الشاعر لطفي الياسيني
ونقرأ للشاعر لطفي الياسيني، ابن قرية دير ياسين، والذي استشهد سبعون من أفراد عائلته على أيدي العصابات الصهيونية، قصيدة بعنوان: « بكائية على قرية دير ياسين »، يقول فيها:
يا دير ياسين يا جرحاً غدا فينا
رغم المعاناة … مازلنا براكينا
اليوم ذكراك… ذاكرتي لتسعفني
مازلت اذكر …. والأعوام تقصينا
ستون عاما مضى والشوق يحملني
لقريتي الأم….اشتاق الطواحينا
تلك المشاهد مازالت تعاودني
رغما عن الجرح يا أحياء ماضينا
فيها ترعرعت أيام الشباب وما
نسيت يوما حواكيري ….طوابينا
اشتاق للخبز… للأعراس… أذكرها
تلك النواميس رغماً عن تجافينا
أتوق للبيدر الغالي …. لحارتنا
وبئر قريتنا….. موتى أهالينا
أتوق للعشب …. للأزهار … قريتنا
مفتاح منزلنا …. تلك الكواشينا
أتوق للدار …. والأسوار تمنعني
وحارس الدار عند الباب ناسينا
أكاد أوشك أن اطوي الحياة هنا
والعين ترنو لسفح التل تبكينا
مازلت في القدس كم اشتاق رؤيتها
والجرح في القلب ما اقسي تجافينا
يا رب هل لي قبيل الموت الثمها
أضمها نحو صدري لحظة…..حينا
اقبل الأرض والأحجار امسكها
واقطف الورد … اشتم الرياحينا
عاركت أطوار أعوامي بلا أبت
وآلام شيعتها واليتم يضنينا
إني وحيد بهذا الكون وا… أسفي
أصارع الداء … أغلقت الشرايينا
والأهل والناس والأحباب تهجرني
في هدأة الليل لا همس يسلينا
ماذا جنيت لكي أحيا بلا أمل
أوشكت أغلق صفحات الدواوينا
واسلم الروح للمولى ….لبارئها
واهجر الأهل ….لبينا منادينا
ما نحن إلا ضيوف في منازلنا
حان الرحيل فما احلى تلاقينا
مني إليك سلام الله ما بقيت
روحي احبك إيه…. دير ياسينا