قراءات قي صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم
[size=32]قراءات قي صحف عراقية قديمة[/size]
المفيد / العدد 104 الثلاثاء في 28 ذي الحجة سنت 1340 الموافق 22 اغسطوس سنة 1922
الاستقلال التام شعار العراقيين
يعتقد العراقييون اليوم كل الاعتقاد ان الاستقلال يؤخذ ولا يعطى وان مواعيد القوي للضعيف لا تسمن ولا تغني من جوع فلذلك صمموا على ان يسترخصوا كل غال ويبذلوا النفس والنفيس في سبيل الاستقلال التام مهما كلف الامر.
لقد تتابعت المظاهرات في النجف الاشرف وفي غير مدينة من مدن الفرات منذ اول شهر ذي الحجة اذ طلب المتظاهرون مطالب جوهرية خطيرة تتعلق بحياة الشعب العراقي واستقلاله التام والتأم ايضا مؤتمر عظيم جدا في المشخاب حضره اكابر زعماء الفرات قرروا فيه تطيير البرقيات الآتية متوقعة بتواقيعهم الصريحة
بغداد : فخامة المعتمد السامي لحكومة بريطانيا العظمى المفخم
نعرض لفخامتكم حسب ما وعدت حكومة بريطانيا العراقيين بحكومة دستورية ديمقراطية يرأسها ملك عربي
وبذلك بايعت الامة العراقية على اختلاف طبقاتها جلالة الملك فيصل ملكا عليها، وقد اكد جلالة ملك بريطانيا العظمى في برقيته التأريخية بمناسبة تتويج جلالة ملك العراق فيصل الاول
اننا لا ننكر صداقة حكومة بريطانيا العظمى صداقة خالية من المحاباة وبما ان فخامتكم ممثل حكومة بريطانيا العظمى نود ان نقفكم على رغائب الامة العراقية التي لا يمكنها ان تتنازل عنها مهما كلفها الامر وهي المواد الآتية (1) رفض الانتداب رفضا باتا واعلان حكومة بريطانيا العظمى بالغائه رسميا (2) مراجعة حكومة جلالة ملك العراق لوزارة الخارجية لأن مراجعتها لوزير المستعمرات مخالف للاستقلال التام (3) رفع تدخل اية سلطة اجنبية لأن اعمالهم لا يمكن تطبق سياسة بريطانيا العظمى وللامة بنفس الكفاءة لأدارة شؤونها
بهذا تطمئن الامة ولكم مزيد الاحترام
بغداد : جلالة مليكنا المفدى فيصل الاول دام سلطته
نطلب من جلالتكم تنفيذ المواد الآتية
(1) رفض الانتداب واعتراف حكومة بريطانيا العظمى بالغائه رسميا
(2) اسقاط اية وزارة تصدق معاهدة غير مرضية بنظر الامة وتعيين وزارة وطنية تطمئن الحكومة باعمالها
(3) ازالة اية سلطة اجنبية على الحكومة العراقية
(4) اطلاق حرية الصحافة
هذه رغائب الامة وبما ان الاحوال الحاضرة مخالفة لرغائبها بادرنا بعرضها لجلالتكم لتكون الامة معذورة بنظر جلاتكم والامر لوليه ادام الله شوكتكم
وفي منتصف ذي الحجة سنة 1340 بدأت الوفود تفد من الاطراف الى النجف الاشرف للقيام باعظم مظاهرة سلمية تاريخية وقد اتخذت كل المعدات اللازمة للقيام بها في صباح يوم الغدير 17 ذي الحجة سنة 1340 وقد اجتمع في النجف الاشرف الالوف من العراقيين انتظارا لتلك الساعة الخطيرة بيد ان حجة الاسلام السيد ابا الحسن الاصفهاني ارتأى حفظا للنظام العام في العراق ابدال تلك المظاهرة بمؤتمر عظيم يتألف من اكابر الزعماء العراقيين وقد التأم هذا المؤتمر في دار الحجة المشار اليه ليلة الغدير وتقرر فيه تأييد مطالب العراقيين السابقة وكتب الحجة كتابا الى جلالة الملك بذلك واستدعى متصرف كربلاء السيد عبد العزيز بك وابلغ قرارات المؤتمر العظيم وكلف بابلاغها الى حكومة العاصمة وقد فعل وفي 18 ذي الحجة اكد الزعماء مطالبهم السابقة وابرقوا الى جلالة الملك والى فخامة المعتمد البريطاني يستنجزون مواعيدهم وهم الآن ينتظرون الجواب
نعم ان حالة البلاد الان حالة من ينتظر تحقيق آماله بفارغ الصبر ولرجال البلاد الثقة التامة بانهم سائرون الى غايتهم المنشودة الى الامام او الاستقلال التام
ماجد عبد الحميد كاظم
**********
ملاحظة: ان ما ورد في المقالة اعلاه يدل على مستوى الوعي والادراك لجيل الآباء والاجداد في ذلك الوقت.
*مرفق صورة من الصفحة الاولى لجريدة " المفيد" والمقالة الافتتاحية