ليفربول الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 8418 نقاط : 144184 التقييم : 200 العمر : 34
| موضوع: أنا يوسف وهذا أخي السبت 30 يناير 2010 - 16:42 | |
| عمل مسرحي فلسطيني يعرض حاليا على خشبة بريطانية: 'أنا يوسف وهذا أخي': لا صوت يعلو فوق 'النكبة'! هيام حسان
30/01/2010
كتب التاريخ ومحافل الندب السياسي الحاضرة والماضية لم تدع شاردة ولا واردة في واقعة 'النكبة' الا وتطرقت اليها من مختلف الجهات. مع ذلك، يعتقد المخرج الشاب نزار زعبي أنه ما يزال في جعبة نكبة الـ 48 ما يمكن الحديث عنه أو تناوله فنياً ومن هنا كان عمله المسرحي الأخير الذي قام بكتابته واخراجه تحت عنوان: 'أنا يوسف وهذا أخي'. للوهلة الاولى تحمل المسرحية طابعاً شخصياً للنكبة يتمثل في بطليها 'يوسف' (يؤدي دوره الفنان عامر حليحل) وعلي (يقوم بتمثيل الدور الفنان علي سليمان)، بل ان المخرج زعبي نفسه لم يخف ذلك وبدا في تصريحٍ مصور له وكأنه يتفادى الاصطدام بصخرة النكبة الضخمة (نكبة 48) أو محاولة الالتفاف عليها بنكبة أخرى (أصغر أو أكبر) تتمثل في قصة حب ضائعة وقعت على هامش النكبة الكبرى بين 'علي' و'ندا'، اللذين لم يكتب لهما نهاية سعيدة بل انتهت قصتهما على نكبة الفراق الأبدي. والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هنا: هل من الممكن أن تكون هناك فسحة للحديث عن نكبات 'صغيرة' ان جاز التعبير بينما ظل النكبة 'الكبرى' حاضر؟ أو بالاحرى كم من النكبات الصغيرة ذهبت أدراج نكبة الـ 48 وأين هي هذه النكبات من كتب التاريخ أو النتاج الأدبي والفني؟ المسرحية التي تعرض حالياً على خشبة مسرح 'يونغ فيك' في لندن تقدم سيناريو اجابة لهذا السؤال، خلاصته أن لا مكان للنكبات 'الصغيرة' في ظلال 'النكبة الكبرى'. فرغم اجتهاد المخرج في اخفاء ظلال نكبة الـ 48 لصالح النكبة الصغيرة التي حلت بالعاشقين 'علي' و'ندا' بقيت ظلال النكبة الكبرى سيدة العمل بلا منازع. هذا هو على الاقل الانطباع الذي خرج به من شاهد المسرحية وقد ذهب اليها مغرراً بـ'أفيش' عن صورة تجمع بين شقيقين واشارات من هنا وهناك عن قصة حب تجمع بين عاشقين في زمن نكبة الـ 48، فاعتقد مخطئاً أنه أمام تراجيديا شخصية بحتة مع قليل من النكهة السياسية التي يوجبها زمن النكبة.
نكبة صغيرة
النكبة الصغيرة التي تناولتها المسرحية أملاً في القاء الضوء على جوانب أخرى من المأساة الانسانية التي ترافقت مع نكبة 48 دون أن تتسع لها مقامات الحديث السياسي بالبروز تدور حول قصة الشاب 'علي' من قرية بيسامون الذي يقع في غرام ابنة قريته 'ندا' ولكن والد الفتاة يقف لهما بالمرصاد ويرفض تزويجهما لا لسبب الا لأن شقيق 'علي' متخلف عقلياً ما يولد المخاوف لدى الاب بأن ذرية 'علي' و'ندا' ستكون على شاكلة 'يوسف' الشقيق المعاق لـ 'علي'. القصة لا تنتهي على ذلك بل تمتد لتشمل واقعة مقتل والد 'ندا' على يد الثوريين الفلسطينيين آنذاك بعد أن خان الوطن، ويجد 'علي' نفسه في قفص الاتهام من طرف 'ندا' التي تعتقد بأنه فتك بوالدها على خلفية موقفه من زواجهما. تحل النكبة بالجميع قبل أن يتبين الخيط الابيض من الاسود في هذه القضية وتنال رصاصة من 'علي' فترديه قتيلاً فيما تنجو 'ندا' و'يوسف' لنراهما بعد نحو ستين عاماً من النكبة يرويان القصة من مخيم للاجئين قرب رام الله. تبدو قصة الحب الضائع لـ'علي' و'ندا' وكأنها هامشية لسبب آخرغيرحقيقة كونها واقعة على ضفاف النكبة الكبرى، فالمسرحية مجسدة بلغة شعرية مزدحمة بالاشارات التي تصب جميعها لصالح النكبة السياسية حتى تكاد تغطي بالكامل على ما سواها من أحداث. الاسقاطات الرمزية والشعرية على ما يبدو كانت شاغلاً بالنسبة لكاتب النص الذي لربما لم يكترث لما قد يخلفه ذلك من هلهلة للنص والتطويح به في كل اتجاه، فمثلاً وجدنا 'علي' في لحظات موته الاخيرة يروي لأخيه 'يوسف' قصة تشبه قصة النبي يوسف وما تعرض له من اخوته الى حد التماهي، اذ يعترف 'علي' بأنه قد دفع بأخيه في البئر فألحق به من الأذى ما تسبب باعاقته التي هوعليها! اسم المسرحية بلا شك يحمل في طياته رواية للنكبة من منظور قصة يوسف واخوته بل لقد تم التطرق خلال المسرحية لدور اخوة يوسف (الدول العربية) في مأساة يوسف (فلسطين التاريخية). التعامل مع النص بشعرية أو تطوير النص الشعري ليكون مسرحياً امرغير مستغرب من زعبي الذي خاض تجربة اخراج 'الجدارية' وهي النص الشعري الخاص بالشاعر الكبير محمود درويش، ولكن اللافت أن معظم التأملات الشعرية الطابع التي حفلت بها المسرحية كانت على لسان عبيط القرية (يوسف) كما أسماه ناجي وهو المعلم في القرية الذي يؤدي دوره الفنان طاهر نجيب.
ترجمة النص
اللافت في الطبعة الانكليزية للمسرحية هو هذا الجهد الكبير الذي أبداه طاقم التمثيل في أداء معظم أدوارهم باللغة الانكليزية في محاولة رمت الى تقريب العمل للمتلقي البريطاني، رغم أنها لم تغنٍ كليةً عن استخدام الترجمة المكتوبة لبعض المقاطع التي تمت تأديتها بالعربية. لا تظهر اختيارات القفزبين العربية والانكليزية في النص أي نمط محدد يدل على أسباب اختيار العربية دون الانكليزية أو العكس وبالاجمال يبدو أنه أينما وجدت معضلة الترجمة بكفاءة تامة كان الخيار الحفاظ على النص الاصلي. على كل حال لا يمكن تجاهل ما قد تفسده خراطيم الترجمة أو التغيير بين اللغتين من متعة المتابعة بالنسبة لمن لا يجيد اللغتين، لكن شباك تذاكر مسرح 'يونغ فيك' حتى الآن يظهر ان المسرحية التي بدأ عرضها في 19 كانون ثاني / يناير ويستمر حتى السادس من شباط/ فبراير القادم تلقى نجاحاً يفوق التوقعات من الجمهور البريطاني. تجدر الاشارة الى أن المسرحية التي أنتجتها الفرقة المسرحية 'شبر حر' التي بادرالمخرج زعبي الى تأسيسها في العام 2008 تولت انتاج مسرحية 'أنا يوسف وهذا أخي' التي تقارب مدة عرضها التسعين دقيقة وقد قدم الدعم لها كل من: الصندوق العربي للثقافة والفنون، مؤسسة عبد المحسن القطان ومؤسسة فوندز والمورد الثقافي.
| |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80306 نقاط : 715287 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: أنا يوسف وهذا أخي الأحد 31 يناير 2010 - 4:12 | |
| احني هامتي اجلالا لشخصك الكريم يا مولانا الفاضل | |
|