آن الاوان ليستمع العالم لصوت الحرية في إيران
سعاد عزيز
آن الاوان ليستمع العالم لصوت الحرية في إيران
ليس هناك من نظام نجح في التمويه على شعبه وشعوب المنطقة والعالم لقرابة 4 عقود کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي ساعده أکثر على عملية التمويه المدافة بعمليات خداع فريدة من نوعها، هو إن الاوضاع والظروف السائدة في المنطقة قد خدمت هذا النظام کثيرا ومنحته الکثير من المبررات والمسوغات ليستمر في واحد من أغرب الادوار السياسة ـ الفکرية الاجتماعية المريبة التي جرت عبر التأريخ على الشعب الايراني خصوصا وشعوب المنطقة والعالم عموما.
عمليات التکيف والتأقلم مع الکثير من الامور والقضايا التي زعم هذا النظام بحم رايتها، نظير الدفاع عن الاسلام وإنه يمثل الاسلام الصحيح کما يدعي ومزاعم الدفاع عن الشيعة في المنطقة والعالم والادعاء بأنهم مظلومون ويجب نصرتهم، وتسييس وأدلجة القضية الفلسطينية لصالح المشروع المريب الذي يحمله هذا النظام وإقتران مجئ هذا النظام وتأسيسه بفترة إنتقالية حرجة کان أکبر المستفيدين والمستغلين لها، ولکن يبدو إنه وفي العقدين الاخيرين بصورة خاصة وبعد الدور الذي لعبه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية سياسيا وفکريا من حيث کشف وفضح نهج هذا النظام وشرح الماهية الاستبداية لنظرية ولاية الفقيه وحقيقة الاهداف والمطامح النهائية للمشروع الذي تعمل من أجله هذه النظرية، ومن نافلة القول بأن الامور قد توضحت کثيرا في داخل وخارج إيران خصوصا بعد إصطدام الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم بالسياسات والمخططات المشبوهة لهذا النظام والتي ألحقت أضرارا فادحة بالجميع دونما إستثناء.
إرتفاع الاصوات المنادية بالتصدي للتمدد المريب والمشبوه لهذا النظام عربيا وإسلاميا خصوصا بعد أن توضح بأنه أکبر عامل مساعد ليس للإسلام السياسي في المنطقة فقط بل وللتيارات الدينية المتطرفة سنية کانت أم شيعية، هذه الاصوات صارت تلقى صدى دوليا، إذ وبعد أن طالبت دول الاتحاد الاوربي طهران بالکف عن تدخلاتها في المنطقة، فقد جاء الموقف الامريکي الاخير الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في القاهرة بشأن أن لم تعد تحمي النظام الحاکم في طهران و"نحن التحقنا بالشعب الإيراني الذي يطالب بالحرية والمحاسبة" لذلك"لقد انتهت فترة الخجل التي كانت قد خلقتها أمريكا لنفسها وكذلك فترة السياسات التي أدت إلى هكذا معاناة مؤلمة"، ومن الواضح جدا إن هذا الموقف الامريکي الذي صار واضحا إنه بات يميل لدعم نضال الشعب الايراني والوقف الى جانبه من أجل الحرية والديمقراطية، يأتي بعد أعوام طويلة من السياسات الامريکية الفاشلة تجاه هذا النظام والتي خدمت جميعها هذا النظام وساهمت في بقائه وإستمراره، ومع إن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد رفع صوته عاليا محذرا من هذه السياسة غير الحکيمة والمعادية لنضال الشعب الايراني بشکل خاص، لکن لم تکن هناك في واشنطن من يستمع الى هذا التحذير المخلص وإستمر الخطأ حتى جاء هذا الموقف الذي من المفيد جدا أن يأخذ الامور التي أعلنتها السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية عشية ترحيبها بهذا الموقف الامريکي لأن ذلك کفيل بأن يمنح الکثير من القوة من أجل تفعيل هذا التصريح عمليا وعلى أرض الواقع.