فيلم "جرح أمي" استذكار لمأسي النساء في العالم اثناء الحروب والنزاعات .
علي المسعود
[size=32]فيلم "جرح أمي" استذكار لمأسي النساء في العالم اثناء الحروب والنزاعات .[/size]
"My Mother's Wounds"
معاناة المرأة في وقت الحروب والنزاعات دومًا ما تكون مخفية تحت عباءة العادات و التقاليد ، رغم حجم الخسارات التي تتعرض لها، فما يتعرضن له نتاج خسارة صفوف رجال جيشهن، يجدنه في الاغتصاب اليومي ثم القتل والتنكيل بهن . ولكن من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الاعتداءات مجردة فقط لإشباع حاجات الجنود الجنسية فقط، ، فالاغتصاب أثناء الحرب معروف كنهج عسكري متعمد لتحقيق مكاسب نفسية ، مثل إذلال المعارضين في الصفوف الأخرى أو إجبار الأقليات على هجرة أرضهم ، أو إحداث تشوهات بأرحامهن . وفقاً لمنظمّة العفو الدوليّة، فإن استخدام الاغتصاب في أوقات الحرب ليس نتيجة ثانويّة للنزاعات ، بل استراتيجيّة عسكريّة مخطط لها مسبقاً ومدروسة بعناية. الهدف الأوّل لهذا الاغتصاب الجماعي هو غرس الرعب بين السكّان المدنيّين، بقصد إخلاءهم بالقوّة من ممتلكاتهم. أما الهدف الثاني فهو تقليل احتماليّة عودتهم وإعادة بناء مساكنهم عن طريق إلحاق الأذى والخزي بالسكان المستهدفين. استعمال الاغتصاب الجماعي مناسب تماماً للحملات التي تنطوي على التطهير العرقي والإبادة الجماعيّة، حيث أنّ الهدف هو تدمير السكّان وإجبارهم بالقوّة على ترك منازلهم، وضمان عدم عودتهم إليها هنالك قوانين دوليّة وضعت من أجل تجريم تلك الأفعال وتصنيفها تحت مُسمى (جرائم حرب)، ففي يوليو/تموز 2002 صدّقت 60 دولة على تشريع روما، وكانت تلك الوثيقة هي الأولى من نوعها التي تعترف بأن «الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى وقت النزاعات المسلحة، تمثل جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية) . في حرب البوسنة مثلا حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي المبلغ عنها التي ارتكبها الصرب هو نشاط عسكري لتهجير السكان المدنيين . عناصر مشتركة في ارتكاب الاغتصاب تعظيم العار والإذلال ليس فقط للضحية ، بل من قبل مجتمع الضحية أيضًا ، ومن العوامل التي أدت بشكل خاص إلى هذا الاستنتاج هو العدد الكبير لحالات الاغتصاب التي حدثت في أماكن الاحتجاز. ولا يبدو أن هذا الاغتصاب أثناء الاحتجاز عشوائية وأحياناُ تشير على الأقل إلى سياسة تشجيع الاغتصاب مدعومة بالفشل المتعمد لقادة المعسكر والموقع السلطات لممارسة القيادة والسيطرة على الأفراد الخاضعين لسلطتها ". في البوسنة والهرسك وكرواتيا ، كان الاغتصاب أداة "للتطهير العرقي". فقد كانوا يجبرون البوسنيّات على الحمل لإنجاب أطفال صرب، مما يُعد نوعاً من التطهير العرقيّ، وانتشرت مقولة بين النساء البوسنيات في نهاية التسعينات تقول: «يا بُنيتي ارحلي إلى كرواتيا، واسألي كل رجل: هل أنت أبي؟!" . الاغتصاب في حرب البوسنة ، كان يستخدم "سلاح الحرب"، التي أثرت على الوعي المجتمعي لعامة الجمهور البوسني ، لم ترافق عمليات الاغتصاب في البوسنة تقدم الجيوش الصربية فحسب ، بل كانت أيضًا نتيجة لسياسة منسقة الاستئصال الثقافي." بعبارة أخرى ، كان الاغتصاب نفسه أداة للتدنيس الاستراتيجي للهوية البوسنية وأي شيء متعلق بها . أخذ العنف شكلاً يستهدف طبقات اجتماعيّة محدّدة من خلال استخدام الاغتصاب خلال حرب البوسنة. وفي حين قام الرجال من مختلف الجماعات العرقيّة باغتصاب النساء، قامت أيضاً القوات الصربية البوسنية (جيش صرب البوسنة) والجيش الصربي بعمليات اغتصاب جماعية كنوع من الإرهاب، وكجزء من برنامجهم للتطهير العرقي. يقدّر عدد النساء اللواتي تمّ اغتصابهنّ خلال تلك الحرب بـ12000 إلى 50000 امرأة ، وكانت الغالبيّة العظمى منهنّ من البوسنيات اللواتي تم اغتصابهنّ من قبل صرب البوسنة . وبعد قرابة ربع قرن من الحرب المدمرة التي قتل فيها نحو مئة ألف بوسني ما زالت قصص الأطفال ثمرة الاغتصاب خلال الحرب لم تسرد معظمها بسبب وصمة العار التي تلاحق ضحايا الاغتصاب، ولأنه تم إخفاء أصول الأطفال عنهم ، فلا أحد يعرف عن يقين عدد الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب وبعض من اغتصبن كن ضحايا جنود أجانب ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
يعيد فيلم (جرح أمي ) استذكار تلك الماسي التي تعرضت لها الكثير من النساء في تلك البقعة و خلال تلك الحرب ، وهو فيلم درامي تركي لعام 2016 من إخراج أوزان أشيكتان . الفيلم من بطولة مريم أوزلي وأوزان جافان وبولجيم بيغلين وأوكان يالابوك . يصور الفيلم حكاية الشاب صالح الذي نشأ في دار للأيتام والذي يخرج للبحث عن عائلته ، بعد بلوغه الثامنة عشرة ، يفتتح الفيلم بمشهد مغادرة الشاب صالح وتوديعه لرفاقه في الميتم ، غادر صالح دار الأيتام في زينيتشا في البوسنة الحالية ، حيث نشأ للبحث عن والديه ، ويعطيه السيد صادق مدير الدارعنوان مرساد الإسكافي ، لدى وصوله يصر مرساد على انضمامه إلى العائلة لتناول طعام الغداء حيث يلتقي بزوجة مرساد ونرما وابنهما الصغير فيدات. كما يلتقي والدة نيرما المسنة السيدة ميفليد ، التي تأخذه جانبًا وتكشف له على انفراد أنه ابن نيرما. وتخبره الحكاية ، خلال الحرب الأهلية الصربية حين لجأت نيرما وغيرها من مسلمات البوسنة مع عمها الى منزل جارًا كان معروفًا للعائلة . هاجمت القوات شبه العسكرية الصربية المنزل وقتلت عم نيرما. أمر قائدهم بوريسلاف ميليسي، والذي يميزه بوجود وشم نسر على صدره وذراعه جميع الجنود بالخروج ثم قام بإغتصاب نيرما التي كانت تبلغ من العمر 15 عامًا فقط في ذلك الوقت. رتبت السيدة ميفليد للضحية (نرما) الحامل والمصابة بصدمة شديدة وضعها ، بعد أن تتخلت عن طفلها صالح لدار الأيتام، وبعدها عانت نيرما من فقدان الذاكرة واضطرت إلى تناول الأدوية المزمنة للتعامل مع صدمة حياتها المحطمة . ومضت السيدة ميفليد لتطالب من الشاب صالح مغادرة البلاد على الفور وتعطيه المال وأقراطها . وأثناء مغادرته ، اصطدم بنيرما وهي مندهشة ( وقد أحست باحساس غريب أتجاه هذا الزائر) وهو يحضر لهما الغداء ويسلمها الأقراط وهو في طريقه للخروج . يقرر الشاب صالح الغاضب بشدة البحث عن الغاصب ميروسلاف لكنه اكتشف أن هناك عدة أشخاص يحملون على هذا الاسم يعمل قائمة بالاسماء ويقوم بزيارتهم للتعرف من هو والده و قاده بحثه إلى مزرعة في برييدور القريبة من البوسنة ، حيث يتظاهر بأنه باحث عن عمل . كان ميروسلاف على وشك إبعاده لكن زوجته ماريا التي تكره التمييز ضد المسلمين تأخذه إليه وتوظفه رغم إعتراض الزوج . يوافق ميروسلاف على مضض على شرط إختباره لمدة أسبوعين . يحاول صالح دون جدوى العثورعلى أدلة تربط ميروسلاف باغتصاب والدته. على العكس من ذلك ، وجد ميروسلاف زوجًا محبًا لماريا رغم أنهم غير قادرين على إنجاب الأطفال وبطل عندما ينقذ صبيًا من مبنى محترق . وفي رحلة صيد مع ميروسلاف وأصدقائه السابقين تمكن في النهاية من رؤية صدر ميروسلاف حين خلع قميصه. مما يبعث في نفسه الراحة حين يكتشف بأن لا توجد أي أثر للوشم وهو( النسر) وعلى الرغم من أن لديه الكثير في أماكن أخرى على جسده. يشعر صالح بالراحة مع حياته في المزرعة ويرتبط بشكل خاص بعلاقة طيبة مع الزوجة ماريا وخصوصا بعد الكشف عن موهبته في العزف على أله الساكسفون في إحدى مناسباتهم . في هذه الأثناء تكافح والدته نيرما في التعافي مع صدمتها مما أثر على صحتها العقلية ونكتشف أن زوجها مرساد فقد ساقه أثناء الحرب الأهلية أثناء محاولته الفرار. قرر صالح المضي قدمًا للعثور على المغتصب .تكتشف ماريا سعي الشاب صالح في البحث عن والدية وتواجهه. يعترف صالح بأنه يحاول العثور على والديه لكنه لم يقل شيئًا عن الاغتصاب . وتعمل ماريا جاهدة لمساعدته في العثور على والديه ، تقرر زيارة مسؤولي التسجيل في المدينة ليكتشفوا في النهاية علاقته بالسيدة ميفليد. وبسبب إسراف ميروسلاف في الشرب ، وينتهي به المطاف في المستشفى بسبب الإفراط في الشرب ، لكنه يخرج لاحقًا. تستمر الأم نيرما في معاناتها مع فقدان الذاكرة وتحاول دون جدوى إقناع والدتها بإخبارها بما حدث من أجل تجميع القطع معًا ، وبسبب إلحاح البنت تغادر والدتها للبقاء مع أختها . ماريا تتصل بالهاتف وتتحدث إلى نيرما مفترضة أنها السيدة ميفلايد تخبرها أن صالح يعمل في مزرعتها وأنهم يحاولون يائسًا العثور على عائلته. تدعو نيرما للزيارة . في محاولة يائسة لاستعادة ذاكرتها لما حدث ، تندفع نيرما إلى المزرعة حيث تجد صالح يعمل في الأرض وتطلب منه مصارحتها بالحقيقة. صالح ينفي أي علم . تذهب نيرما إلى بيت المزرعة لاستخدام الحمام وتلتقي بماريا . وعندما تغادر ، ترى صورة للزوج ميروسلاف وتستعيد ذاكرتها . تعرفت عليه على أنه المغتصب ، وأدركت أيضًا أن صالح هو ابنها. يعرف صالح الآن أن ميروسلاف حذف الوشم من صدره . يصل ميروسلاف حاملاً بندقية وتتبع ذلك مواجهة بين ماريا من جهة وبين صالح وأمه لصدمتها بكتشاف حقيقة زوجها. نيرما تجر صالح بعيدا ويغادرون سيرا على الأقدام ، تواجه ماريا ميروسلاف وتأخذ البندقية منه وتضعها على رقبتها وتطلق منها رصاصة تنهي حياتها . يلتقي صالح ونرما بمرساد وهو يقود سيارته على الطريق بحثًا عن نيرما ويسمعان طلقة نارية قادمة من بيت المزرعة . وبينما كان صالح يتسابق عائداً إلى المزرعة ، خرجت طلقة ثانية مما يشير إلى أن كل من ماريا وميروسلاف قد تم إنهاء حياتهما وهذه هي خاتمة الفيلم . الفيلم يحكي قصة أم جريحة وابن يقول "أنا جرح أمي". في الفيلم ، يفضح المخرج " أوزان أشيكتان " في الحرب ويوجه لها إدانته دون استغلال المشاعر والخطاب القومي والعنصري. ويكشف كيف تجرد الحرب الناس من إنسانيتهم . صدر فيلم "جروح أمي" عام 2016 ، هذا الفيلم من إنتاج تركيا ، شارك في في هذا الفيلم ، فنانون هم أوزان غون ، مريم أوزرلي ، بلشيم بيلجين ، أوكان يالبيك ، بورا عكاش و جميع الممثلين كانوا غير عاديين في أدائهم ، أما قصة الفيلم كتبها فوندا جيتين . هناك المئات من "جراح أمي" في كل فترة من التاريخ وفي كل منطقة جغرافية ، ولكن المخرج اوزان يحكي عن "الحرب" و "الانسان" في الحرب بدون تسطير وقمع وانحياز الى أي جانب ومن دون خدش الاجناس والمعتقدات والتاريخ والجغرافيا. اعتقد ان هذا هو اكبر نجاح له . وأيضا كانت الموسيقى مميزة .. تلك الموسيقى البلقانية التي تجذب الناس وتجذبهم وتخترقهم القصة نفسها في لقطات متوازية. بعد أن شعرت بالاكتئاب جراء الاغتصاب الذي تعرضت له خلال حرب البوسنة ، تبحث الأم عن ماضيها الذي نسيته بسبب الحبوب التي تناولتها، وفي نفس الوقت الذي يبحث فيه الابن عن أمه . يبلغ ابن الأم البوسنية ، المولودة من مغتصب صربي وتم إعطاؤه لدار للأيتام ، 18 عامًا ويلاحق ماضيها ، فيلم" جرح أمي" وعنوانه بالتركية "أنيمين ياراسي" إخراج أوزان أجيكتان ، فيلم تركي رائع ، عن شاب ( صالح )وهو يبحث عن درب من الأمل بين الأرواح التي مزقتها الحرب ، عند بلوغ سن الثامنة ، يغادر صالح دار الأيتام ليجد أسرته المفقودة ويبدأ العمل في مزرعة صربية. هل سيكون قادرًا على التخلي عن أشباح ماضيه ويكون سعيدًا في هذه الحياة الجديدة؟ مع تصاعد التوتر تطفو الأسرار المقلقة. قصة آسرة عن الأسرة والحب والهوية ، حاول المخرج التعلم من الآخرين ومن تجارب السينما العالمية لتحديث السينما التركية. في الكثير من المونتاج ، الكثير من الموسيقى الخلفية . "جرح أمي" هو صورة لصدمة مكبوتة يفضح الكثير من مخلفات الحروب وندوبها وأثارها النفسية . يستكشف تكلفة الحرب اليوغوسلافية من خلال عيون اليتيم صالح. غالبًا ما يكون فيلمًا رائعًا يتبع عائلتين، والدة صالح والعائلة الجديدة التي يعمل لديها . يقدم جميع الممثلين عروضاً رائعة رغم أن بعض المشاهد التي شاركت فيها والدة صالح بالغت في إنفعالاتها . جسد هذا الفيلم تداعيات الحرب وكيف أثرت على المدنيين والجنود على حد سواء . فيلم له اسقاطات واقعية ، يحاول هذا الفيلم الاجابة عن السؤال التالي: ايهما أصح للمرء الذي ظُلم ومرت سنوات على ظلمه ، هل يوقف حياته ومستقبلة الى ان ينتقم ممن ظلمه حتى ولو كلفه ذلك ضياعهما معا (الحاضر والمستقبل)؟؟، ام لا ينبش الماضي ويحاول ان ينساه ويركز على ما ينفعه وما سينفعه كلما تقدم به العمر وأيهما أفيد الانتقام ام الغفران؟ . البحث في ملفات الماضي ام طيِّها والالتفات للمستقبل؟ . هذه هي الفكرة الجوهرية في هذا الفيلم الذي تدور قصته عن الجراح النفسية الهائلة التي تعرض لها شعب البوسنة عموما وشريحة من نسائهم خصوصا، تعرضن للاغتصاب والاحتجاز حتى ولدن أطفالا، من الناحية النظرية آباؤهم هم أولئك المجرمين القتلة المغتصبين الذين تعاملوا بوحشية وهمجية ليس لها نظير .. ماذا يفعل هؤلاء الأطفال حينما يكبرون ؟ هل يبحثون عن من اغتصب أمهاتهم فيقتصون منهم وبالتالي يعيدون البوسنة مرة أخرى إلى أجواء الحرب والكراهية والفعل ورد الفعل بعد ما ارتاحت منذ انتهاءحرب العام 1994 حتى الآن ؟ .
هل نظلم هؤلاء الشباب الذين يتعذبون من ماضيهم وتتعذب أمهاتهم عذابا ما بعده عذاب كلما تذكرن ما حدث لهن .. هل نظلمهم حينما نوصيهم بأن ينسوا الماضي ولا يقلبوا صفحاته وينتبهوا لحاضرهم ومستقبلهم بحجة أن ذلك أفيد لهم وأن الانتقام لن يعود عليهم ولا على المجتمع بالخير ، وأن ما حدث حدث وانتهى ، وقد كان في لحظة تاريخية غاب فيها العقل وحلت محلها مشاعر التعصب القومي والديني فحوَّلت أصحابها إلى ذئاب بشرية .. هل نظلمهم إن قلنا لهم ذلك؟ .
فهذه هي فكرته الجوهرية وإشكاليته التي يبحث لها عن جواب . وهذه هي المرة الاولى التي اشاهد فيها فيلما من البوسنة والهرسك يناقش تلك المسألة، وقد كانت بداية موفقة، لاني صادفت فيها فيلما جادا، يناقش قضية جادة ومشكلة خطيرة تمس المجتمع بأسره من خلال تسليط الضوء على هذه الاسرة التي ظهرت لنا في الفيلم . ولقد اجاد الممثلون ادوارهم فلم نشعر بضعف او افتعال . ربما أحسسنا في بعض المشاهد بالمبالغة، ومشاهد اخرى حاول فيها المخرج ، ربما في لحظة غاب عنه فيها بعض التوازن المطلوب ، فصوَّر الصرب وكأنهم حيوانات آدمية لا هم لهم سوى اكل لحم الخنزير ومعاقرة الخمر وصيد الحيوان بطريقة لا رحمة فيها ، لكن مجموع هذه المشاهد بالنسبة للفيلم ككل كان قليلا للغاية ، ولا يؤثر على منحه درجة الاستحقاق بالمشاهدة ، لما يثيره في الذهن من إشكالية وفي القلب من مشاعر والاهم لما يحمله من رسالة هي في مجملها ، وبعد تجريد كل المشاهد من تفاصيلها ، رسالة تسامح وغفران، وان كان ثمة جدل كبير يمكن ان يثار بشأن الطريقة المثلى لتعافي المجتمعات من اثار الحرب الاهلية وما ينبغي ان يتخذ من خطوات ادانة وفضح مثل تلك الوحشية ، ورايناه ما تفعله كل يوم العصابات الصهونية في فلسطين المحتلة من جرائم بحق العزل من النساء الاطفال والشيوخ و كذالك ما عملته عصابات داعش المجرمة في سوريا والعراق وكذالك في مناطق من افريقيا وجنوب افريقيا ورواندا وغيرها .