البابا فرنسيس في الإمارات من أجل الأخوة الإنسانية
بابا الفاتيكان يقيم أكبر قداس في تاريخ الجزيرة العربية ويجتمع بشيخ الأزهر ويزور مسجد الشيخ زايد.
الأحد 2019/02/03
زيارة للتاريخ
أبوظبي – يزور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان دولة الإمارات الأحد في أول زيارة لحبر أعظم إلى الجزيرة العربية، حيث يقيم قداسا حاشدا ويلتقي شيخ الأزهر احمد الطيب والقادة الإماراتيين.
وتزين اعلام الفاتيكان شوارع أبوظبي إلى جانب أعلام الإمارات. وقال سكان وزائرون للبلد إن زيارة البابا فرنسيس تحمل رسالة سلام وتفاهم.
وسيقضي يومين في الإمارات. ومن المقرر أن يلقي البابا خطابين خلال زيارته التي تبدأ مساء الأحد.
وقال البابا في رسالة مصورة يوم الخميس بدأها بقوله بالعربية السلام عليكم "أنا سعيد لهذه المناسبة. لقد منحني الرب الفرصة لأكتب على أرضكم العزيزة صفحة جديدة في التاريخ في العلاقات بين الأديان".
ورحب قادة الامارات بزيارة البابا. ووصف ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان البابا برجل السلام والمحبة.
ويقول قساوسة ومسيحيون ودبلوماسيون في الإمارات التي يعيش فيها ما يقرب من مليون كاثوليكي إنها من أكثر الدول تسامحا مع الديانات الأخرى في منطقة الخليج.
وفي رسالته المصورة أثنى البابا على الإمارات "تلك الأرض التي تسعى لأن تكون نموذجا للتعايش والأخوّة الإنسانية وللقاء بين مختلف الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون مكانا آمنا للعمل وللعيش بحريّة، تحترم الاختلاف".
ويشارك البابا في أبوظبي الاثنين في لقاء ديني مع شيخ الأزهر أحمد الطيب وممثلين عن ديانات أخرى، قبل أن يترأس قدّاسا في ملعب لكرة القدم في العاصمة الإماراتية أمام تجمع توقّعت صحف محلية أن يكون الأكبر في تاريخ الدولة الخليجية.
وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة أكثر من 130 ألف شخص في قداس الثلاثاء، الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية.
وسوف يزور البابا أيضا مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، أكبر مساجد البلاد ويجتمع هناك مع مجلس حكماء المسلمين.
وزيارة البابا للإمارات تسبق ببضعة أسابيع زيارته المقررة إلى المغرب حيث يعتزم مواصلة نسج العلاقات مع العالم الإسلامي.
وزار البابا من قبل نحو ست دول ذات أغلبية مسلمة واستغل تلك الزيارات للدعوة للحوار بين الأديان وإدانة العنف الذي يمارس باسم الدين.
ويرتبط الفاتيكان بعلاقات دبلوماسية مع الكويت والإمارات وقطر والبحرين واليمن، لكنّه لا يقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع السعودية وسلطنة عمان.
وكان الفاتيكان أعلن في كانون الأول/ديسمبر عن زيارة البابا لأبوظبي للمشاركة في الحوار العالمي بين الأديان، موضحا أن البابا يلبي بذلك دعوة من ولي عهد أبوظبي والكنيسة الكاثوليكية في الإمارات.
مقالات أخرى من اختيارات المحرر
البابا فرنسيس يفتح قلبه للإماراتيين
الخميس 31/01/2019
البابا: يسرّني أن ألتقي بشعب يعيش الحاضر ونظره يتطلّع إلى المستقبل
الفاتيكان - أعرب البابا فرنسيس عن سروره لكتابة "صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان" بزيارته المرتقبة لدولة الإمارات العربية المتحدة بين الثالث والخامس من شباط/فبراير، في شريط فيديو تمّ بثّه الخميس.
وقال البابا في رسالته الموجهة إلى شعب الإمارات "سعيد لتمكّني من زيارة بلدكم، كي نكتب صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان، نؤكّد فيها أنّنا إخوة حتّى وإن كنّا مختلفين".
وفي هذه الرسالة باللغة الإيطالية والمترجمة إلى العربية، شكر البابا ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعوته إلى المشاركة في حوار بين الأديان حول موضوع "الأخوّة الإنسانيّة"، موجها الشكر أيضا "للصديق والأخ" شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب الذي سيشارك في اللقاء وقد سبق أن زاره البابا في مصر عام 2017.
كما أثنى على الإمارات "تلك الأرض التي تسعى لأن تكون نموذجا للتعايش والأخوّة الإنسانية وللقاء بين مختلف الحضارات والثقافات، حيث يجد فيها الكثيرون مكانا آمنا للعمل وللعيش بحريّة، تحترم الاختلاف".
وأضاف "يسرّني أن ألتقي بشعب يعيش الحاضر ونظره يتطلّع إلى المستقبل".
وقال البابا مذكرا بمقولة لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ان "الثروة الحقيقية ليست في الموارد المادية فحسب لكن الثروة الحقيقية تكمن في الناس الذين يبنون مستقبل بلدهم. الثروة الحقيقية هي الإنسان".
وكتب الشيخ محمد بن زايد الخميس على تويتر تغريدتين بالعربية والانكليزية ترحيبا بزيارة البابا.
وقال الشيخ محمد "نجدد ترحيبنا برجل السلام والمحبة، البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في دار زايد، نتطلع للقاء الأخوة الإنسانية التاريخي الذي سيجمعه في أبوظبي مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف".
واضاف ولي عهد ابوظبي "يحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام".
وقال البابا في رسالته إن تنظيم حوار الأديان هذا يعكس "الشجاعة والعزم في التأكيد أن الإيمان يجمع ولا يفرّق، وأنه يقرّبنا حتّى في الاختلاف، ويبعدنا عن العداء والجفاء".
وكان الفاتيكان أعلن في كانون الأول/ديسمبر عن زيارة البابا لأبوظبي للمشاركة في الحوار العالمي بين الأديان، موضحا أن البابا يلبي بذلك دعوة من ولي عهد أبوظبي والكنيسة الكاثوليكية في الإمارات.
وستكون هذه أول زيارة لحبر أعظم إلى شبه الجزيرة العربية.
وهي تسبق ببضعة أسابيع زيارة البابا المقررة إلى المغرب حيث يعتزم مواصلة نسج العلاقات مع العالم الإسلامي.
والبابا فرنسيس الذي خصّص الكثير من رحلاته إلى دول غير كاثوليكية، والمؤيد بشدة للحوار مع الطوائف المسيحية الأخرى والأديان الأخرى، سبق أن زار دولا مسلمة، في الشرق الأوسط وتركيا في 2014 واذربيجان في 2016 ومصر في 2017.
وعند إعلان الفاتيكان عن الزيارة في مطلع كانون الأول/ديسمبر، كتب ولي عهد أبوظبي على تويتر "يسعدنا في دولة الإمارات الترحيب بزيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي يعد رمزا عالميا من رموز السلام والتسامح وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية".
وأضاف "نتطلع إلى زيارة تاريخية، ننشد عبرها تعظيم فرص الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب. ازدهار السلام غاية تتحقق بالتآلف وتقبل الآخر".