حزب الله يدعو حاضنته لربط الأحزمة استعدادا للمزيد من العقوبات
الأمين العام حسن نصرالله: دول أخرى ستحذو حذو بريطانيا في تصنيف الحزب إرهابيا.
السبت 2019/03/09
مع نصرالله بهاتف أميركي
بيروت – استغل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس ما يسمى “هيئة دعم المقاومة”، لتمرير جملة من الرسائل كانت أهمها تلك الموجهة إلى الداخل اللبناني وبالأخص إلى الحاضنة الشعبية للحزب.
وركز خطاب نصرالله الجمعة على تهيئة جمهوره لـ“ربط الأحزمة” استعدادا لعقوبات غربية أقصى، حاثا إياه على تقديم المزيد من التضحيات، معتبرا أن العقوبات الاقتصادية التي يتوقع أن تزداد وطأتها جاءت “لأننا هزمناهم وكسرناهم وأسقطنا مشاريعهم”.
ويأتي خطاب الأمين العام لحزب الله بعيد زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إلى لبنان هذا الأسبوع والتي وجه خلالها جملة من التحذيرات المبطنة لعل أبرزها حينما أشار إلى أن الموقف من لبنان يبقى رهين “خيارات” حكومته دون المزيد من التفاصيل، وإن كان كثيرون يعتبرون أن الكلام كان موجها لحزب الله الذي رفّع في مشاركته الحكومية بالحصول على ثلاث حقائب وزارية بينها حقيبة أساسية وهي الصحة، في تمش يعكس تغيرا في إستراتيجيته نحو الداخل.
وينتظر أن يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قريبا بزيارة إلى لبنان في سياق محاولات الاطلاع عن كثب على مدى تغلغل الحزب سياسيا.
وهناك تخوف دولي واضح حيال تنامي نفوذ حزب الله داخل الحكومة، بما يفتح المجال أمام وضع يده سياسيا وعسكريا على البلاد، وهو ما يخدم مشاريع راعيته الإقليمية إيران.
وقال الأمين العام لحزب الله “إن العقوبات الحالية جزء من الحرب المالية الاقتصادية النفسية التي تُشنّ علينا، لأن محور المقاومة هو الذي يقف في وجه تطلعات دونالد ترامب (الرئيس الأميركي) لتحقيق إنجازه التاريخي من خلال صفقة القرن”، في إشارة إلى الخطة التي تعدها الولايات المتحدة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد نصرالله أن العقوبات الأميركية ينتظر أن تشتد على الحزب وداعميه والتضييق على البنوك اللبنانية مثال على ذلك، وينتظر أن تعتمد دول أخرى قرارا مماثلا للقرار البريطاني بتصنيف “المقاومة كإرهابية”.
وأدرجت بريطانيا في نهاية فبراير الجناح السياسي لحزب الله ضمن قائمة الإرهاب، في رسالة تشي بأن هناك تغيرا في الموقف الأوروبي الذي يتجه لتبني المقاربة الأميركية القائمة على محاصرة الحزب وإضعافه إن لم يكن القضاء عليه، بالنظر إلى التهديد الذي يشكله على الاستقرار في المنطقة. وبدا أن نصرالله يبحث عن مؤازرة ودعم مالي من حاضنته الشعبية، في محاولة استباقية للعقوبات الاقتصادية التي من المنتظر أن تشتد عليه.
وقال “علينا أن نتذكر من بادروا منذ البدايات للقيام بتأسيس هيئة دعم المقاومة، خاصة عندما كانت المقاومة قليلة الإمكانات، فهؤلاء قاموا بكل النشاطات لجمع المال”.
وأكد نصرالله أن “المقاومة ليست قائمة فقط على دعم إيران وممولين، وإنما أيضاً على دعم شعبي كبير”، معتبرا أن هيئة دعم المقاومة “أمّنت الفرصة لتوسيع مساحة الجهاد بالنفس والمال”.
وأضاف “خلال المعارك مع الإرهاب التكفيري في السلسلة الشرقية، كنا نشاهد الناس يصرون على تقديم المال والطعام لشباب المقاومة”.
وأردف نصرالله “من يدعمنا هو مستمر في ذلك.. دولا وشعوبا وجماهير”، لافتا إلى أن “بنيتنا ستبقى متماسكة وسنعبر هذه الحرب”. وزعم أن “المقاومة ستزداد قوة وعددا وعدة وعزماً وتأثيراً وصنعاً للمزيد من الانتصارات”، لافتا إلى أن “المقاومة بحاجة اليوم إلى الدعم الشعبي لأننا في قلب معركة اقتصادية”.