العراق: الميليشيات ترد على التظاهرات بـ«حمام دم» … وعناصر الخزعلي يفتحون النار على المحتجين
منذ 53 دقيقة
0
حجم الخط
بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قتل 24 متظاهراً وجرح 2047، أمس الجمعة، في بغداد وجنوب العراق مع استئناف الحركة الاحتجاجية، التي أسفرت منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر، عن مقتل أكثر من 150 شخصاً.
وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها استخدام للرصاص الحي منذ مساء الخميس، حيث استؤنفت الاحتجاجات المطلبية التي أسفرت مطلع الشهر الحالي عن مقتل 157 شخصاً، غالبيتهم بالرصاص الحي.
ووصل عدد قتلى المتظاهرين أمس إلى 24 شخصاً، بينهم ثمانية في بغداد، حسب ما أعلنت «المفوضية العراقية لحقوق الإنسان» في بيان.
- اقتباس :
- 24 قتيلا و2047 جريحا… حرق مقار حزبية… حظر تجوّل في 6 محافظات… والسيستاني يدعو لـ«ضبط النفس»
وقتل نصف هؤلاء بالرصاص الحي في جنوب البلاد، حيث حاول متظاهرون اقتحام أحد مقار «عصائب أهل الحق».
وأوضح مصدر أمني، مشترطاً عدم نشر اسمه، أن متظاهرين حاولوا اقتحام مقر عصائب أهل الحق في الناصرية، إلا أن مسلحي الفصيل فتحوا النيران من أسلحة رشاشة عليهم. ولفت إلى أن قوات الأمن لم تتمكن من السيطرة على الموقف. وعصائب أهل الحق» فصيل شيعي يتزعمه قيس الخزعلي.
ومن بين القتلى أيضاً ثلاثة في مدينة البصرة النفطية في جنوب البلاد، والتي شهدت العام الماضي أسبوع عنف مماثلاً.
وفي محاولة لإخفاء عدد الضحايا، أصدرت وزارة الصحة العراقية، مساء الجمعة، تعميماً لجميع مستشفيات البلاد بعدم الكشف عن أعداد وأسماء قتلى وجرحى الاحتجاجات التي تشهدها مدن وسط وجنوب البلاد.
وفرضّت قوات الأمن العراقية، حظرا للتجوال في 6 محافظات جنوبية، للسيطرة على أعمال العنف التي تخللت الاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، حسب مصدر أمني.
وقال ضابط رفيع في وزارة الداخلية، مشترطا عدم نشر اسمه، للأناضول، إن «قيادات العمليات والشرطة بالتنسيق مع المحافظين قرروا فرض حظر للتجوال في محافظات البصرة وواسط والمثنى وبابل والديوانية وذي قار (من أصل 18 محافظة) بسبب استمرار اعمال العنف».
وأوضح المصدر أن «حظر التجوال دخل حيز التنفيذ مساء اليوم وحتى إشعار غير مسمى»، دون تحديد توقيتات بعينها. وتزامن فرض حظر التجوال مع ارتفاع ضحايا احتجاجات اليوم إلى 24 قتيلاً في صفوف المتظاهرين وإصابة 2047 آخرين بجروح بينهم عناصر أمن، وفقا لإحصائيات مفوضية حقوق الانسان (مؤسسة رسمية تتبع البرلمان).وأضرم متظاهرون النار في مبنيي محافظتي ذي قار والديوانية، وأحرقوا أكثر من عشرة مقار لأحزاب سياسية في جنوب البلاد، حسب مصادر أمنية.
وصدت القوات الأمنية بوابل من القنابل المسيلة للدموع الجمعة آلاف المتظاهرين المحتشدين في وسط بغداد.
ووُضِعت جميع القوّات الأمنية في حالة تأهب منذ مساء الخميس من قبل حكومة عادل عبد المهدي التي أكملت الجمعة عامها الأول في الحكم.
واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع في محاولة لصد تقدم المتظاهرين وإبعادهم عن المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية ودبلوماسية، خصوصاً سفارة الولايات المتحدة، حسب ما أفاد شهود في المكان، وبالتالي عاد المتظاهرون إلى ساحة التحرير الرمزية، التي يفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية.
جاء ذلك بعدما دعا ممثّل آية الله علي السيستاني، أعلى مرجعيّة شيعيّة في العراق، في خطبة الجمعة إلى «ضبط النفس» لتجنب «الفوضى» .
وأضاف أن تأكيد المرجعية الدينية على ضرورة أن تكون الاحتجاجات سلمية خالية من العنف ينطلق «من حرصها البالغ على مستقبل هذا البلد»، و«يخشى معها من أن ينزلق بالعنف والعنف المقابل إلى الفوضى والخراب، ويفسح ذلك المجال لمزيد من التدخل الخارجي، ويصبح ساحة لتصفية الحسابات بين بعض القوى الدولية والإقليمية» .