مقال يستحق القرأة و التمعن..
كتب كمال ديب:
أخطاء بوتين العشرة أطالت حرب سورية ودفعت لبنان نحو الانهيار
كمال ديب
بمناسبة عشر سنوات على اندلاع الحرب الكونية ضد سورية.
معروف أنّ أميركا هي المايسترو الأكبر للحرب على سورية وأنّه يمكن لواشنطن أن تصدر الأمر اليوم إلى تركيا واسرائيل والسعودية وقطر والإمارات فتتوقف الحرب.
ولكن هذه الحرب كان يمكن أن تنتهي منذ سنوات ولكنها مستمرة بزخم بسبب الدور الروسي السلبي، ونار حرب سورية تكاد تلتهم لبنان الشقيق الصغير وروسيا لا تتحرك.
ولمن لا يعلم، فروسيا منقسمة منذ 25 سنة بين معسكرين هما معسكر المافيات والشركات والمصارف والإعلام وهو يريد الالتحاق بأميركا ويقوده ما يعرف بـالأطلسيون".
والمعسكر الآخر هو تجمع العسكريين والأمنيين والأجهزة السرية التي ورثتها روسيا من الاتحاد السوفياتي السابق.
ومثّل المعسكر الأول دميتري ميدفيديف رئيس شركة غاز بروم العملاقة السابق. ومثل المعسكر الثاني الرجل الأمني فلاديمير بوتين.
ومثلت الكنيسة الأرثوذكسية الروح الوطنية والقومية الروسية والتي كان من المفترض أن يعول المعسكر الثاني عليها ليقظة الحس الاستراتيجي المبدئي. وهذا لم يحصل.
فالذي حصل قبل 15 عاماً أن المعسكرين توافقا وأخذ بوتين يتبادل السلطة مع مدفيديف، على أساس أنّ بوتين يمثل الجانب العسكري الاستخباراتي وميدفيديف يمثل حيتان المال.
ولكن ثمة عشرة أخطاء ارتكبها بوتين منذ توليه السلطة جعلته ناطقاً باسم حيتان المال الروسي وأدّت إلى أذية سورية ولبنان:
-1 - بوتين لا يشبه الزعماء الروس القدماء بشيء. فهو يظهر وكأنّه بات من معسكر الأطلسيين إلى حد كبير لا يأخذ مواقف مبدئية كما كان يفعل خروتشوف أو بريجنيف أو يوري أندروبوف. بل بوتين هو مقاول جيد يريد أن يخدم الشركات والمصارف الروسية وخاصة مصانع السلاح.
2- بوتين صديق وفي وقريب جداً من اسرائيل وهو يرخي لها الحبل لضرب سورية كما تشاء حتى باعتراف الروسي أنفسهم بلغ عدد الضربات الاسرائيلية على سورية 200 بالشهر أحياناً. وتقيم روسيا القيامة ولا تقعدها عندما تؤدي خدمة لاسرائيل كالبحث عن جثة جندي اسرائيلي والاحتفال على أعلى المستويات كلما قامت روسيا بتسليم جثة لاسرائيل.
3- بوتين صديق حميم لتركيا التي تحتل 10 آلاف كلم مربع من سورية (أي بمساحة لبنان) والتي تمثل رأس حربة حلف الأطلسي ضد سورية والمنطقة العربية وتدعم التنظيمات المسلحة العابرة لحدود تركيا تستبيح أراضي سورية.
4- بوتين صديق حميم لقطر والسعودية والإمارات ويهمه أولاً أن تشتري منه هذا الدول السلاح رغم أنّ دور هذه الدول الخليجية خطير وكبير في تدمير سورية وفي شن حرب قاتلة على اليمن، وأنفقت عشرات مليارات الدولارات لهذا الهدف.
5- بوتين صديق لإيران وإيران بدورها صديق لتركيا مع أنّ من المفترض بروسيا وإيران أن تكونا حليفتين لسورية.
6- دور بوتين في أزمة لبنان قريبة من الصفر ويترك لبنان كاملاً تتصرف به أميركا كما تشاء وأذناب السعودية داخل لبنان يعطون السعودية دوراً مضخماً. فأين بوتين؟
7 - بوتين ركب على ظهر سورية وجعل حرب سورية مطية لبلاده لاستعادة سمعتها العربية وخاصة أنّ هدف بوتين في سورية هو مزدوج: (1) عدم السماح بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد. و(2) عدم السماح بانتصار نظام الرئيس بشار الأسد. بل يسعى بوتين إلى ابتكار دستور سوري ينوي تقسيمها عرقياً ومذهبياً ويقيم مؤتمر استانة مراضاة لتركيا. .
8- بوتين قاد جيشه وشرطته داخل سورية نحو تعويم الجماعات المسلحة وتسهيل انتقالها بكامل عتادها وأسلحتها وشاحناتها إلى محافظة إدلب السورية التي أصبحت معسكراً خطيراً من 100 ألف مسلح ضد الدولة السورية. حتى أن الروس يقيمون وزناً لأكراد سورية الذين يريدون استحداث منطقة منفصلة عن الوطن بدعم أميركي. وكان من المنتظر أن يحرر الجيش السوري إدلب في تشرين الأول 2018 لولا أولوية روسيا في التفاهم مع تركيا ومنع سورية من تحرير أرضها.
9- بوتين يتكتم عن الوجود الأميركي المستحدث في شرق سورية والإعلام الغربي لا يخفي أنّ أميركا (إدارة أوباما) راضية عن تدخل روسيا في سورية لتحجيم الدور التركي.
10- بوتين لا يفعل شيئاً لعون سورية أمام عقوبات قيصر فكان انهيار عملة لبنان وعملة سورية في محرقة النرجسية الروسية وأطماعها التي لا تنتهي.
هكذا أذاً بوتين هو تاجر وأي تاجر في خدمة حيتان المال الروس وليس صاحب مبدأ أن تقف روسيا وقفة عز وتدافع عن الدول العربية التي طالما كانت تنظر إلى موسكو كصديق وحليف. تكفي النظرة إلى محطة روسيا اليوم وموقعها الالكتروني لمعرفة أنّها بوق المافيات ولا تقدم سوى السم للعرب.