النفس البشرية ومصيرها ما بعد موت صاحبها
القس لوسيان جميل
النفس البشرية ومصيرها ما بعد موت صاحبها
الأخ جلال جرمكا المحترم
تحياتي
بهذا ارسل لحضرتك مقالا مهما جدا عن النفس البشرية ومصيرها ما بعد موت صاحبها. وذلك اثر لقاء قديم بالصدفة مع السيد الفرنسي كليريت. فهذا الشخص كان يتردد عند البوذيين وكهنتهم الشامانا ليتعلم منهم حكمة الحياة والتأمل بالذات الانسانية داخل نفس الانسان حتى يستطيع ان يحصل على ما يسمى حالة النرفانا حيث يفقد الانسان حواسه الخارجية ولا يبقى له سوى ما يشعر به في داخل نفسه.
وفي احد الأيام كتب لي قائلا: عندما توفي ابي والدتي تأثرت كثيرا وتألمت. بالنسبة لي كان وقع موت والدي اقل ايلاما لأني اعرف اشياء كافية عن الموت. ثم قال لي: انتم الذين تعرفون اكثر ماذا تقول انت عن النفس البشرية؟ ماذا يحدث لها بعد الموت؟ هل تتلاشى ام تدخل في جسد انسان آخر. ام تذهب الى النعيم ام تذهب الى جهنم؟ فلما سمعت منه هذا الكلام اجبته: سوف اكتب ما اعرفه عن النفس البشرية وعن مصيرها بعد الموت. وكنت اقول بقلبي سوف اقول لك شيئا مهما عن النفس البشرية ليس استنادا لأي دين، ولكن استنادا الى التحليل الفلسفي البنيوي للانسان. هذا التحليل النفسي البنيوي الذي يستند الى علوم الانسان ومنها التحليل البنيوي.
وقلت له: يا عزيزي ان الانسان ليس مركبا من نفس وجسد لأن الجسد تخضع معرفته للعقل وليس لما يسمى الايمان الذي هو شيء آخر. فاستخدام العقل هنا ضروري ولا يمكن اقحام الايمان في امور موضوعية او شيئية ، لأن اي شيء يبقى ما هو ولا يغير الايمان منه شيئا لا بل ان ما يسمى هنا ايمانا انما هو تكريس لأسطورة ولما هو مستحيل القبول به اعتباطا. فيكون هناك تجني على الايمان وطبيعته الحقيقية وتجنيا على عقل الانسان الذي يفترض به ان لا يقبل بالأساطير، وان يحكم على الأمور الموضوعية حكما عقلانيا فقط، ولكن سنرى اين يعمل الايمان. فلكي نعرف اين يعمل الايمان وما هو مصير النفس بعد الموت لابد ان نعود الى الانسان الفرد والى طبيعته الانسانية. فالانسان كينونة واحدة لا انقسام فيها ولا اضافة. اما هذه الكينونة ففيها بعدان اساسيان هما: البنية السفلى او البنية التحتية اي البعد البيولوجيا ( Infra structure ) والبنية العليا او الفوقية (Supra structure )، حيث لكل من البنيتين وظيفتهما الخاصة بهما. فلا تختلط وظيفة الواحدة مع الأخرى ولكن هناك تبادل حيوي بين الوظيفتين، كما يقول بذلك العلامة الكبير الأب تيار ده شاردان.
فالأب تيار ده شاردان يقول: اذا تقوت البنية التحتية فان البنية الفوقية تضعف. اما اذا ضعفت البنية التحتية فان البنية الفوقية تتقوى، اي يتقوى الروح بعد ان يضعف الجسد وتقل سيطرته على الانسان. ففي الحقيقة ان هذه الكلمات القليلة تظهر لنا ان هذه الفلسفة البنيوية يمكنها ان تعمل كقاعدة روحانية لكل من يسعى الى تصاعد روحه فوق طغيان المادة. علما ان قيادة الروح للانسان تأتي بحسب القاعدة الانسانية المذكورة وعمل الروح الدؤوب في تقويم سيرورة الانسان الروحية. اما قاون سيطرة الروح على المادة فلا يستمد من الرهبان وسكان الصومعات والى التقشف المفرط الذي لا لزوم له الا في حالات نادرة يقررها الانسان الروحي نفسه. وعليه يجب على الانسان الذي يطلب الروحانية ان يسهر على جودة روحه ويسهر على يقضة الانسان المستمرة تجاه روحه لكي لا يسيطر عليه الروتين او رتابة الحياة. بحيث يؤول الصراع بين المادة والروح الى انتصار الروح على المادة اقله في اغلب الأحيان. اليكم ما قاله لي السيد كلود كليريت
Bonjour Père Lucien (je ne sais pas si c'est comme cela que je dois vous appeler),
J'ai mis quelques temps à revenir vers vous car je voulais prendre le temps de lire votre article.
J'ai été très impressionné par votre maîtrise impressionnante du Français et par la profondeur de votre analyse sur ce sujet délicat.
Merci beaucoup pour ce partage que je vais relire à nouveau.
M'autorisez-vous à partager votre article avec les personnes intéressées le cas échéant/ Claude?
Merci et excellent journée,
الترجمة: مرحبا الأب لوسيان ( لا اعرف اذا كان هكذا يجب ان ادعوك ) لقد قضيت بعض الوقت حتى اعود اليك لأني اعطيت لنفسي مهلة لقراءة ما كتبت
لقد كنت متأثرا جدا بتمكنك من دقة تعبيرك باللغة الفرنسية وبعمق تحليلك لهذا الموضوع الحسساس – شكرا جزيلا على ما اشركتني به الذي سأقرأه من جديد . فهل تسمحح لي بأن اشرك كتابتك مع من يهمه الأمر اذا وجد؟ شكرا ونهارا سعيدا.
كلود ( كلود كليريت ).
من جانبي ادعو التقليديين مسيحيين كانوا او مسلمين ان يتأكدوا بأن ما اقوله للسيد كليريت لا يخصهم ولا انوي من كلامي مع السيد كليريت ان انتقد احدا من التقليديين المسيحيين او المسلمين. فما قلته للسيد كليريت ليس مكانا لتوجيه دروس لأحد. ارجو ان يقبل تصريحي هذا الذي يوضح نيتي الحقيقثية من كتابة ما كتبته للسيد كلود كليريت وشكرا