استجابة لدعوة الوزني قبل اغتياله.. محافظات العراق تحضر لتظاهرات مركزية الثلاثاء
رووداو ديجيتال:تحضر المحافظات العراقية الى تظاهرات مركزية في العاصمة بغداد، تلبية لدعوة مسبقة كان قد أعلن عنها نائب رئيس اللجنة المركزية للتظاهرات إيهاب الوزني قبل اغتياله في 9 أيار الجاري.
وحسب ناشطين في حراك التظاهرات أن الثلاثاء 25 أيار 2021 ستنطلق تظاهرات مركزية في بغداد، تتجمع فيها كافة المحافظات التي شهدت احتجاجات في تشرين 2019 والتي استمرت الى الان بين فترة وأخرى.
وقال عضو حركة امتداد المرشح عن محافظة كربلاء في الانتخابات التي من المؤمل ان تجرى في تشرين الأول القادم ضياء الهندي، والذي أصر على شبكة رووداو أن يعرف عن نفسه بـ"الثائر" إن "يوم الثلاثاء الساعة 5 في الصباح الباكر ستنطلق جموع المتظاهرين من كربلاء نحو بغداد للمشاركة في تظاهرات مركزية كان قد دعا اليها "المغدور" إيهاب الوزني، لتشارك فيها "كل المحافظات" التي شهدت تظاهرات في السابق.
تظاهرات الثلاثاء جاءت بدون التنسيق المسبق مع القوات الأمنية، حسب الهندي، لكنه أضاف أنهم" لديهم إشعار حولها".
وكشف الهندي عن مكانين للتجمع في بغداد، أحدهما في جانب الكرخ (ساحة النسور)، والآخر في جانب الرصافة (ساحة الفردوس)، مشيرا الى أنه تم تحديد هذه الاماكن بعيدا عن الجسور التي من الممكن أن تُقطع في وجه المحتجين، ليكن التجمع النهائي في ساحة التحرير من كلا الساحتين (النسور، الفردوس).
ومن المتوقع أن يتوافد عشرات الالاف من المتظاهرين الى بغداد من كافة المحافظات العراقية، وفقا لضياء الهندي، والذي صرح عن أبرز المطالب التي سترفع غدا في بغداد بالقول: "الكشف عن قتلة المتظاهرين، وإقالة حكومة كربلاء المحلية والقادة الأمنيين، وستكون هذه المطالب مدعومة من كافة محتجي المحافظات".
وتوقع الهندي أن "لاتكون هناك انتخابات مبكرة"، لكنها إذا ماجرت فإن حركة امتداد "تعلن عن استعدادها لخوض الانتخابات القادمة".
وقال عضو حركة امتداد إن "نائب رئيس اللجنة المركزية للتظاهرات المغدور إيهاب الوزني كانت وصيته ان يكون الزحف الى بغداد يوم الـ25 من أيار غدا الثلاثاء، قبل استشهاده".
وتحضر اللجنة المركزية لهذه التظاهرات، "فرقا جوالة لإسعاف المتظاهرين"، تحسبا لإي طارئ أو صدامات ممكن أن تحصل في احتجاجات الغد، وفقا للهندي، معتبرا أن الوضع "مقلق جداً".
ودعا المتظاهرين الى الالتزام بالتعليمات والارشادات التي تصدر من اللجنة المركزية، والتي تدور حول "الابتعاد عن العنف، وارتداء الكمامات، والتعاون مع القوات الأمنية".
بدوره قال عضو اللجنة المركزية للتظاهرات في البصرة مصطفى المنصوري في تصريح لشبكة رووداو الإعلامية، إن اتفاقا حصل بين تنسيقيات البصرة بشأن المشاركة في تظاهرات الغد على مستويين، الأول في داخل محافظة البصرة، حيث تنطلق تظاهرة من ساحة عبدالكريم قاسم الى ساحة البحرية، أما الثاني فستكون من خلال التوجه الى بغداد من قبل بعض المحتجين، وسيكون تجمعهم مساء اليوم قرب "الكراج الموحد"، في ساحة سعد.
وعن المطالب التي سيرفعها متظاهرو البصرة أشار المنصوري إلى أن "الكشف عن قتلة المتظاهرين، والأمن الانتخابي، وضمان العدالة الانتخابية، هي أبرز المطالب التي سترفع غدا"، مؤكدا "دعمهم لمطالب متظاهري كربلاء".
وتوقع المنصوري أن الانتخابات المبكرة "سيسيطر عليها السلاح المنفلت"، لافتا الى أن الشباب "ستقاطع الانتخابات مالم يتوفر الأمن والعدالة الانتخابيتان".
وقتل الناشط في حراك تظاهرات تشرين، إيهاب جواد الوزني، ليلة السبت/ الأحد الموافق 9 أيار الجاري، بعملية اغتيال نفذها مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية وسط محافظة كربلاء.
وأطلق ذوو الوزني، حملة للمطالبة بالكشف عن قتلته، بدوره حدّد المحافظ موعد إعلان نتائج التحقيق.
ووفقاً لوكالة الأنباء العراقية "واع"، أطلق ذوو الوزني حملة إعلامية للضغط على الجهات الحكومية والأمنية من أجل التسريع في عمليات التحقيق والكشف عن الجناة".
وتصدر وسم " أنا عراقي من قتلني" منشورات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، كما أن الحملة تضمنت نشر عشرات اللافتات في مداخل مدينة كربلاء وشوارعها الرئيسة تحمل صورة الوزني مكتوباً عليها اسم الحملة "أنا عراقي من قتلني؟".
يذكر أن المهلة التي حددتها أسرة الوزني للجهات المعنية لإعلان نتائج التحقيق، انتهت دون الكشف عن القتلة والجهات التي تقف خلفهم.
ونقلت "واع" عن محافظ كربلاء نصيف الخطابي، أن "نتائج التحقيق باغتيال الناشط إيهاب الوزني ستعلن بعد انتهاء اللجان المختصة من عملها".
وقال الخطابي: إن "التحقيقات في اغتيال الناشط إيهاب الوزني ما زالت جارية ،وإن لجاناً شكلت لهذا الغرض وستعلن النتائج حال انتهاء عمل اللجان"، داعياً "ذوي الشهيد والناشطين الآخرين الى التعاون مع الجهات الأمنية والتحقيقية وتزويدها بالمعلومات اللازمة للإسراع بالكشف عن قاتليه ومن سبقوه".
ومنذ انطلاق الاحتجاجات في تشرين الأول 2019، تعرض عشرات الناشطين إلى عمليات اغتيال أو اختطاف، ولايزال بعضهم في عداد المفقودين، كما اغتال مسلحون مجهولون، العشرات من الناشطين والاعلاميين والخبراء الأمنيين.
واتخذ قتل الناشطين ومحاولات اغتيالهم صورة منظمة، حيث تشير إحصائيات المنظمات والناشطين إلى قتل 29 ناشطاً خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي، إلى جانب محاولة اغتيال 30 آخرين، وأدى قمع الناشطين إلى إثارة موجة من السخط.
وتشير منظمة العفو الدولية، إلى مقتل ما لا يقل عن 600 متظاهر وأفراد من قوات الأمن وإصابة أكثر من 18 ألفاً، في احتجاجات تشرين، التي نجحت في الإطاحة بحكومة عادل عبدالمهدي.
وتعهدت الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، التي تولت المسؤولية في أيار الماضي، بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين، وفي منتصف شباط الماضي، أعلن الكاظمي في تغريدة على تويتر: "عصابة الموت التي ارعبت اهلنا في البصرة ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة وازهقت ارواحاً زكية، سقطت في قبضة ابطال قواتنا الأمنية تمهيداً لمحاكمة عادلة علنية، قتلة جنان ماذي واحمد عبد الصمد اليوم، وغداً القصاص من قاتلي ريهام والهاشمي وكل المغدورين .. العدالة لن تنام".