من حضر الحقبة الذهبية للمنتخب الألماني ولبايرن ميونخ كذلك كان سيجذم بأن الأسطورة التي تحمل اسم جيرد مولر لن تتكرر كهداف تاريخي للبوندزليجا ولبايرن ميونخ ولالمانيا فجيرد مولر لم يلعب في بطولة إلا وكان هدافها التاريخي حينها حتى وإن تحطمت القليل من ارقامه لكنه لازال يحتفظ بلقب الهداف التاريخي حتى الآن في غالبية تلك البطولات ، ولكن إذا ما حضر نفس الشخص سطوع نجم توماس مولر سيعود له الأمل في رؤية مولر جديد ليس بالإسم فقط ولكن بنفس القدم الذهبية التي جعلت من شاب يخوض أولى مواسمه الاحترافية هدافاً لكأس العالم متفوقاً على عمالقة التهديف في العالم أمثال دييجو فورلان وديفيد فيا وواين روني وديدي دروجبا وغيرهم الكثيرون .
ولد توماس مولر في مدينة فيليم شونجاو التي تقع في اقليم البافاريا جنوب المانيا والتابعة لالمانية الغربية سابقاً والتي تشتهر بمنازلها التاريخية والمتاحف الالمانية العريقة كعادة اقليم البافاريا وربما كان هذا هو سبب انتاجها للاعب مثل توماس الذي سعى لإحياء أسطورة تاريخية متمثلة في جيرد مولر .
لعب مولر في سن العاشرة من عمره لنادي تي إس في بال التابع للمدينة المجاورة في نفس الاقليم قبل أن ينضم لمدرسة بايرن ميونخ عام 2000ويصبح جزء لا يتجزأ من فريق بايرن ميونخ تحت 19 عام حيث احتل معه المركز الثاني في دوري 2007 وهو ما رشحه للإنضمام للفريق الثاني لبايرن ميونخ والذي اصبح واحد من مفاتيح لعبه فيما بعد .
ظهر مولر لأول مرة في تدريبات الفريق الأول في المعسكر الإعدادي لموسم 2008 تحت قيادة المدرب الالماني كلينسمان وشارك في بعض المباريات الودية لكنه ظهر رسمياً كلاعب للفريق الأول في بايرن ميونخ في 15 أغسطس من خلال الدوري الالماني وكان ذلك في المباراة التي جمعت عملاق المانيا بهامبورج ونجح بعدها في المشاركة لثلاث مرات في هذا الموسم وشارك في دوري ابطال اوروبا كذلك كبديل لباستيان شفاينيشتايجر في الدقيقة 72 من مباراة سبورتنج لشبونة البرتغالي في 10 مارس 2009 والتي حسمها البايرن 7-1 .
وقع توماس مولر على أول عقد احترافي له مع بايرن ميونخ في فبراير 2009 برفقة زميلة هوليجر بادشتوبر الذي زامله في كل شئ انطلاقاً من مباريات الناشئين وحتى جذب اهتمام المدرب الهولندي الجديد لبايرن ميونخ لويس فان جال والذي منحهم الفرصة كاملة على حساب نجوم آخرين أمثال ميروسلاف كلوزه وايفيكا اوليتش وبرانييتش ومارتن ديميكلس .
نتفاضة مولر الأولى والتي قدمته للجمهور كانت من خلال مباراة بوروسيا دورتموند الموسم الماضي عندما سجل هدفين متتاليين في المباراة التي انتهت بانتصار لبايرن بنتيجة 5-1 وعاد بعدها بثلاثة ايام فقط ليسجل في مرمى مكابي حيفا في مسابقة دوري ابطال اوروبا ويعتبر البعض تلك الفترة هي الإنطلاقة الحقيقية لمولر حيث توج كلاعب الشهر في البوندزليجا وبدأ الجميع ينسبون مستواه لجيرد مولر .
سطوع نجم مولر دفع إدارة بايرن ميونخ للتفكير جدياً في تجديد تعاقد اللاعب وهو ما حدث بالفعل حيث تم توقيع عقد يربطه ببايرن ميونخ لمدة ثلاث سنوات كاملة قبل انطلاق القسم الثاني من جدول مباريات البوندزليجا للموسم الماضي والذي شارك فيها مولر بانتظام تام ونجح في سد العجز الذي تركته إصابة فرانك ريبيري في الرواق الأيسر تارة وإصابة آريين روبين في الجناح الأيمن تارة أخرى قبل أن يعود لمسلسل التسجيل في أبريل 2010 محرزاً الهدف الثاني في مرمى المنافس الأول شالكه الذي كان ينافس بشراسة على لقب الدوري تبعها سجل مولر اول هاتريك في مسيرته الأحترافية أمام بوخوم في الأسبوع التالي .
بعدما جمع 13 هدف وصنع 11 آخرين وتوج مع بايرن ميونخ بطلاً للبوندزليجا على ملعب العاصمة الألمانية برلين ، عاد مولر من جديد بصحبة بايرن ميونخ لنفس الملعب لخوض المباراة النهائية في كأس المانيا أمام فيردر بريمن حيث كان يخفي الكثير لأبناء الرداء الأخضر فسجل في مرماهم هدف وصنع هدفين في المباراة التي انتهت برباعية نظيفة استلم بعدها بايرن ميونخ الكأس الالمانية .
نهى مولر موسمه مع بايرن ميونخ في السنتياجو بيرنابيو بالعاصمة الإسبانية مدريد على ايدي الإنتر الإيطالي حيث خسر نهائي دوري أبطال اوروبا بهدفين لهدف في المباراة التي خاض مولر شوطها الثاني فقط ولم يفعل أي شئ باستثناء تصويبة قوية تصدى لها الحارس البرازيلي خوليو سيزار .
ختم مولر موسمه الإحترافي الأول برصيد 52 مباراة مع فريقه وأحرز 19 هدف جعلت صحيفة كيكر الالمانية الشهيرة تختاره كأفضل وافد للبوندزليجا كما أعلن الاتحاد الألماني عن اسمه كواحد من أعضاء فريق البوندزليجا للموسم الماضي بالإضافة لافتتاحه الموسم الحالي بهدف في مرمى شالكه في المباراة التي انتهت بهدفين للاشئ لبايرن في إطار كأس السوبر الالمانية .
البداية الدولية الفعلية لمولر كانت كأس العالم 2010 والتي اثبت نفسه للمشاركة فيها من خلال المباريات الودية التي اقيمت قبل البطولة حيث انضم لقائمة الـ27 الألمانية للمشاركة في البطولة وكان واحد من سبع لاعبين في المنتخب ينتسبون لبايرن ميونخ وتقلد القميص رقم 13 بعدما تم تقليص القائمة لـ23 لاعب وعلى طريقة قائد المنتخب الالماني و جيرد مولر كان ثالث مشاركات توماس هي مباراة المنتخب الالماني الأولى في كأس العالم حيث بدا المباراة منذ البداية أمام المنتخب الأسترالي وسجل أولى أهدافه الدولية ونجح في حجز مقعد أساسي في جميع المباريات التي لعبها منتخب بلاده في المجموعة الرابعة ثم سجل ثنائية في مرمى المنتخب الإنجليزي في دور الـ16 وأصبح أصغر لاعب بعد بيليه يسجل ثنائية في الأدوار الإقصائية بكأس العالم وأصغر الماني بعد فرانز بيكنباور يسجل ثنائية في مباراة للمنتخب الالماني .
مولر هدفه الرابع في البطولة في مرمى الأرجنتين في الدور ربع النهائي لكنه نال البطاقة الصفراء والتي ابعدته عن مباراة المربع الذهبي أمام المنتخب الإسباني قبل أن يعود في مباراة تحديد المركزين الثالث و الرابع ويسجل الهدف الخامس له في البطولة في مرمى المنتخب الأورجوياني وأنهى كأس العالم هدافاً للبطولة وأفضل لاعب ناشئ متفوقاً على لاعبين كانوا مرشحين لنيل هذا اللقب أمثال آندري آيو الغاني وجيوفاني دوس سانتوس المكسيكي ومنضماً للوكاس بودولسكي الذي حصد اللقب ذاته في النسخة الماضية .