أنهــــا ثـــورة وليســــت فـــــورة
AddThis Sharing Buttons
Share to Facebook
FacebookShare to Twitter
TwitterShare to LinkedIn
LinkedInShare to WhatsApp
WhatsAppShare to Viber
ViberShare to Telegram
TelegramShare to Gmail
GmailShare to More
Moreشبكة ذي قار
نبيل ابراهيم
[rtl]
ونحن نولج ابواب الشهر السادس من عمر ثورتنا المباركة الظافرة ، ما يزال البعض ومنهم ( السلطة الحاكمة ، وبعض المحسوبين على فئة المثقفين والمحللين السياسيين ) وغيرهم يعتقد أن ما يحدث لا يتعدى كونه فورة شبابية مؤقتة أندفع فيها شباب بحماس وعاطفة نتيجة ظروف معاناة وحرمان وتسلط ، وهذا الحماس تكون وأستقر في رأيً وموقفٍ جمعي توفرت له ظروف معينة ( منها وسائل التواصل الأجتماعي ) أدت الى ( هيجان ) وتمرد على السلطة من أجل تحقيق بعض الأهداف ( المطلبية ) التي يؤدي تحقيقها ولو بالوعود والضغوط واستثمار عامل الزمن والظروف المناخية ، الى خفوتها وأخمادها كما كان هو الحال مع ( فورات ) سابقة منذ عام ٢٠١١ حسب ما تعتقده السلطة ، مضافاً اليه أن السلطة ترسخت عندها شبه قناعات أن من يحرك الشارع ويعود به الى السكون هو تيار معين تعوّد على مناكفة السلطة وهو جزء منها ومشاكستها من اجل الحصول على بعض المكاسب والمناصب التي تضمن له المزيد من السطوة والتسلط والسرقة وخداع جمهور استلبت عقوله بالخرافات والجهالة ليصبح جموعاً منقادة بلا وعي وادراك بل هي ( قطعان ) تعودت المذلة والأستكانة والخنوع والأنقياد الاعمى والجري الواهم خلف معتوه جاهل أسمه ( مقتده ) .. وأن السلطة متيقنة ان هذا الحدث لايختلف عن سابقاته ، وأن الأمور ستعود الى نصابها كما كانت قبل الأول من تشرين الاول ٢٠١٩ ..
نعم هكذا اعتقدت السلطة ومنظريها ومن يحركهم من خلف الحدود ، .. ولكن حركة الزمن الى أمام وتطورات الأحداث وتصاعدها ، فاجأت السلطة وزبانيتها مثلما فاجأت المعتوه الذي كان يعول على قطعانه وتحريكها بتغريداته السقيمة الفجة ولا نريد أن نسرد يوميات ومجريات احداث ما بعد الاول من تشرين من قمع غير مسبوق ومحاولات ركوب الموجة واساليب الخداع والمناورة والتضليل والتسقيط وما راهن عليه البعض من متغيرات الجو ومتقلباته وغيرها مما رادف وما يزال أحداث الثورة.كل ذلك أثبت خواء وبهاتة وأنعدام الرؤية الموضوعية الصادقة والمنصفة والشفافة أزاء ما يحدث.نقولها اليوم وبكل ثقة وموضوعية وحيادية أن ما يجري في عراقنا الجريح ثورة بكل معانيها وتفاصيل مفرداتها الدقيقة ، ثورة تجاوزت مفاهيم وحدود التظاهرات والانتفاضات المتعارف عليها ، انها ثورة هزمت مفاهيم نظرية تقليدية حوتها كتابات منظرين وسياسيين ومحللين لعقود من السنين خلت.انها ثورة أسقطت رهانات الطغمة الحاكمة ، لابل اسقطت توقعات دوائر استخبارية أقليمية وعالمية اعتادت التحليل والأستنتاج والنجاح في تركيب أهدافها خاصة في العالم الثالث.أن ثورة تشرين أعجزت السلطة الجائرة وكل ما تمتلكه من قدرات بشرية وتقنية مدعومة بشكل مباشر وميداني من قبل أيران السوء.ثورة تجاوزت بكثير ما سجلته صفحات التاريخ من ثورات العالم أذا ما أخذنا وضع العراق وخصوصية تركيبته الاجتماعية وموقعه في الاقليم وما تزدحم به ساحته السياسية من متناقضات وصراعات ، أنها ثورة قدمت وما تزال مئات الشهداء وعشرات الالوف من الجرحى والمئات من المعتقلين والمغيبين وأمتد فعلها الثوري على مساحات واسعة من خارطة العراق وتحولت من حراك شبابي الى ثورة جماهيرية شاملة ولم تتوقف او تتباطأ وتتريث مع وعود السلطة الكاذبة ولا مع دخان الغاز السام وقنابله القاتلة ولا مع الرصاص الحي ، ولا مع شهادة اول ثائرٍ أرتقت روحه وسمت الى الاعالي في جنان الخالدين.
أن ثورة تشرين ونقولها بوضوح وثقة أصبحت أكثر تنظيماً وأنضج فعلاً وتخطت حدود المألوف في مفهوم الثورات وهي اليوم تجاوزت الأهداف ( المطلبية ) التقليدية التي بدأت بها وباتت أهدافها وطنية خالصة تنادي باسترجاع وطن مستلب مقهور وحقوقٍ مهدورة على مدى سبعة عشر عاماً ، واصبحت مناراً لشباب العالم وأثبتت قدرتها على تجاوز كل الصعاب والمؤامرات والفتن ، ولن تثنيها أية قوة ولن تنتهي ألا بتحقيق النصر الناجز وما النصر الا من عند الله.[/rtl]
السبت ١٢ رجــب ١٤٤١ هـ ۞۞۞ الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠٢٠ م