الصدق والأمانة من سمات المجتمع الرسالي المؤمن.
تركز حركة الرسالات التي جاء بها الأنبياء على تربية الإنسان في حياته الخاصة وفي أوضاعه في خط المسؤولية وفي علاقاته مع الناس على قيمتين أخلاقيتين هما: قيمة الصدق وقيمة الأمانة.
الصدق والأمانة أساس الإستقرار في المجتمع
فالله تعالى يريد للإنسان أن يكون صادقاً في حديثه بحيث لا يغير الحقيقة بل يتحدث عنها بشكل دقيق وفي خط هذا الصدق في الحديث يأتي الصدق في النية فلا يعيش الإنسان الغش في نيته تجاه الناس والصدق في الموقف فلا يقف الموقف المنحرف الذي يبتعد به عن القضية الكبرى أو عن مصلحة الناس وهكذا في مسألة الأمانة أراد الله تعالى للإنسان أن يكون أميناً على أموال الناس وأعراضهم وفي المسؤوليات التي يتحملها وأميناً على التكاليف التي كلفه الله بها بحيث لا ينحرف عن خط الأمانة فلا يخون الله في شريعته ورسالته ولا يخون الرسول(صلى الله عليه وسلم) ولا يخون الناس في علاقاته بهم.
وقد ورد في القرآن الكريم: {والذي جاء بالصدق وصدق به} (الزمر:33) وجاء فيه أيضاً: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، فإذا أردت أن تقف مع أية قيادة فعليك أن تسأل هل هي قيادة صادقة أم لا؟ ومع هذه الجهة؛ هل هي جهة صادقة في طروحاتها ومواقفها وأهدافها ووسائلها، أو ليست كذلك؟
وفي الحديث عن الأمانة يقول الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} (النساء:57)، وقد تحدث أيضاً عن المسؤولية وأعطاها صفة الأمانة فقال سبحانه: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ـ وهذا وارد على سبيل الكناية، فكأن الله عرض المسؤولية على الجبال والسموات والأرض على ضخامة ما هي عليه، لتقف أمام الحساب، فأجابت: يا رب لن نستطيع أن نحفظ الأمانة ونتحملها لأننا نخاف من أن ننحرف بها فنتعرض لغضبك وسخطك وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} (الأحزاب:72). ويقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم} (الأنفال:27).
لذلك، فإن الله تعالى يريد للمؤمن أن يكون صادقاً في وعده وعهده وفي حديثه مع الناس كلهم حتى إنه ورد: "لا يكذب الكاذب وهو مؤمن" فالكذب يخرج الإنسان من الإيمان الذي يمثل الارتباط بالحقيقة لأن الكذب يمثل الإرتباط بغير الحقيقة وهكذا بالنسبة إلى الأمانة وهي تمتد إلى المسؤولية فإذا كنت موظفاً في دائرة فعليك أن تكون أميناً على وظيفتك فلا تعبث بها وإذا كنت عاملاً في متجر أو في أي موقع فإن عليك أن لا تخون الأمانة في ذلك فتمد يدك إلى المال الذي لا تستحقه وعندما تنشئ عائلةً فعليك أن تكون أميناً على عائلتك سواء كنت زوجاً أو زوجةً بحيث يؤدي كل منكما للآخر حقوقه ولا يخون أي منكما الأمانة الزوجية لأن الزواج يمثل أمانة الله لدى كل من الزوجين، وإلى أخره............
وفي ذلك آيات وأحاديث وأقوال كثيرة عن الصدق والأمانة...
اللهم إجعلنا صادقين في أقوالنا وأفعالنا اللهم إنا نعوذ بك من الكذب والنفاق والخداع.
اللهم أكتبنا عندك من الصادقين المؤتمنين يارب العالمين