحوزة ومراجعها لم تفت ولم تحرض شعبا ولا جيشا ولا حزبا ولا ميليشيا ضد الصهيونية التي احتلت فلسطين وشردت أهلها أي أنها موافقة على الاحتلال الصهيوني ولم تصدر فتوى جهاد ضد الجيوش التي غزت أرض المسلمين في العراق وليبيا بل على العكس كانت فتاوى المرجع السيستاني ونظرائه بعدم مقاتلتهم في العراق وأصدروا فتوى ضد داعش لكي يبدأ مشروع التغيير الديموغرافي في مدن العراق الثائرة، لكنهم لم يصدروا ولا شتيمة ضد الصهاينة. وعليه، فإن من يحلم من العرب بانفضاض شراكة إيران مع أمريكا هو كمن يحلم في عز الظهر بفتوى جهاد من المرجعية لتحرير فلسطين. أكاديمي عربي من العراق شبكة البصرة الجمعة 1 ربيع الاول 1440 / 9 تشرين الثاني 2018 يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمريكا وإيران ومرجعيات النجف: لقاء استراتيجي عميق |
|
| |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80135 نقاط : 713946 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: Icon16بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمريكا وإيران ومرجعيات النجف: لقاء استراتيجي عميق الأحد 11 نوفمبر 2018 - 0:41 | |
| | |
|