حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 24052 نقاط : 219163 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 1/3 ضياء الشكرجي الجمعة 15 نوفمبر 2019 - 23:03 | |
| مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 1/3 ضياء الشكرجي |
|
مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 1/3ضياء الشكرجيhttp://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655592 مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 1/3 ضياء الشكرجي dia.al-shakarchi@gmx.info مقالة كتبتها قبل أكثر من سنتين وتسعة أشهر، لم أنشرها في حينه، بل عممتها فقط على عدد من الأصدقاء. لم أقل في العنوان «من دمّر الدولة العراقية»، أو «من دمّر العملية السياسية»، أو «من دمّر مشروع التحول الديمقراطي»، ولا حتى «من دمّر الشعب العراقي»، بل قلت «مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟». فالتدمير شامل، فهو تدمير للدولة، للثقافة، للاقتصاد، للبنى التحتية، للزراعة، للصناعة، للسيادة، للتعليم، للتعليم العالي، لكرامة الإنسان، للعيش الكريم، للخدمات الضرورية، للآمال، للأحلام، للسلم الأهلي، للشعور بالأمان، للرعاية الصحية، للتطلعات، للأجيال، وهو تدمير للقيم، للأخلاق، للُّحمة الوطنية، للتعايش، و...، و.... ولم أكتب ذلك من قبيل الرد على مقالة بعنوان مشابه إلى حد ما، لكن تناولتْ عنصرا واحدا مما ذكرت مما شمله التدمير، ألا هو الدولة، وما أتفق ربما مع بعض ما جاء فيها، ولا أقول أختلف، بل وما لي ملاحظات على بعض آخر، فلست من هواة الدخول في سجالات، ولكل منا فيما يطرح ما هو صائب، وفيه ما هو خطأ، أو لنقل أقل صوابا، وهذا يشملني بكل تأكيد، فكلنا نصيب ونخطئ، ولست ممن يفترض دوافع معينة لكتابة ما يكتبه هذا أو ذاك الكاتب، إلا بدليل، إن وجد. على سبيل الطريفة، وإن كانت الطريفة من نوع الكوميدراما، أروي هذا الحلم: في ليلة الحادي والعشرين من الشهر المنصرم (كانون الثاني)، أي قبل تسعة أيام من نشر هذه المقالة، رأيت حلما في منامي، ونادرا جدا ما أرى حلما أتذكر شيئا من تفاصيله إلا القليل جدا منها وبصورة ضبابية، إلا أن هذا الحلم كان مطبوعا في ذاكرتي بشكل واضح، وبكل الكلمات التي تكلمتها فيه. رأيتني مع عمار الحكيم، وأنا أصرخ في وجهه محتقنا غضبا على الطبقة السياسية، وممتلئا حسرة على العراق. قلت له بصوت مرتفع وبغضب شديد، ممزوج بالحزن: «إنتو دمرتو العراق، إنتو (أعني المجلس الأعلى)، وحزب الدعوة، وحزب الفضيلة، والبقية الوِيّاكم، والطائفيين من السنة، دمرتو العراق، وضيعتو عليه فرصة تاريخية الأولى من نوعها، وربما الأخيرة». والآن أرجع إلى موضوع مقالتي هذه، التي تريد الإجابة، طبعا من وجهة نظري، على سؤال يا ترى من دمّر العراق، ولو إن الحلم أعطى بعض الجواب. أنا لست ممن يقولون إن أمريكا هي التي دمرت العراق، وإن كنت لا أبرئها من أخطاء فظيعة، ولكن أخطاء أمريكا لم تكن العامل الأساسي في تدمير العراق. وبكل تأكيد لا أبرئ نظام البعث الذي أسقطته لنا أمريكا، وحكم صدام حسين الديكتاتوري الدموي، وتركة هذا النظام الأسوأ في تاريخ العراق الحديث. لكني أقول إن سقوط هذا النظام مثل فرصة لبداية جديدة، فتعليق الغسيل الوسخ على شماعتي أمريكا وحزب البعث أمر لا أراه إلا هروبا من مواجهة الحقيقة، أو هو تبرير لمسببي الكارثة العراقية. فلا أتفق مع من يقول إن الأحزاب المتنفذة قد جاءت على الدبابة الأمريكية، كما يعبرون، فإنها كانت القوى الأساسية لمعارضة المهجر، إذ لم تكن هناك معارضة منظمة تذكر في الداخل، بعد أن أبادها صدام بقمعه اللامحدود في دمويته، ومعارضة المهجر هذه، كانت تترقب سقوط صدام، سواء بيد إيران، أو أمريكا، أو عبر انقلاب عسكري، أو انتفاضة شعبية، لتدخل وتستلم زمام الأمور لقيادة مقدرات العراق سيئ الحظ. كما وبلا شك إن للتدخلات الإقليمية لدول الجوار دورا تدميريا تخريبيا ومؤذيا منذ 2003، ولا أبرئ دولة من كل من تلك الدول، سواء إيران أو السعودية أو تركيا أو قطر، بل وحتى سوريا ما قبل 2011، بل وإلى حد ما الأردن، وربما بدرجة أقل دول خليجية أخرى [بما في ذلك الكويت]، كما لا أبرئ سلطة إقليم كردستان وسياساتها المضرة لكردستان وبمصالح الشعب الكردي بالدرجة الأولى، ولعموم العراق، كما ولا أبرئ السيئين جدا والطائفيين جدا من السياسيين السنة، والذين بقي الكثيرون منهم يحنّون إلى نظام صدام. لكني أقول إن حصة الأسد في عملية تدمير العراق هي للقوى الشيعسلاموية، أعني أحزاب الإسلام السياسي الشيعية، فـ(الشيعسلاموية) العراقية هي المسؤولة الأولى والمسؤولة الرئيسة لتأسيس وتأصيل وإدامة كل عوامل تدمير العراق، دولة ومجتمعا، فضيعت الفرصة التاريخية على العراق، وعلى الشعب العراقي، أن يقيم نظاما ديمقراطيا حقيقيا، ودولة حديثة تقوم على أساس المواطنة، وتسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه للمجتمع العراقي، وتجذّر مشاعر وأواصر الإخاء بين شرائح المجتمع، وتُنجِح التجربة الديمقراطية الاتحادية في العراق، لتكون نموذجا يرفع الرأس ويحتذى به، أو نحسد عليه. بل حتى المرجعية الدينية الشيعية تتحمل قسطا من المسؤولية، وإن كانت بعد سنوات من تجربتها مع القوى الشيعسلاموية التي دعمتها ومنحتها الشرعية الدينية في البداية، قد تداركت الموقف، وأخذت تقترب من توجهات الوسط السياسي المدني. تحياتيمَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 2/3ضياء الشكرجيhttp://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655702 مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 2/3 ضياء الشكرجي dia.al-shakarchi@gmx.info أحب أن أبيّن لماذا أصرّ على استخدام مصطلح (الشيعسلاموية)، الذي طالما طرحته في مقالات عديدة لي، وكذلك في ظهوري الإعلامي المكثف قبل اتخاذ قرار العودة إلى ألمانيا صيف 2012. فالتقسيم الثلاثي سيئ الصيت وذو النتائج المدمرة، للشعب العراقي والمشهد السياسي، إلى شيعة-إسلاميين، وعرب-سنة، وكرد [قوميين]، شكلت فيه القوى الإسلامية الشيعية النسبة الأكبر، والأكثر تأثيرا على مسار العملية السياسية. فبينما نجد السنة العرب متوزعين ما بين إسلاميين متمثلين بالدرجة الأساسية بالحزب الإسلامي العراقي [حركة الإخوان المسلمين سابقا]، وعروبيين، وذوي نزعة قبلية، وطائفيين، وذوي حنين لعهد صدام، نجد السياسيين الكرد قوميين بامتياز، تمثل القوى العلمانية [أو الأصح غير الدينية] لكن غير الديمقراطية العامل المؤثر عندهم، لكن يشتملون أيضا على قوى إسلامية متمثلة بالاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية، والذين عموما - بما فيهم الإسلاميون - أصبحوا قوميين فوق ما تتطلبه مصالح الشعب الكردي، وبما أضرّ كثيرا بها، نرى إن الشيعة كلهم إسلاميون، وبذلك هم يحملون هوية مزدوجة، أحد طرفيها يتمثل بإيديولوجية إسلامية مُؤسَّسة على مفاهيم الإسلام السياسي، القائمة على فكرة أسلمة المجتمع، وطرفها الثاني يتمثل بهوية شيعية طائفية، بمعنى منغلقة على الطائفة، ومدعية تمثيل مصالح المكون الشيعي. فالطائفية عندي لا يجب أن تكون بمستواها الأعلى، أي بكره الطائفة الأخرى، ومزاولة الفعل العدواني تجاهها، أو تهميشها وإقصائها، بل مجرد التخندق سياسيا في هوية طائفية معينة هو لون من ألوان الطائفية السياسية، التي لم يكن عنصر أضرّ بالعراق، كما أضرّت هي، لأنها هدم لأهم ركن للدولة الديمقراطية الحديثة، ألا هو ركن المواطنة، التي غدوا [في السنوات الأخيرة] يلوكونها مؤخرا بألسنتهم كشعار مفرغ من محتواه، ويدوسونها في ممارستهم السياسية بأقدامهم. ولكن لماذا يا ترى أرى الشيعسلامويين أنهم هم بالدرجة الأولى والأساس الذين دمروا العراق وأحلام العراق وديمقراطية العراق واقتصاد العراق وأمن العراق ومستقبل أجيال العراق القادمة، إلى أمد غير منظورة حتى الآن نهايته؟ فبحكم أن الشيعة يمثلون الأكثرية من نفوس العراق، وبما أن الدولة والسياسة والتعددية والحياة الحزبية، قائمة على أساس المكونات، لاسيما الثلاثة الكبرى (الشيعية-الكردية-السنية)، وبما أنهم حتى الآن هم الذين شكّلوا الأكثرية البرلمانية (الائتلاف العراقي الموحد 169)، ثم (الائتلاف العراقي الموحد 555)، ثم لدورتين (التحالف الوطني) متشكلا من (ائتلاف دولة القانون + الائتلاف الوطني)، وهم الذين ترأسوا الحكومات الأربع المتعاقبة، حيث كان رئيس مجلس الوزراء دائما من حزب الدعوة الإسلامية (الجعفري، المالكي، المالكي ثانية، العبادي درءً لكارثة التثليث للمالكي)، فهم المسؤولون بشكل أساسي وبإصرار عن:
- دولة المكونات بدلا من دولة المواطنة.
- الطائفية السياسية (الشيعية-السنية).
- المحاصصة الطائفية (شيعة سنة) والعرقية (عرب كرد).
- التحاصص بناءً على ذلك في الفساد المالي وسرقة المال العام بين سراق شيعة، وسراق سنة، وسراق كرد، لكل حسب حصته في السلطة، مما أدى إلى التستر المتبادل، والسكوت عن تهريب أكثر من سارق بما سرقه من ثروة خيالية إلى خارج العراق، ليتنعم ويترفه ويَتَمَلْيَرْد أو على الأقل يَتَمَلْيَن من قوت فقراء العراق.
السياسيون السنة لم يكونوا أقل سوءً، بل طائفيتهم كانت هي الطائفية الأشد والأعنف، لكنهم كانوا أبعد عن الإسلام السياسي، ثم هم لم يروا خيارا آخر غير التخندق سنيا، بعدما رأوا الشيعسلامويين قد تخندقوا شيعيا، دون تبرئة الطائفيين منهم، وهم ليسوا قليلين، بأن طائفيتهم كانت ستكون فاعلة وبادئة، وليست بالضرورة منفعلة ورادّة، لكن كان بالإمكان إحراج الطائفيين منهم بسحب بساط المبررات عبر الفعل الطائفي للطائفة ذات الحجم الأكبر. فالشيعة هم الذين يتمتعون بالناخبين الأكثر عددا في المجتمع العراقي، فما كان من السياسيين السنة وقواهم إلا أن يرفعوا راية تمثيل مصالح [واستحقاقات] المكون السني وحمايته من التهميش والإقصاء، ثم الاضطهاد الطائفي من قبل الطائفة الأكبر عددا، والأشد نفوذا، كدافع أو مبرر لخلق طائفية سنية سياسية مقابل الطائفية السياسية الشيعية. وبقينا نسمع العزف النشاز على وتر (تمثيل المكون) و(استحقاقات المكون)، وغير ذلك، فقضي بذلك على مبدأ المواطنة، وأصبح مجرد علكة تلوكها أفواه السياسيين، كما يلوكون بمصطلحات أفرزها هذا الواقع الشاذ والسيئ، من قبيل «حكومة وحدة وطنية»، «حكومة شراكة وطنية»، «توافقية»، «اتفاقات السلة الواحدة»، وأخيرا «التسوية السياسية التاريخية»، ألا [لبئس] هذه الطروحات الكاذبة وعديمة الحياء. | |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80281 نقاط : 715023 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: مَـــنْ دَمَّـــرَ العـــراق؟ مَـــنْ؟ 1/3 ضياء الشكرجي السبت 16 نوفمبر 2019 - 1:36 | |
| | |
|