مرت جميع سنين الاحتلال الامريكي والايراني البغيضين على العراق أرضاً وشعباً منذ 2003 وحتى يومنا هذا إلا بعد أن تركت الخراب والدمار والمآساة وفوق كل كل هذا وذاك سياسة إفقار الشعب وقتل روح الأمل بالتحرر والخلاص من الطبقة الفاسدة المجرمة المدعومة من ادارتا الشر الشيطانية، رائدتا الارهاب الدولي في العالم، أميركا وايران. ورغم أن مرور سنة 2019 على العراق وشعبه بمختلف عن سابقاتها من سنين الاحتلال العجاف العصيبة، بل كانت أشد وقعاً وسوءاً على العراق أرضاً وشعباً، ولكنها أي سنة 2019 وتحديداً بعد الأول من تشرين الأول 2019، ورغم كل الخسائر والأرواح البشرية البريئة التي أزهقتها حكومة المضبعة الخضراء بكافة قواتها ومليشياتها، بُثت روح الأمل والخلاص في نفوس العراقيين، بعد خروج شباب العراق الآبي عن بكرة ابيهم في بغداد وباقي محافظات وسط وجنوبنا الحبيب. فما عانته محافظاتنا الغربية والشمالية الحبيبة التي أُدخل اليها عنوة تنظيم داعش الارهابي في 2014، فرزخت تحت ضيمه وقهره واجرامه، لم يكن بمختلفاً عما عاشته وتعيشه اليوم محافظاتنا في الجنوب والوسط وحبيبتنا والعاصمة بغداد، فجميع مدننا الثائرة الحبيبة ترزخ تحت ضيم واجرام المليشيات الحكومية، وعلى رأسها الحشد الطائفي والمليشيات الايرانية المنضوية تحت لوائه، والمسنودة من التحالف الدولي وايران، إن لم تكن أشد فتكاً واجراماً من داعش لما ارتكبته من جرائم بحق شبابنا الحر الثائر الأعزل.
لكنه ورغم كل هذه المآسي والكوارث التي يعيشها شعبنا الكريم على أرض الوطن الحبيب بالأمس واليوم، ورغم كل الظروف الصعبة التي بمر بها شعبنا، إلا أن الشباب العراقي الآبي أثبت للعالم أن الشعب العراقي شعب حي لم ولن يموت مهما بلغ حجم المؤامرات والدسائس، التي تقودها ماتسمى بالحكومة العراقية ومليشياتها على أختلاف مسمياتهم وأشكالهم وبدعم مباشرٍ من التحالف والمجتمع الدولي الأعميين وجارة السوء والخراب ايران وعمائم الشر والفتنة والرذيلة التي زرعتهم على أرض الرافدين الطاهرة، بمليشياتها القذرة التي تغتال الشباب العراقي اليوم مثلما قتلتهم بالأمس وأمام أنظار العالم أجميع.
لازال جميع العراقيين الاحرار وخصوصا منهم الشباب في ساحة التحرير وغيرها من ساحات التظاهر يستذكرون ويشاركون اهلهم من المسيحين على اختلاف طوائفهم، أعيادهم وافراحهم، كما شاركوهم احزانهم (حماهم الله وأجارهم منها جميعاً)، ومثلما شاركوهم في حب الوطن والشعب منذ قرون طويلة وسيبقون باذن الله. وبهذه المناسبة المجيدة التي تجمع بين جميع الديانات والطوائف على السلام والالفة والمحبة، أتوجه باسمي وباسم جميع اعضاء مؤتمر المغتربين العراقيين الدولي، الى أهلنا من المسيحين الأمنين المؤمنين الداعين للسلام في العراق والعالم باسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة اعياد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد. سائلين المولى القدير جلّ وعلا، أن تعود هذه المناسبة الكريمة على ثورة شبابنا الآبي وشعبنا الصابر المحتسب بالخير والأمن والأمان وأن يجمعنا واياهم وجميع أطياف الشعب العراقي في بغداد محررة من دنس الاحتلال وذيوله تحريراً ناجزاً عاجلاً غير أجل بأذنه تعالى. عيد ميلاد مجيد. عبدالمنعم الملا لندن 24 كانون الأول 2019 |