حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 23991 نقاط : 218444 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: ذي قار العراقية تقاتل كسرى من جديد : د . مثنى عبد الله الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 - 2:49 | |
| ذي قار العراقية تقاتل كسرى من جديد : د . مثنى عبد الله |
|
ذي قار العراقية تقاتل كسرى من جديد منذ 3 ساعات مثنى عبد الله 0 حجم الخط غضب كسرى ملك الفرس على النعمان بن المنذر ملك الحيرة في العراق، لأن الأخير رفض تزويج بناته إلى أبناء كسرى، فاستقدمه بحيلة، فسجنه ثم قتله. ولان ملك الحيرة كان قد لجأ إلى هاني بن مسعود الشيباني زعيم بني شيبان، قبل لقائه كسرى، فاستودعه أهله وماله وسلاحه، فقد طلب كسرى من هاني تسليمه ودائع النعمان، لكنه رفض، خوفا من أن تقول العرب بأنه خان الأمانة. غضب ملك الفرس وجهز جيشا ضخما يريد استئصاله، فما كان من بني شيبان إلا أن اتحدوا مع قبائل بكر بن وائل، وقرروا مقاتلة الفرس لأسباب تتعلق بالكرامة، فحصلت معركة حاسمة في ذي قار هُزم فيها جيش كسرى، وأرّخت أول انتصار للعرب على الفرس. اليوم يتكرر التحدي مرة أخرى، وفي البقعة الجغرافية نفسها من جنوب العراق في محافظة ذي قار، ففي الانتفاضة الشعبية الشبابية، التي انبثقت في الاول من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. برزت صفحات مشرقة سطرتها جحافل الفقراء والعاطلين والمحرومين والمهمشين. كانت في كل واحدة منها ملايين المعاني والدروس والعبر، التي لا يمكن إلا أن يتوقف التاريخ عندها كي يسجلها بأحرف من ذهب. وفي غمرة هذه الاندفاعة الحضارية الواعية، لم يترك هؤلاء الشباب فرصة لأصحاب المعسكرات الطائفية بتحقيق حلمهم البغيض من تقسبم العراقيين إلى معسكرين، معسكر الحسين ومعسكر يزيد. فجعلوا من العراقيين معسكرا واحدا، في وجه معسكر التابعين للحرس الثوري الإيراني، وأجهزة الاستخبارات الإيرانية، والسلطات الدينية الطائفية في قم وطهران، وبذلك تبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض. فعلى مدى عقد ونصف العقد من السنين، كانت مراكز التبشير، وورش التفكير الطائفي في إيران وفروعها في العراق، تُبشر بأن هذا البلد وجنوبه على وجه الخصوص هو الحديقة الخلفية لايران، وأن أهل الجنوب ولاؤهم للطائفة قبل الوطن، في محاولة دنيئة لعكس الوعي. وقد بلغ استغلال هذه الراية حدا وصل إلى تصدير شباب هذه المحافظات، مقاتلين طائفيين إلى دول أخرى، فيما كانت عوائلهم لا تجد ما تقتات به في ظروف حياتية لا تطاق، في حين يتمتع فيه المُبشرين الطائفيين بثروات العراق، ويتنعمون برفاهية الحياة، لكن أهلنا في الجنوب أبوا إلا أن يثبتوا لكل الأصوات الطائفية، من كل الاتجاهات، بأنهم يستندون إلى أرث حضاري كبير، وقيم عربية وإسلامية، وأن صفحاتهم في التاريخ الحديث مازالت منيرة بمواقف مشرفة، حين تصدوا ببسالة منقطعة النظير إلى الغزاة الإنكليز، والإيرانيين في حرب الثماني سنوات، وإلى الغزو والاحتلال الامريكي المستمر حتى اليوم. وكان لابد من إضافة سفر جديد يسجل لهم من خلال المشاركة الفعالة في انتفاضة تشرين. - اقتباس :
- لن يتسامح المتظاهرون مع الرصاص الحي الذي وجهته السلطات نحو صدورهم ولن يسمحوا بربط مصيرهم بمصير إيران لاعتبارات طائفية
لقد خرجت محافظة ذي قار عن بكرة أبيها ضد الظلم والتهميش، متحدية السلطتين المحلية والمركزية، والميليشيات المسلحة التابعة لإيران، الذين ظنوا أن أهلنا فيها قد باتوا الدرع الأول للدفاع عنهم، وأن مصائرهم باتت مرتبطة تماما بمصيرهم. فلم تعد ساحة الحبوبي في مركز المحافظة، هي المنصة الوحيدة التي يحتشد فيها الزخم الجماهيري، بل شهدت أزقة وساحات أقضية الغراف والشطرة وسوق الشيوخ والرفاعي، تظاهرات واعتصامات ومواجهات بين الأهالي والقوات الحكومية. كما أغلق شباب الانتفاضة خمسة جسور وسط المحافظة، لإحكام العصيان المدني. وتشكلت لجان محلية أغلقت الدوائر والمؤسسات الحكومية، فيما حاصر شبان آخرون منازل النواب، الذين يمثلون المحافظة في البرلمان العراقي، والذين لم يقدموا أي خدمة لابناء شعبهم الذي انتخبهم، بل استغلوا ثقة المواطن واستثمروا صوته للإثراء على حسابه. كما قام الأهالي بإحراق مقرات الأحزاب الاسلامية والميليشيات المتنفذة في المدينة. ولأن الثورة باتت حقيقة حية في كل شوارع المحافظة وأحيائها، وبعد أن عجزت الميليشيات المسلحة والأجهزة الأمنية عن التصدي للمتظاهرين، الذين برز تنظيمهم العالي لأنفسهم بشكل واضح من خلال المنشورات التي وزعت في المدينة، ولأن السلطات المحلية هربت أو توارت عن الأنظار أمام ضغط الشارع، فقد قامت السلطات المركزية بإرسال قوات التدخل السريع إلى المحافظة، وأعلنت حضر التجوال، وقطعت المدينة عن العالم الخارجي تماما، كي تُرتكب جريمة بشعة بحق الأهالي، استخدت فيها كل وسائل القمع والترهيب وحتى الرصاص الحي، وراح ضحيتها العشرات من المواطنين والمئات من الجرحى، فيما تجوب هذه القوات الأزقة بحثا عن بقية المنتفضين. لقد فشلت السلطات المحلية والحاضنون الدوليون والإقليميون عن إدراك عمق الأزمة التي يعيشها المواطن العراقي، ورغم الحراكات المتعددة التي حصلت في السنين الماضية، استمرت السلطات المحلية في رفض المطالب عبر المناورة تارة والمماطلة وتدوير الوجوه تارة أخرى، ثم أرتفع منسوب القمع، فوقعت السلطات الحكومية في خطأ قاتل، حينما استخدمت القوة ضد المتظاهرين السلميين في عموم محافظات العراق. كما ارتكبت خطأ أكبر حينما أطلقت يد الميليشيات والعصابات المسلحة للتصدي للتظاهرات في جنوبه. فعلى مدى ستة عشر عاما استغلت هذه القوى الغرائز الدينية للمجتمعات المحلية، وقامت بتوظيفها في برامج سياسية تخدم مصالح الحاضنين الإقليميين لها، لكن في النهاية تبين لهذه المجتمعات أنها كانت ضحية لعبة دولية وإقليمية، وأن الساسة المحليين لم يقدموا لهم شيئا يملأ البطون الخاوية، مقابل الاستثمار في أصواتهم ومشاعرهم الدينية. لذا لن يتسامح المتظاهرون مع الرصاص الحي الذي وجهته السلطات والميليشيات نحو صدورهم. كما لن يسمحوا لأحد بعد الآن أن يربط مصيرهم بمصير إيران وميليشياتها لاعتبارات طائفية، وقد اثبتوا ذلك في تظاهراتهم التي اتخذت من العلم الوطني راية موحدة لهم، فيما تركوا بقية الرايات التي كانت الأحزاب والميليشيات ترتهنهم تحت ظلها في ما مضى. إن استخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع من نوع سي آر، والاعتقالات وفرض حظر التجوال ضد المتظاهرين، هو إرهاب تمارسه الدولة والميليشيات. وهي قسوة وحشية ضد أناس عزّل خرجوا للمطالبة بالحقوق بعد صبر طويل، لكن السؤال الأبرز هو لماذا تتضاعف القسوة الوحشية ضد أهلنا في الجنوب، خصوصا في محافظة ذي قار؟ والجواب هو أن أحزاب الاسلام السياسي الشيعي والميليشيات المسلحة، كانت كلها قد استخدمت المواطنين في هذه البقعة الجغرافية كأساس لبناء أجنداتهم السياسية والاجتماعية، كانوا يستندون إليهم لتثبيت مشروعية وجودهم في المشهد السياسي، وللتدليل على أنهم يحظون بالمقبولية الشعبية، وكدليل مادي على أنهم قادة معسكر الحسين بمواجهة معسكر يزيد، لذا فإن خروج هؤلاء المواطنين ضدهم يقوض كل مشاريعهم ويعري أجنداتهم، وبالتالي لا يمكن التسامح معهم. أما إيران فمنذ ثورة 1979 كانت تنظر إلى العراقيين في الجنوب على أنهم أرضية مشروعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري، وأدواتها في تنفيذ هذا المشروع ليس في العراق وحده، بل في كل غربها وصولا إلى البحر المتوسط. ومنذ عام 2003 وحتى اليوم بذلت جهودا جبارة وأموالا كثيرة وزرعت أجهزتها الاستخبارية في كل مكان. فهل يمكن أن تتسامح مع من يقوضون مشروعها فعليا على الارض بانتفاضة؟ كاتب عراقي وأستاذ في العلاقات الدولية | |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80135 نقاط : 713946 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: ذي قار العراقية تقاتل كسرى من جديد : د . مثنى عبد الله الأربعاء 20 نوفمبر 2019 - 11:32 | |
| | |
|