تايمز: دولة البغدادي فاشلة.. لكن الظروف التي ولّدتها لا تزال قائمة
منذ 13 دقيقة
إبراهم درويش
0
حجم الخط
[rtl]لندن ـ “القدس العربي”:[/rtl]
[rtl]في اقتتاحية صحيفة “التايمز” عن نهاية تنظيم الدولة بعنوان “دولة فاشلة” وعلقت فيها على تصريحات تلميذة المدرسة البريطانية التي هربت عام 2015 وانضمت مع زميلاتها للتنظيم في سوريا. واعترفت شاميما بيغوم التي التقاها مراسل الصحيفة في مخيم للاجئين الهاربين من آخر معاقل التنظيم قائلة: “الخلافة انتهت”. وتثني الصحيفة أنها تبدو “محقة في كلامها لأن تنظيم الدولة سيطر في ذروة قوته على أرض مساحتها 34.000 ميلا مربعا وحكم 8 ملايين نسمة على طول سوريا والعراق. وفي الوقت الذي كانت فيه بيغوم تبحث عن طريق للهروب، لم يبق لدى الجهاديين سوى منطقة مساحتها أربعة أميال على طول وادي الفرات الأوسط، قرب الحدود العراقية حيث يتعرض 1.500 من مقاتلي الدولة لهجوم تشنه قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد. ومن هنا فالهزيمة الكاملة للدولة قد تحدث خلال أيام إن لم تكن ساعات. وترى أن النصر على الخلافة التي مولت نفسها من خلال السرقة والإختطاف والقتل كان صعبا. فقد ظهر التنظيم قبل سبعة أعوام كفرع لتنظيم القاعدة في العراق واستفاد من الفراغ الأمني الذي خلفه قرار باراك أوباما المتعجل بسحب القوات الأمريكية من العراق. وبحلول عام 2014 توسع التنظيم في سوريا وساعده ما يقدر 40.000 مقاتل أجنبي انجذبوا إلى أيديولوجيته من خلال آلة دعائية على وسائل التواصل الإجتماعي. ودرب التنظيم متشددين قاموا بسلسلة من الهجمات في المدن الغربية بما في ذلك لندن ومانشستر. و اقتضى من تحالف دولي مكون من 79 دولة ومنظمات دولية خمسة أعوام لهزيمته وبعد قتل مئات الألاف وتشريد الملايين. ومع كل هذا فمن الباكر الإعلان عن النصر. ففي العراق الذي هزم فيه الجهاديون في كانون الأول (ديسمبر) 2017 قام التنظيم بتطوير شبكة سرية، حسبما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش في تقرير له لمجلس الأمن ووصف وضع التنظيم بأنه يمر بـ “مرحلة انتقالية وتكيف وتقوية”. ونفس الأمر حدث في سوريا. ولدى التنظيم فروع في اليمن ودول الساحل والصحراء وأفغانستان والصومال. وهناك جماعة تطلق على نفسها تنظيم الدولة في ولاية غرب أفريقيا تسيطر على مئات الأميال في نيجيريا والنيجر. وهناك مشكلة المقاتلين الأجانب الذين يرغبون بالعودة إلى أوطانهم بمن فيهم بيغوم. وهناك حوالي 5.000 مقاتل عادوا إلى أوطانهم بنهاية عام 2017 ويشكلون تهديدا على الأمن.[/rtl]
[rtl]ولا تزال الظروف التي جعلت الشرق الأوسط تربة خصبة لولادة تنظيمات مثل الدولة الإسلامية. فالأيديولوجيات الإسلامية تنتعش في داخل الدول الفاشلة حيث كانت قادرة على استغلال الحرمان والفساد وما تقوم به الحكومات القمعية لجذب الأتباع لها. وكذا الضغوط السكانية والتمييز الطائفي ونقص فرص العمل. ويعتبر الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا من أكثر المناطق ذات الزيادة السكانية السريعة في العالم ولكنها تعاني مستويات عالية من البطالة. كما أن بناء اقتصاديات العراق وسوريا تحتاج إلى سنوات طويلة. وترى االصحيفة ضرورة الحذر ضد التطرف الإسلامي في أوروبا ومواصلة الدول الغربية القتال ضد التنظيم في الشرق الأوسط لحرمانه من فرصة إعادة تجميع نفسه. ورغم التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على قوة في العراق لكن هناك أسئلة حول الكيفية التي سيواصل التحالف محاربة التنظيم في سوريا وكيفية منع ظهوره في مناطق أخرى من العالم. وتختم بالقول إن على الغرب التفكير جديا ومعالجة المصادر التي تقود لعدم الإستقرار في المنطقة. وعلى الدول الغربية القرار إن كانت ستسمح لجهاديين مثل بيغوم العودة بعد هزيمة التنظيم.[/rtl]