واشنطن تساعد بغداد على تأمين المنطقة الخضراء
السفارة الأميركية تسلم الجيش العراقي 30 عربة عسكرية مدرعة لمساعدته على تامين المنشات الدبلوماسية مع تصاعد التهديدات الايرانية بشن هجمات.
الأربعاء ش2020/12/30
بغداد تعهدت في السابق بحماية البعثات الدبلوماسية وملاحقة المتورطين في الهجمات
السفارة الاميركية تقول ان واشنطن مُلتزمة بمساعدة الجيش العراقي في الحفاظ على أمنِ العراق وبغداد
واشنطن متيقنة من تعرض المنطقة الخضراء لهجمات صاروخية مع اقتراب ذكرى اغتيال قاسم سليماني
بغداد - أعلنت سفارة واشنطن لدى بغداد، الأربعاء، أنها سلمت الجيش العراقي 30 عربة عسكرية مدرعة لتأمين المنطقة الخضراء وسط العاصمة مع تصاعد التهديدات الايرانية.
والمنطقة الخضراء شديدة التحصين وتضم سفارة الولايات المتحدة وغالبية البعثات الدبلوماسية الأجنبية فضلا عن مقرات الحكومة والبرلمان ومنازل كبار مسؤولي الدولة.
وتتعرض المنطقة لهجمات صاروخية متكررة من قبل مجهولين، يشتبه بأنهم عناصر في فصائل عراقية مقربة من إيران، منذ العام الماضي.
وقالت السفارة الأميركية، في بيان، إن "الولايات المتحدة مُلتزمة بمساعدة الجيش العراقي في الحفاظ على أمنِ العراق وبغداد".
وأضافت "وتحقيقا لهذا الهدف، قدّمت الولايات المتحدة الإثنين للجيش العراقي 30 سيارة مُدرّعة للمساعدة في تأمين المنطقة الدولية"، وهو المصطلح الذي تستخدمه الولايات المتحدة للدلالة على المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة قدمّت المركبات المذكورة لفرقة القيادة الخاصة والكائنة في قاعدة الأسد الجوية (غربي البلاد)، وسيستخدمها الجيش العراقي في دورياته".
وأفادت السفارة في بيانها بأن "هذه المساهمة تأتي باعتبارها جُزءاً من خطةٍ أكبر لمكتب التعاون الأمني التابع للجيش الأميركي-العراق لدعم فرقة القيادة الخاصة في تأمين مركز بغداد".
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً مكوناً من أكثر من 60 دولة لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وتقديم التدريب والمشورة للقوات المسلحة المحلية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل أجواء متوترة يشهدها العراق مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في قصف جوي أميركي قرب مطار بغداد الدولي في 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
وتسود المخاوف من شن الفصائل العراقية المقربة من إيران هجمات على القوات والمصالح الأميركية، وسط تحذير من واشنطن بأنها سترد بقوة على هجوم يوقع ضحايا أميركيين.
وكان مسؤولون إيرانيون وجهوا تهديدا صريحة وعلنية ضد المصالح الاميركية والغربية في العراق مع اقتراب ذكرى اغتيال قاسم سليماني.
اذرع ايران صعدت من هجماتها على السفارة الاميركية
وكان السفير الايراني في العراق إيراج مسجدي، افاد الثلاثاء، إن بلاده تحتفظ بحقها في الانتقام من الولايات المتحدة لاغتيالها قاسم سليماني.
وأوضح أن انتقام طهران من واشنطن "ليس بالضرورة أن يكون عسكريا"، حسبما نقلت وكالة "تسنيم الدولية للأنباء" الإيرانية (خاصة).
وأضاف "لدينا حق الانتقام من الأميركيين على جريمتهم التاريخية المتمثلة في اغتيال الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي.والانتقام من هذا العمل الإجرامي لن يكون عسكريا بالضرورة".
وشدد على أن طرد القوات الأميركية من المنطقة "بمثابة انتقام"، لافتا أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق في 8 يناير/كانون الثاني 2020 جاء ردا على اغتيال سليماني.
فيما نفى مسجدي أي تورط لطهران في الهجوم الصاروخي الأخير على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد.
وقال "إيران لا تدعم أي جماعة ربما تكون قد شنت هذا الهجوم"، حسب المصدر ذاته.
والاسبوع الماضي أطلق مجهولون صواريخ من نوع كاتيوشا على المنطقة الخضراء وسط بغداد، كانت تستهدف السفارة الأمريكية.
وتتهم واشنطن، الفصائل العراقية المقربة من إيران وعلى رأسها "كتائب حزب الله" بالوقوف وراء الهجمات.
وشكلت السلطات العراقية قبل اشهر لجنة تحقيق لكشف الاطراف المتورطة في شن هجمات على الهيئات الدبلوماسية في بغداد وذلك بطلب من التيار الصدري وبعد ضغوط اميركية بغلق السفارة.
مقالات أخرى من اختيارات المحرر
الانتقام لسليماني أكثر ما يشغل قادة إيران
الثلاثاء 29/12/2020
تعرض لعقوبات اميركية لكنه لا يزال يطلق التهديدات
بغداد - يظهر جليا ان الانتقام للقائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني الذي اغتيل مطلع العام الجاري يشغل بال قادة إيران وفي سلم أولوياتهم رغم مرور الشعب الإيراني بأوضاع اقتصادية واجتماعية متردية بسبب حالة العزلة التي فرضتها السياسات الصدامية المتهورة للساسة الايرانيين.
وفي هذا الصدد قال سفير إيران لدى العراق، إيراج مسجدي، الثلاثاء، إن طهران تحتفظ بحقها في الانتقام من الولايات المتحدة لاغتيالها قاسم سليماني.
وأوضح أن انتقام طهران من واشنطن "ليس بالضرورة أن يكون عسكريا"، حسبما نقلت وكالة "تسنيم الدولية للأنباء" الإيرانية (خاصة).
وأضاف "لدينا حق الانتقام من الأميركيين على جريمتهم التاريخية المتمثلة في اغتيال الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي.والانتقام من هذا العمل الإجرامي لن يكون عسكريا بالضرورة".
لدينا حق الانتقام من الأميركيين
وشدد على أن طرد القوات الأميركية من المنطقة "بمثابة انتقام"، لافتا أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق في 8 يناير/كانون الثاني 2020 جاء ردا على اغتيال سليماني.
فيما نفى مسجدي أي تورط لطهران في الهجوم الصاروخي الأخير على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد.
وقال "إيران لا تدعم أي جماعة ربما تكون قد شنت هذا الهجوم"، حسب المصدر ذاته.
والاسبوع الماضي أطلق مجهولون صواريخ من نوع كاتيوشا على المنطقة الخضراء وسط بغداد، كانت تستهدف السفارة الأمريكية.
وتتهم واشنطن، الفصائل العراقية المقربة من إيران وعلى رأسها "كتائب حزب الله" بالوقوف وراء الهجمات.
ويظهر جليا من خلال تصريحات السفير الإيراني في العراق واعترافاته العلنية بوقوف بلاده وراء الهجوم على قاعدة عين الاسد حجم التدخلات الإيرانية في هذا البلد الذي تحول الى ساحة تصفية حسابات دولية واقليمية.
وكان السفير الايراني تعرض في السابق لانتقادات واسعة من قبل عدد من المكونات العراقية المنزعجة من تحول بلادهم إلى حديقة خلفية للنفوذ الإيراني فيما وضعت الولايات المتحدة في اكتوبر/تشرين الأول السفير الإيراني على القائمة السوداء، قائلة إنه أشرف على مدى سنوات على تدريب ودعم فصائل عراقية مسلحة مسؤولة عن هجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان حينها "بصفته الحالية، استغل مسجدي منصبه باعتباره سفير النظام الإيراني في العراق للتغطية على تحويلات مالية أجريت لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني".
جهود الكاظمي في وضع حد للتهديدات الايرانية لم تنجح مع تعنت قادة ايران وسعيهم للتصعيد
وتأتي هذه التهديدات العلنية من قبل السفير الايراني في ظل تململ واضح ابداه رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي أرسل وفدا الاحد بقيادة مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي سابقا أبو جهاد الهاشمي الى طهران وذلك لتهدئة التوتر وانهاء التهديدات الإيرانية.
لكن الكاظمي نفسه تعرض لتهديدات من قبل عناصر مسلحة تابعة للميليشيات على خلفية القبض على المتورطين في استهداف السفارة الاميركية عبر اطلاق الصواريخ وهو ما اعتبر تطورا خطيرا وغير مسبوق.
وتزامنا مع القلق الذي ابداه الكاظمي دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاسبوع الماضي الولايات المتحدة وإيران، إلى إبعاد العراق عن نزاعهما، وعدم التدخل في شؤونه.
وقال الصدر "العراق وقع ضحية الصراع الأميركي - الإيراني، وقد تضرر بصورة لا يصح السكوت عنها وكأنه ساحة لصراعاتهم العسكرية والأمنية والفيروسية، وذلك لضعف الحكومة وتشتت الشعب".
وأردف بالقول "لذا أوجه ندائي لإيران أن تبعد العراق عن صراعاتها ولن نتركها في شدتها إذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال".
كما حذر الصدر "الاحتلال" في إشارة إلى الولايات المتحدة من "تماديه في ذلك الصراع"، مشيراً أن العراق ليس طرفاً في النزاع.
وتابع الصدر بالقول "في حال عدم الاستجابة فسيكون لنا موقف سياسي وشعبي لأحمي شعبي ووطني ومقدساتي ونفسي من التدخل غير المقبول بطريقة أو أخرى"، في إشارة إلى تنظيم احتجاجات شعبية ضد البلدين.
وفي رسالة ضمنية لإيران، شدد الصدر على أن "العراق لن يتبع لأحد مهما كان، وهو مصدر التشيّع الحقيقي، ومصدر المقاومة الأول ضد الاحتلال، ولن يخضع ولن يركع إلا لله".
لكن دعوة الصدر قوبلت برد حازم من ايران حيث عبرت وزارة الخارجية الإيرانية عن رفضها لتغريدة زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاسبوع الماضي والتي ندد من خلالها بقصف الهيئات الدبلوماسية ببغداد، وطالب بابعاد العراق عن صراعات بين الولايات المتحدة وإيران.
الصدر لم يسلم بدوره من انتقادات ايران وتهديدات ميليشياتها
وأوضح الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، الاثنين، إن "التعرض للبعثات الدبلوماسية في العراق أمر مرفوض ومدان". مضيفا "في الماضي، تعرضت المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في العراق للهجوم".
وأكد زاده ان "توقيت ومحتوى تلك التصريحات والتغريدات مشكوك فيه ومضر" موضحا ان "بلاده لا تريد أي توتر في المنطقة لكنها ستدافع عن أمنها القومي" وهو ما يشير الى ان ما تراه ايران امنا قوميا قبل الاستقرار في العراق وفي المنطقة باسرها.
وكشف الناطق باسم الخارجية الإيرانية إنه تم إبلاغ الأميركيين أنهم يتحملون مسؤولية أي تصعيد في العراق، مشددا على متانة العلاقات بين إيران والعراق.
وبعد يوم من رد الخارجية الإيرانية اغتال مسلحون مجهولون قياديا في فصيل "سرايا السلام" يدعى رامي الشباني بمحافظة الديوانية جنوبي البلاد وهو ما يشير الى حجم انفلات المجموعات الموالية لإيران.
ومع توسع التهديدات الإيرانية حذرت الولايات المتحدة ورئيسها المنتهية ولايته دونالد ترامب إيران من استهداف أي جندي أميركي قائلا انه سيحملها المسؤولية فيما قام الجيش الأميركي بإرسال غواصة نووية الى مضيق هرمز.