عمت البهجة وأجواء الفرح قطاع غزة، بعد عملية الخليل البطولية، التي تبنتها "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، وأسفرت عن مقتل أربعة مغتصبين صهاينة.
وعلت أصوات التكبير والتهليل من مساجد قطاع غزة تبارك للجماهير العملية، وتعلن مسئولية "كتائب القسام" عنها، فيما خرجت عدة مسيرات عفوية ومنظمة في أرجاء متفرقة من قطاع غزة.
وتجمع المئات قرب مسجد الخلفاء الراشدين في جباليا شمال قطاع غزة، وهم يرددون التحية لكتائب القسام ويطالبونها بالمزيد من العمليات.
ورفع المشاركون في المسيرة، التي انطلقت بعد صلاة التراويح الأعلام الفلسطينية والرايات الخضراء، ودوى هتاف :"الانتقام الانتقام يا كتائب القسام" و"من الخليل إلى غزة .. القسام رمز العزة".
وبدت البهجة في شوارع غزة، وقام عدد كبير من المواطنين بتوزيع الحلويات في الشوارع على المارة، للمباركة بالعملية النوعية، التي جاءت في توقيت حرج في ظل ملاحقة مشتركة تنفذها قوات الاحتلال ومليشيا عباس ضد المقاومة الفلسطينية.
وقال الشاب فراس حماد، وهو يوزع الحلويات في أحد شوارع غزة: "هذه لحظة فرح، وهذه هي كتائب القسام، التي يزاود عليها البعض، هكذا هي القسام، عمل بصمت ينتج عنه عمل نوعي".
وأشار إلى أنه من اللحظة الأولى التي سمع بها بالعملية كان متيقناً أن كتائب القسام هي من تقف وراء العملية، وجاء التأكيد من أبو عبيدة ليؤكد هذا الإحساس.
وكان "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب القسام أكد مسئولية الكتائب عن تنفيذ العملية مشدداً على انها حلقة في سلسلة عمليات تعتزم تنفيذها رداً على جرائم الاحتلال.
وفي خان يونس، تعالت التكبيرات من المساجد، وخرج عشرات في مسيرات عفوية من المساجد بعد صلاة التراويح وهم يرددون هتافات التكبير.
وقال الحاج عبد الرحيم شراب (56 عاما): "الله أكبر ولله الحمد، كنا بحاجة لخبر مفرح في هذا الشهر المبارك شهر الجهاد والتضحية، وها هي البشرى جاءت من كتائب القسام التي عودتنا على هذه البشريات".
ولم يختلف المشهد في رفح والمحافظة الوسطى، حيث جابت المسيرات العفوية الشوارع ولوح الأشبال برايات التوحيد الخضراء وهم يهتفون لكتائب القسام ويطالبونها بالمزيد من العمليات.
وقال سالم براهمة (43 عاماً: "العملية جاءت في توقيت مهم بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين، وارتفاع وتيرة التنسيق الأمني لتقول إن المقاومة باقية وموجودة، وأن كل المؤامرات عليها لن تنجح".
وبدا أن التهديدات الصهيونية بتصعيد عدوانها عقب العملية لم تفلح في نزع فرحة الغزيين، الذين لا يزالون يلملمون جراحهم بعد حرب الفرقان أواخر عام 2008.
وقال صامد سلمان (25 عاماً): "العدوان الصهيوني مستمر ولا يتوقف، والواجب على المقاومة أن لا تقف مكتوفة الأيدي، لا سيما أن هذه عملية تأتي ضد مغتصبين وداخل الأراضي المحتلة منذ عام 1967".
وتمضي الساعات وتزاد مظاهر الفرح والترقب في قطاع غزة، وسط دعوات وآمال بعودة المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها "كتائب القسام" إلى التألق من جديد في ضرب العدو وقطعان مغتصبيه.