إثر إجراء تغييرات إدارية.. خلافات الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني تراوح مكانها رغم مساعي الوساطة
رووداو دیجیتال:لا تزال الخلافات التي طفت إلى السطح منذ يوم الخميس الماضي، بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي، قائمةً حتى الآن رغم تكثيف جهود الوساطة والتهدئة، بسبب إجراء تغييرات في المناصب ومنها منصبي رئيسي مؤسستي المعلومات ومكافحة الإرهاب في السليمانية واستبدالهما بآخرين أقرب إلى نجل مؤسس الاتحاد الوطني (بافل).
وصل الخلاف ذروته وكاد يفضي إلى مواجهة عسكرية، حينما قامت قوة مقربة من بافل طالباني، ليلة الخميس، بتوقيف رئيس مؤسسة المعلومات وكالةً (إحدى تشكيلات مجلس أمن إقليم كوردستان)، محمد تحسين طالباني (وهو ابن أخت لاهور شيخ جنكي وشقيق آلا طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد الوطني في البرلمان العراقي)، ومستشار رئيس المؤسسة، رنج شيخ علي، لـ24 ساعة، قبل إطلاق سراحهما، نتيجة تدخل عدد من مسؤولي الاتحاد السابقين والحاليين، وحتى توسط الجانبين الأميركي والإيراني، إضافة إلى المنسق العام لحركة التغيير، عمر سيد علي.
وشهدت السليمانية ليلة الخميس/ الجمعة، تحريك قوات كما تم وضع القوات التابعة للاتحاد الوطني من الجانبين في حالة تأهب قصوى، قبل أن تنجح مبادرات عاجلة من شخصيات متنفذة في الاتحاد وخارجه في الحد من التصعيد وتجنب حدوث اشتباك مسلح وشيك بين هرمي الحزب الواحد.
وحدث الخلاف، بعدما عمل بافل طالباني على منح منصب رئيس مؤسسة المعلومات والتي تقوم بمهام استخبارية للحزب، لشخصية مقربة منه وهو "أجي أمين"، الضابط البارز في مؤسسة مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني.
التغيير الآخر، طال منصب رئيس مؤسسة مكافحة الإرهاب في الحزب، والذي كان يديره، بولاد شيخ جنكي، وهو شقيق لاهور شيخ جنكي، حيث عيَّن بافل طالباني، الضابط البارز في مكافحة الإرهاب، وهاب حلبجيي لتولي المنصب.
ومن المقرر أن يباشر يوم غد الأحد، الرئيسان الجديدان لمؤسسة المعلومات ومكافحة الإرهاب منصبيهما، كما ستشهد إدارة مطار السليمانية تغييرات في عدة مناصب رغم اعتراض جناح لاهور شيخ جنكي.
وأفاد مصدر رسمي في الاتحاد الوطني الكوردستاني لشبكة رووداو الإعلامية إن هذه التغييرات تمثل "خطوات جدية في سبيل تحقيق الإصلاح".
وتم إجراء هذه التغييرات خلال اليومين الماضيين، فأول أمس الخميس تم تغيير رئيسي مؤسسة المعلومات ومكافحة الإرهاب، وبعد ذلك قامت قوة أمنية مع إدارة مطار السليمانية بإجراء تغييرات في مناصب مسؤولي الأقسام وكوادر المطار.
وأشار مصدر في الاتحاد الوطني الكوردستاني، إلى أن ما حدث يهدف "للحد من التهريب"، مبيناً أن التغييرات الثلاثة "جاءت من أجل إجراء إصلاحات جدية تصب في مصلحة السليمانية وأهلها".
مراسل رووداو في السليمانية، أكد أن الوضع الأمني في المدينة مستتب وأن الغموض يلف ما حصل بالنسبة للأوساط الشعبية.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها رووداو فإن بافل طالباني كان يؤيد "إجراء تغييرات من شأنها منع احتكار المناصب وصولاً إلى إصلاحات كونكريتية".
المساعي بذلت من أجل عقد اجتماع للرئيسين المشتركين للحزب اليوم السبت، بدعوة من رئيس الجمهورية، عضو قيادة الحزب، برهم صالح الذي عاد من بغداد إلى السليمانية من أجل تحقيق التهدئة ليلة الخميس/الجمعة، وبموجب معلومات رووداو فإن بافل طالباني أبلغ الوسطاء بأن "تنفيذ القانون ومنع التهريب، أحدثا فتوراً في العلاقات بين رئيسي الحزب المشتركين".
وبهذا أخفقت جهود الوساطة في عقد اجتماع بين الرئيسين المشتركين للحزب حيث لم يلتقيا وجهاً لوجه حتى الآن منذ تبلور الخلاف الأخير.
وذكر مراسل رووداو في السليمانية، هورفان رفعت، بأن التغييرات تمت بدعوة من قوباد طالباني، نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان، رئيس فريق الاتحاد الوطني الكوردستاني في الحكومة، والذي طلب من رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، إصدار أمر إقليمي لتعيين مسؤولَي مكافحة الإرهاب ومؤسسة المعلومات في السليمانية.
إلى ذلك، أفاد مصدر في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، لرووداو بأن جهوداً تبذل على مستوى رفيع من قادة الاتحاد من أجل إيجاد مخرج وحل للخلافات داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني"، مبيناً أن "الأجواء السائدة تمضي باتجاه التهدئة".
ولدى رئيسي الحزب المشتركين، اللذين انتخبا في 18 شباط، 2020 رؤى متضاربة حيال القضايا التنظيمية داخل الحزب وكذلك فيما يتعلق بالمسائل الخارجية المتعلقة بالعلاقة مع الأحزاب الأخرى، ويقول مصدر في الاتحاد لرووداو، إن حصول بافل على أصوات 128 من أصوات أعضاء مجلس القيادة مقابل حصول لاهور على 85 صوتاً، في المؤتمر الرابع للحزب جعل الأول يشعر بأنه في موقع أقوى من نظيره ما يعطيه أحقية إصدار القرارات بشكل أحادي.