رُفعت عنها السرية.. وثائق تكشف دوافع طيار إسرائيلي خلال غارة على مفاعل صدام النووي
ت
إيلان رامون، الطيار الإسرائيلي الذي شارك في العملية روى تجربته في مقطع فيديو
الحرة / ترجمات - واشنطن:نشر "أرشيف جيش الإحتلال الصهيوني"، الثلاثاء، وثائق حول العملية العسكرية السرية التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير المفاعل النووي العراقي، إبان عهد صدام حسين، عام 1981، ومقطع فيديو لطيار شارك في العملية متحدثا عن دوافعه للقيام بها رغم معرفته أنه قد لا يعود منها حيا.
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن جيش الإحتلال الصهيوني رفع السرية عن الوثائق التي تتعلق بعملية تدمير مفاعل "أوزيراك" (أو مفاعل تموز) قرب بغداد، والتي نفذت في السابع من يونيو من عام 1981.
والعملية التي تعرف باسم "أوبرا" تشير إلى سرب طائرات حربية إسرائيلية قطع نحو 3 آلاف كيلومتر في قلب العراق لتدمير المفاعل الذي كان يبنيه مهندسون فرنسيون وإيطاليون وتخشى منه إسرائيل.
وبعد أقل من يوم واحد من عودة السرب إلى إسرائيل بنجاح، أقرت حكومة رئيس الوزراء حينها، مناحم بيغن، أن سلاح الجو كان وراء الهجوم في محاولة لمنع العراق من الحصول على أسلحة نووية.
وتم نشر الوثائق النادرة في إطار مشروع رقمنة يقوم به "أرشيف جيش الإحتلال الصهيوني" لإتاحة آلاف الساعات من الفيديو للأجيال القادمة، وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان.
وتشمل الوثائق رسوما تخطيطية تقريبية للموقع العراقي، ومنها مخطط لما ستبدو عليه المنشأة النووية من مقعد الطائرة المقاتلة وهي تقترب منه.
وتتضمن "الأمر المكتوب" الذي أصدره قائد أركان الجيش حينها، رافائيل إيتان، بتنفيذ العملية، وقرار الحكومة بالتخطيط للعملية، في عام 1980، والمداولات التي حدثت حول التاريخ النهائي للهجوم.
وتشير مذكرة مرسلة من قائد أركان الجيش إلى قائد القوات الجوية، ديفيد إيفري، إلى تأجيل تنفيذ العملية لنحو أسبوع بعد أن كانت مقررة في 31 مايو، بسبب اللقاء، الذي كان مقررا في الرابع من يونيو، بين بيغن، والرئيس المصري، أنور السادات، في شرم الشيخ.
وتتضمن أيضا مقطع فيديو تحدث فيه، إيلان رامون، الطيار ورائد الفضاء الإسرائيلي الذي قاد إحدى طائرات التي هاجمت المفاعل ولقي حتفه في كارثة مكوك الفضاء "كولومبيا"، عام 2003.
ويتحدث رامون الذي يعد بطلا قوميا في إسرائيل عن والدته الناجية من محرقة الهولوكوست والتي قال إنها كان مصدر إلهام له دفعه للمشاركة في العملية رغم معرفته بأنه كان يخاطر بحياته.
وفي الفيديو، يقول رامون إن تجارب والدته في الهولوكوست هيأته لمهمة محفوفة بالمخاطر، ولم يكن يعتقد أن الطائرات الإسرائيلية لديها وقود كاف للقيام برحلة العودة، وإن الجيش استعد لاحتمال إسقاط الطيارين أو تقطع السبل بهم في العراق.
ويقول في الفيديو: "أمي من الناجين من المحرقة. كانت في أوشفيتز (معسكر اعتقال أنشأته ألمانيا النازية أثناء احتلالها بولندا) وبالكاد نجت منه. قبل الشروع في (عملية العراق)، كان من الواضح لي أن أنني سأبقى هناك ".
ويقول إنه كان يتذكر "أصله، ووالدته، ما عانته الأمة اليهودية" ويقول: "لا يمكن لهذا أن يعيد نفسه، وإذا كنت بحاجة إلى البقاء هناك (الموت في العراق)، سأبقى هناك. وهذا ما ساعدني على المضي في هذه المهمة".
وشارك رامون أيضا محتوى رسالة أرسلها له أحد الناجين من الهولوكوست، والذي اقترح عليه أن يأخذ إلى الفضاء دمية صنعتها ابنته، التي كانت تبلغ سبع سنوات، من منشفة متسخة قبل أن يتم إرسالها إلى أوشفيتز.
وكانت منظمة "أرشيف الأمن القومي"، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها واشنطن، قد نشرت قبل أسابيع وثائق أخرى كانت مصنفة سرية حول عملية "أوبرا" تشير إلى أن الضربة الجوية الإسرائيلية ربما زادت من طموحات صدام حسين لامتلاك سلاح نووي.