....... أين الكــــرامة؟
............... شعر: د.وصفي تيلخ
يا أمّةً عصفتْ بهــا ريح العِــدا
--------------- فتصدّعتْ إنّي عجبْتُ لما أرى
خفضتْ جناح الذّلّ للباغي الّذي
---------------- لم يأْلُ جُــهداً أنْ يُذِلّ ويَقهــرا
يا مَنْ ألمّ بـه الهـوان ألا ترى
------------------ أنّ الكريم إذا أُهـين تفجّـــرا
إنّ الكـريم إذا أُصيب بعزْمِـــه
----------------- لم يبقَ إلاّ أن يمرّغ في الثّرى
والحُرُّ إن وَطِيَء اللّئيمُ عرينه
------------------ بَرَقَتْ نواجذه وأنْشَبَ إظْفـرا
يا أمّتي سئم الكَـرى نُوّامَــه
-------------- فمتى أراكِ سئمتِ منْ هذا الكرى
أسياسةٌ هذا الخضوعُ (لِنَتْنِهم)
----------------- أم أنّه في اللـّوح كـان مُقــدّرا 1
أهيَ الرّجولة أنْ يصول مُهيمناً
----------------- ويجوسَ ساحاتِ الدّيار مُدمِّرا
هل كان فيـه زيـادةٌ عن خَلْقِنـا
-------------- أم صار في زمن الأرانب قَسْوَرا
ما لـي رأيتُ عـدوّنا مستأسدا
---------------- يأتـي إلينــــا بالهــلاك فيُشـكـرا
لم يبقَ إلاّ أن نُســـــــاقَ لحتفنا
---------------- مثل النّعــــاج ضحيّةً, فيمـا أرى
يا أمّتي فيمَ الخنوعُ وقد غدا
------------------ مليــــــونَ مـائَةَ عـدُّنا أو أكثرا
لكأنّما هذي الخلائقُ أصبحتْ
------------------زبَــدا إذا هــبّ النّســــيمُ تَبَعثرا
وكأنّما أعدادُ قومي قد غدتْ
----------------- صِفْرا إذا عُدّ الرّجــــالُ مُؤخّرا
هانت كرامـــــــــة أمّتي فوجدتُها
----------------- النّـاس تُقْدِم وهْيَ دوْمـــــاً لِلْوَرا
لَهَفي على وطني بسوقِ سياسةٍ
------------------- أضحتْ مرابعُه تُباع وتُشْترى
قُلِبَ الزّمانُ فمِنْ عجائبِ صُنْعه
------------------- السّبع في وجه الكلاب تَقَهْقَرَا
أين الكرامـــــــــــة والهـــــــوان رداؤنا
--------------- أين البطــــــولة والعروبة تُزدرى
يا أمّتي أين الشموخُ, فهل أرى
--------------- عهـــــــــداً مجيداً كالقديم وأنْضرا
عهداً يجدّد في العروق دماءنا
---------------- ويعيد تاريخَ العروبة مُزهـــــرا
أملٌ يداعبُ مهجتي بحرارةٍ؛
----------------- هو رؤية الوطنِ الأسيرِ محرّرا
1- اشارة الى نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل