في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي
ت
الفريق الركن المتقاعد محمد عبد القادر الداغستاني
[size=32]في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي[/size]
بمناسبة حلول مائة عام على تأسيس الجيش العراقي الباسل نقدم أخلص وأزكى التهاني والتبريكات لأبناء القوات المسلحة وللمتقاعدين منهم والرحمة إلى أرواح الشهداء ومن توفي منهم سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
ونحن نحتفل بهذه الذكرى لابد وأن نستحظر بعض الذكريات التي مرت على تأسيس الجيش العراقي:
يرجع تاريخ تأسيس الجيش العراقي الى عام 1921 في عهد المملكة العراقية وبجهود الملك فيصل الأول والرعيل الأول من العسكريين من أبرزهم الفريق الركن جعفر العسكري، ونوري السعيد، وصالح صائب الجبوري.
أذ شكلت أولى أفواج الجيش في عهد الأنتداب البريطاني كما شكلت وزارة الدفاع بتاريخ 6 كانون ثاني 1921، التي ترأسها الفريق الركن جعفر العسكري الذي شكّل مقر وزارة الدفاع ودوائرها ثم باشر بتشكل الفرق العراقية، وهي الفرقة الأولى في الديوانية والفرقة الثانية في كركوك من المتطوعين ثم أعقبها بتشكل القوة الجوية عام 1931، والقوة البحرية عام 1937، وهكذا أستمر الجيش بالتطور سنة بعد اخرى إلى أن وصل الى ثمانية فيالق وأكثر من 65 فرقة مشاة ومدرعة وآلية.
وحين حلَّ تاريخ 6 كانون من عام 1946، انتهز رئيس اركان الجيش الفريق أول الركن صالح صائب الجبوري، فرصة مرور ربع قرن على تأسيس الجيش، فأوعز بالإحتفال بهذه المناسبة لتكون بمثابة عيداً لتأسيس الجيش العراقي.
وقد اتُّخذت إجراءات كثيرة لهذا الاحتفال، وتكلم عدد كبير من السياسيين وقادة البلد، وكتّابه وأدباءه، سواء في دار الإذاعة العراقية التي خصصت برامج خاصة لهذه المناسبة، أو في الصحف، كما أقامت النوادي العسكرية في العاصمة والمدن الأخرى التي توجد فيها قطعات عسكرية أو قيادات احتفالات. جرى كل هذا تجاوباً مع الشعور العام الذي كان متبادلاً بين الجيش والشعب...وبهذه المناسبة قامت الأذاعة العراقية بأذاعة خطاب موجه للشعب العراقي بمناسبة اليوبيل الفضي للجيش نذكر منه ما يلي:
(نحتفل اليوم باليوبيل الفضي للجيش العراقي لمناسبة مرور قرن على تأسيسه، فهذا اليوم من أيام الشعب العراقي الغراء، ويجب علينا أن نذكره بحفاوة وإجلال، إذا ما تذكرنا بأن الجيش للأمة الفتيه الناهضة هو عمادها، ودعامة عزّها، ورمز مجدها، ومرتكز كيانها، وقد تعلمنا من أحداث التأريخ، ومن ماضيه الغاب، وأمسه الداب، وحاضره الراهن، بأن سعادة الشعوب والأمم، وتمتعها بالحرية، لا تأتى إلا إذا استندت إلى القوة، وأن كفاح الشعوب وصراعها، من أقدم العصور إلى يومنا هذا، كان قائماً لصد العدوان، وصيانة الحقوق، وإيقاف الظلم عند حدّه، وإستتباب الأمن ونشر الحق والعدالة والحرية بين البشر(1)) .
وإستمرت عادَّة الإحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراقي في كل عام، إلى أن أصبح هذا التاريخ يوم عطلة رسمية في البلاد. إن الأحتفال بهذه المناسبة له دلالات كبيرة بالنسبة لأبناء القوات المسلحة وللمواطنين، فالقوات المسلحة تمثل رمز وطني للبلاد وهي المعول عليها لحماية الوطن والدفاع عنه تجاه مختلف الأخطار الداخلية والخارجية والقوات المسلحة هي رمز لوحدة البلاد وعنوان شموخه واستقلاله، وعلى الجميع من مواطنين وسياسيين وغيرهم دعم وأسناد القوات المسلحة وأحترامها باعتبرها الرمز الوطني الذي يجمع كل العراقيين تحت مضلة علم العراق.
ولا ننسى بهذه المناسبة ما قدمه الجيش العراقي من تضحيات كبيرة في الدفاع عن العراق تجاه المخاطر التي تعرض لها والتي هددت الأمن الوطني وموقفه المشرف في الدفاع عن العراق في الحرب العراقية الأيرانية وموقفه في الحروب القومية بدءًا بحرب فلسطين عام 1948، وحرب عام 1967، ثم حرب تشرين عام 1973. وفي كل تلك الحروب كان الجيش العراقي مثالاً للتضحية والصمود دفاعاً عن العراق والأمة العربية .
ندعوا من الله العلي القدير أن يحفظ جيشنا قوياً شامخاً ليبقى رمزاً وطنياً للعراق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1. لواء ركن علاء الدين حسين مكي خماس -تأريخ الإحتفال بذكرى تأسيس الجيش العراق-مقال منشور في مجلة الگاردينا.