أصل حكاية شجرة الكريسماس مع احتفالات رأس السنة
الوفد/فاطمة عيد:شجرة الكريسماس صاحبة النصيب الأكبر والظاهرة الأشهر في الاحتفالات برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد، فهي تعد أهم ما يميز الكريسماس، حتى أن الفنانة فيروز خصصت إحدى ترنيماتها لها، عندما غنت "وفي شجرة بالدار ويدوروا ولاد صغار والشجرة صارت عيد".
ومع قرب انتهاء العام وبداية عام جديد، تبدأ كافة المولات والمحلات بشراء شجرة كبيرة وتزينها بالأنوار والأجراس، ليس هذا فحسب، بل تفننوا في زينة أعياد الميلاد بكل أشكالها وألوانها، الأمر الذي يدفع العائلات والأصدقاء بالخروج للتنزه والتقاط الصور بجانب تلك الزينة المبهجة التي لا يحلى من غيرها رأس السنة، كما تقوم الأسر أيضًا بوضع شجرة في منازلهم وتزينها، نوعًا من العادات السعيدة التي تضفي جوًا من السعادة على المنزل.
وفي كل عام في تلك الأيام يبدأ الفضول يُثار لدى الكثيرين عن أصل حكاية شجرة الكريسماس، ولما اتخذت كمظهر من مظاهر الاحتفال بأعياد رأس السنة، وهو ما تقدمه "بوابة الوفد" في هذا التقرير.
يعود تاريخ أول شجرة ضخمة لعام 1840، وكانت شجرة القصر الملكي بإنجلترا في عهد الملكة فيكتوريا، وشاع بعدها استخدامها كجزء أساسي من زينة عيد الميلاد.
ولحكاية شجرة أعياد الميلاد عدة روايات، تقول إحداهم، إن الفكرة ترجع إلى القرون الوسطى بألمانيا ذو الغابات الصنوبرية دائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله "ثور" إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.
وفي رواية أخرى، تفيد بأن استخدام الشجرة حسب بعض المراجع يعود إلى القرن العاشر في إنجلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصة بخصوبة الأرض، حسب ما وصفها أحد الرحالة العرب.
وسرعان ما لبث هذا التقليد أن انتشر بأشكال مختلفة في أوروبا، خاصة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا، حين اعتبرت الشجرة تذكيرًا بـ "شجرة الحياة" الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزًا للحياة والنور، لذا جاءت عادت تزينها بالأنوار.
أما عن تحولها إلى رمز للاحتفال بعيد ميلاد المسيح، يرجع إلى القديس "بونيفاسيوس" عندما أرسل مبشرًا إلى ألمانيا، فوجدهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا ابن أحد الأمراء وهمَّوا بذبحه كضحية لإلههم "ثور"، فهاجمهم وأنقذ ابن الأمير من أيديهم، ثم قام بقطع تلك الشجرة و نقلها إلى أحد المنازل و من ثم قام بتزيينها، وأُلغيت منها بعض العادات كوضع فأس، وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم.
ومن ذلك التوقيت جرت العادة على اتخاذها رمزاً لاحتفالهم لعيد الميلاد، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، حتى انتشرت بكل دول العالم.