انفلتت أعصاب حزب الله في قلب بيروت مواجهات بالحجارة والمفرقعات الثقيلة وقنابل الغاز بين قوات الأمن ومؤيدين لحزب الله وحركة امل بعد ان خربوا وحرقوا لافتات للمتظاهرين ثم حاولوا دخول خيم منصوبة في ساحة الشهداء.
السبت 2019/12/14
المفرقعات سلاح حزب الله في الشارع!
هتاف شيعة شيعة يعود الى وسط بيروت
المواجهات نشبت مع خلو وسط بيروت تقريبا من المتظاهرين
بيروت - شهد وسط بيروت بعد ظهر السبت مواجهات بين شبان مؤيدين لحزب الله وحركة امل من جهة وقوات الأمن التي تعرض عناصرها للرشق بالحجارة والمفرقعات المشتعلة من جهة اخرى، قبل أن تردّ بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وجاءت هذه المواجهات غداة دعوة الأمين العام لحزب الله مناصري حزبه وحليفته حركة أمل إلى "ضبط الأعصاب"، بعد تكرار حوادث مماثلة وصدامات مع القوى الأمنية من جهة، ومع المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين برحيل الطبقة السياسية، من جهة ثانية.
وهاجم عشرات الشبان القادمين سيراً من منطقة الخندق الغميق وسط بيروت القريب، حيث عملوا على تخريب لافتات رفعها المتظاهرون في وقت سابق وحرقها في وسط الطريق. ثم حاولوا دخول خيم موضوعة في ساحة الشهداء، مرددين هتافات "شيعة شيعة"، وفق ما نقلت شاشات تلفزة محلية.
وإثر ذلك، تدخّلت قوات الأمن لمنعهم من التخريب، قبل أن تشهد الساحة عمليات كرّ وفرّ بين الطرفين تطورت إثر بدء الشبان برمي عناصر الأمن بالحجارة ومفرقعات نارية ثقيلة واطلاق الشتائم. وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى اطلاق الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم وتمكنت من دفعهم للعودة إلى المنطقة التي قدموا منها.
ووقع هذا التوتر في وقت كان وسط بيروت شبه خال من المتظاهرين.
ومساء السبت، اندلعت مواجهات اخرى في العاصمة بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين مناهضين للسلطة السياسية عند مدخل شارع يؤدي الى مبنى البرلمان وأغلقته قوات الامن.
وحاول متظاهرون اختراق الحواجز لكن قوات مكافحة الشغب تصدت لهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع، وفق مشاهد مباشرة بثتها المؤسسة اللبنانية للارسال.
ورد المتظاهرون برشق عناصر الأمن بالحجارة وإطلاق هتافات معادية لها ولرئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب المصدر نفسه.
ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية. وبدا الحراك عابراً للطوائف والمناطق، ومصراً على مطلب رحيل الطبقة السياسية.
وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها مناصرون لحزب الله وحليفته أمل المتظاهرين الذين يتمسكون بمطلب رحيل الطبقة السياسية مجتمعة، إذ سبق واعتدوا بالعصي على متظاهرين، كما دمروا خيماً في وسط بيروت، في الاسابيع الاولى من الحراك.
ونقلت قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال التلفزيونية أن إمام حسينية الحي وجّه نداءات عبر مكبرات الصوت باسم حزب الله وحركة أمل لـ"الانضباط"، مطالباً الشبان بالعودة إلى منازلهم.
يجب أن نكون على مستوى عال جداً من ضبط النفس
وكان نصرالله أقر في خطاب عبر الشاشة الجمعة بحصول "حالات انفعال وغضب خارج السيطرة". وأكد توافق قيادتي حزب الله وحركة أمل على وجوب "أن نحفظ الهدوء، يجب أن لا ننجر إلى مشكلة، إلى أي توتر".
وتابع "الانفعال يجب أن يُضبط، ويجب أن نكون على مستوى عال جداً من ضبط النفس، وألا نعطي لا لأعدائنا ولا لخصومنا ولا للمتربصين بنا مادة للاساءة أو للاستفادة السيئة منها".
وسبق لمؤيدي حزب الله وحركة امل ان هاجموا المتظاهرين اكثر من مرة خلال نوفمبر/تشرين الثاني ورددوا هتافات داعمة لنصرالله ورئيس البرلمان رئيس حركة أمل نبيه بري، بالاضافة الى هتاف "شيعة شيعة" ايضا.
وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في 29 تشرين الأول/أكتوبر. ولم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن في وقت يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطة الحالية.
وحدد الرئيس ميشال عون الإثنين موعداً لاجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس للحكومة المقبلة، بعد تأجيل لأسبوع جراء تعثّر القوى السياسية في الاتفاق على مرشحين تم تداول اسمائهم.
وأكّد نصرالله أنّه "حتى هذه اللحظة، لم تتوافق الكتل النيابية على اسم"، آملا أن "يحصل تكليف لمن تختاره أكثر الأصوات لتشكيل الحكومة"، إلا أنه نبّه في الوقت ذاته إلى أنّ "عملية التأليف لن تكون سهلة".
وفي بلد يقوم على المحاصصة الطائفية كلبنان، غالباً