منحوتة تشكل نسخة مصغرة للوحة درب الصليب
شاهد المرفق
السبت 6 مارس 2021 5:25
سيحمل البابا فرنسيس معه قطعة من العراق إلى الفاتيكان، وهي عبارة عن منحوتة تشكل نسخة مصغرة للوحة درب الصليب التي حفرها أحد أشهر نحاتي العراق على جدار كنيسة بغدادية، وصنعت خصيصاً على شرف الحبر الأعظم في زيارته التاريخية إلى العراق.
ومساء الجمعة قدم الرئيس العراقي، برهم صالح، صاحب الدعوة الرسمية لهذه الزيارة الاستثنائية، اللوحة المصنوعة من البرونز هدية للضيف الاستثنائي.
وأشرف ياسر حكمت، نجل النحات العراقي محمد غني حكمت، الذي توفي في 2011، على إعداد المنحوتة التي تمثل المحطة السادسة من درب الصليب "فيرونيكا تمسح وجه يسوع"، بسرية تامة.
وقال حكمت لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها "تمثل رمزاً بالنسبة للعراق، لأن نحاتاً عربياً مسلماً صنع درب آلام السيد المسيح... وهي تمثل العراق كله، الذي لا تمييز فيه بين الطوائف".
ويقبع خلف هذه التحفة المصغرة التي يقل حجمها أربع مرات عن المنحوتة الأصلية، التاريخ الكامل تقريباً للعراق الحديث الذي سيجول به البابا من شماله إلى جنوبه حتى صباح الاثنين.
وفي عام 1993، حين كان العراق خاضعاً لحصار المجتمع الدولي بهدف الضغط على الرئيس، حينها، صدام حسين، بعد غزوه الكويت، كانت هذه الكنيسة ترتفع في بغداد.
وكان النظام الاشتراكي الذي يقوده صدام حسين قد وضع اليد على كنيسة الصعود الكلدانية الأصلية، ولذا قررت الرعية التابعة لها بناء كنيسة جديدة في الضواحي النائية للعاصمة المعروفة باسم منطقة المشتل.
واحتاجت العائلات الكلدانية الـ5600 التي تعيش في المنطقة سنوات عدة إلى جمع التبرعات اللازمة لبناء كنيستهم الجديدة.
ودأب السكان حينها على إقناع النحات محمد غني حكمت، صانع العديد من المنحوتات التي تحولت إلى معالم في بغداد، مثل نصب كهرمانة في ساحة كهرمانة، لينحت لكنيستهم "درب صليب"، وهي لوحات تمثل المراحل الـ14 لدرب الجلجلة التي سلكها المسيح حتى صلبه، ولا مثيل لهذه التحفة في أي كنيسة كلدانية أخرى في العالم، كما يوضح الأب فادي نضير، راعي كنيسة الصعود منذ عام 2017.
وانكب حكمت في مشغله ليصنع مراحل "درب الآلام"، في حالة من التأمل الروحي، كما وصف الأمر، قبل أن يكشف عن النتيجة للعالم بعد أشهر.
وحفر الفنان الذي يلقب بـ"شيخ النحاتين في العراق" على قطع حجرية استقدمت من سهل نينوى، مركز المسيحية في العراق، مراحل الآلام تلك من لحظة الحكم على المسيح حتى صلبه ودفنه.
ولا يحمل العمل في طياته رموزاً دينية وحسب، فعلى زاوية كل لوحة حجرية، حفر الفنان امرأة وطفلاً يمثلان الشعب العراقي الذي تخنقه الحروب والحصار، كما كل محتاج ومنبوذ دعا المسيح في تعاليمه للدفاع عنهم.
وبات الحصار اليوم ذكرى بعيدة، لكن كنيسة الصعود لم تعد كما كانت عليه في الماضي، إذ يغطي هندستها المعمارية المهيبة على الطراز البابلي القديم بالحجر الأصفر العراقي، جدار من قطع أسمنت وضعت إبان الحرب الأهلية في عام 2007.
ولم يبقَ من العائلات الكلدانية الـ5600 اليوم، بعد نحو 28 عاماً، إلا 400، في حين يراود حلم الرحيل غالبيتها.
ويقول الأب نصير مبتسماً، إنه على الرغم من التحديات الجمة اليومية التي يواجهها العراق منذ 40 عاماً وسط أزمات سياسية واقتصادية وحروب، فإن "اختيار الأعمال الموجودة في كنيستنا لإعطاء نسخة منها كهدية من الدولة العراقية إلى قداسة البابا هو بحد ذاته التفاتة جميلة".
ويوضح الكاهن الشاب أن تلك المبادرة تغمر قلوب مسيحيي منطقة المشتل بـ"فرحة عارمة"، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع العراقيين".
ويكمل أن البابا كأنما يقول للعالم من زيارته "هناك بلد اسمه العراق، ولا بد أن نهتم به. لا بد أن نتضامن معه، وأن نوجه أنظارنا وأفكارنا تجاهه".
المصدر =AT2z6in9WYO2F2wX7VvYRCRStsYN2tXw52EaoNYATITat6I8bauyNgom3zw5jFsJ2s9eK7dtDk-HbYLw7uzp3G8RMP70YC1Qiw3DQdz_zOkeeckZIS5pHt2sPGgApQ]https://tinyurl.com/kae5jjf5
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي