[size=36]عن أهمية قضية الدبلوماسي الارهابي أسدي
[/size]
سعاد عزيز
عن أهمية قضية الدبلوماسي الارهابي أسدي
منذ أن تأسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومع کل الذي قام به من نشاطات وتحرکات وعمليات إرهابية مشبوهة في خارج إيران، فإنه لم يواجه موقفا حرجا وصعبا کالذي يواجهه في قضية الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي الذي حاول مع زمرة من الارهابيين التابعين للمخابرات الايرانية القيام بتفجير المٶتمر السنوي للمقاومة الايرانية في عام 2018 في العاصمة الفرنسية باريس، إذ ولأول مرة يتم إلقاء القبض على دبلوماسي للنظام برتبة سکرتير ثالث للسفارة وتتم محاکمته بتهمة قيادته لعملية إرهابية وهو مايعني بأن النظام وعندما يقوم بهکذا عملية فيها أکبر قدر من المجازفة ولاسيما في ظروف وأوضاع صعبة لم يواجه مثلها من قبل، فإن ذلك يدل على إن هذه المعارضة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، قد باتت تمثل خطرا وتهديدا لم يعد بوسع النظام تجاهله والتغاضي عنه.
الاهتمام الذي أبداه ويبديه النظام الايراني لهذه القضية وتدفعه لکي يقوم بکل مافي وسعه وعبر الطرق المختلفة من أجل تغيير مسارها وسياقها والتأثير على قرار الحکم الذي سيصدر عن المحکمة البلجيکية في الرابع من شباط الجاري، إنما يأتي لثلاثة أسباب جوهرية وأساسية وهي:
• تورط النظام الإيراني في أعمال إرهابية لأكثر من 40 عاما، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء القبض على دبلوماسي متلبسا.
• الدلائل دامغة على دور القيادة العليا للنظام الإيراني في المؤامرة الإرهابية.
• وضعت هذه القضية حدا للرواية الكاذبة بأن هذه الأعمال الإرهابية كانت من عمل المتشددين أو العناصر المارقة داخل النظام، ولم تقرها سلطات النظام رسميا. ومن الواضح أن النظام بأكمله بما في ذلك وزير الخارجية، جواد ظريف، متورط أيضا.
هذه العملية التي وضعت النقاط على العديد من الاحرف المبهمة والتمويهية للنظام وکشف وفضح الحقيقة البشعة والکريهة التي طالما تهرب منها النظام وعمل بکل الطرق والوسائل والسبل على إخفائها، من شأنها أن تضع النظام في الدائرة السوداء التي عمل على جعل معارضيه وخصوصا منظمة مجاهدي خلق في داخلها ل15 عاما، وقد تٶسس هذه العملية وقرار حکم المحکمة على إعادة نظر المجتمع الدولي في الکثير من الامور والقضايا المرتبطة بهذا النظام بل وحتى على العلاقة معه مع الاخذ بنظر الاعتبار والاهمية بأن النظام يعاني حاليا من عزلة دولية غير مسبوقة ويسعى جاهدا للخروج منها لکن هذه العملية ونتائجها وآثارها وتداعياتها سوف تجعل من مسألة خروج النظم من عزلته الدولية أمرا غير ممکنا.