عشرون عاما قضاهما الأسير المجاهد سليمان نايف حسن أبو طيور "أبو عبيدة " (44 عاما) من سكان مخيم الأمعري في رام الله، في سجون الإحتلال الصهيوني.
وقد اختطف الأسير أبو عبيدة بتاريخ 1/9/1990 وهو في ريعان شبابه على خلفية مقاومة الإحتلال، وقد أصدرت المحكمة العسكرية الصهيوينة حكماً جائراً عليه لمدة خمسة وعشرين عاماً، بعد أن تعرض للتحقيق والتعذيب القاسي وعلى مدار ثلاث شهور في مركز تحقيق المسكوبية.
وهو من مخيم الجلزون بتاريخ 21/8/1967، والتحق خلال وجوده في السجن بحركة المقاومة الإسلامية حماس، وقد تنقل في عدة سجون منها جنيد المركزي ونابلس المركزي، وعسقلان ونفحة، وبئر السبع ورامون حيث حطّت به عصا الترحال والتنقل بين السجون ومنذ سنتين في سجن النقب الصحراوي.
السجن.. ومواقف محزنة:
وقد تعرض أبو طيور خلال رحلته مع القيد إلى مواقف إنسانية أثرت فيه كثيراً وهذا حال غالبية الأسرى من أبناء الشعب الفلسطيني، حيث وخلال هذه الرحلة الشاقة والطويلة فقد أعزاء على نفسه وأحبّاء على قلبه من الأهل والأقارب والأصدقاء، فقد توفي والده بتاريخ 25/9/2004 في الأردن حيث منعت سلطات القهر والعذاب سلطات الإحتلال الصهيوني من نقله ودفنه تحت ثرى فلسطين وذلك بحجة الأعياد اليهودية في حينها، وقد تمَّ دفنه في الأردن على غير رغبته وأمنيته بأن يحتضنه تراب فلسطين المعبق بدماء الشهداء.
أما الحادث الثاني حيث يعتبر الأشدّ قسوة على نفس أبي طيور عندما توفيت والدته بتاريخ 25/5/2007 وكانت صدمته وهو يقلب بصفحات أحد الأعداد القديمة من جريدة القدس عندما قرأ خبر وفاة والدته، وقد آلمته تلك الحادثة كثيراً وكانت الأشد وقعاً على نفسه خلال مسيرته الإعتقالية، ولكن هذا هو حال الإحتلال الصهيوني الذي يحول دون تواصل الأسرى مع ذويهم ولا يسمح هذا المحتل الساديّ للأسير للإلقاء نظرة الوداع على من يفقد من الأهل والأحبة حتى من الدرجة الأولى هذا الإحتلال البغيض الذي لا يسمح أيضاً حتى بالإتصال التليفوني حيث يمارس سياسة القهر والحرمان على أسرى شعبنا الفلسطيني.
علم رغم القيد:
وقد اكتسب أبو طيور ثقافة عالية خلال رحلته مع القيد والأسر حيث تعلم اللغتين العبرية والإنجليزية، وله دور ثقافي في أوساط الأسرى من خلال الدورات.
من جهته فقد طالب وزير شؤون الأسرى السابق المهندس وصفي قبها والذي عاش مع الأسير ابو طيور فترة من الزمن، كافة الفصائل والمؤسسات والجهات الرسمية تحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه قضية الأسرى وخاصة من أصحاب المحكوميات العالية.
واعتبر المهندس قبها أنّ غياب قضية الأسرى عن أجندات المفاوض الفلسطيني قد أعطى سلطات الإحتلال الفرصة للإنتقام من هؤلاء الشرفاء حيث شهدت سنوات التفاوض هجمة شرسة على إنجازات الحركة الأسيرة.
وطالب الوزير قبها كافة وسائل الإعلام الوطنية والقومية بأن يكون لديها خطط سنوية متجددة للدفاع عن الأسرى وحقوقهم والعمل على تدويل قضيتهم.