رئيس مطلوب للعدالة
تم
سعاد عزيز
[size=32]رئيس مطلوب للعدالة[/size]
لم يفق النظام الايراني من صدمة مشارکة عدد کبير من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية الذي عقد في الفترة من 10 إلى 12 يوليو تموز2021 ومطالبتهم بضرورة محاسبة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والتأكيد على دوره الجاد في مذبحة آلاف المعتقلين السياسيين عام 1988، حتى وجد نفسه أمام صدمة أخرى حينما بعثت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي برسالة إلى جو بايدن تطالبه بإصدار أمر بتشكيل لجنة دولية لمعرفة حقيقة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
الدعوات والمطالب المطروحة على الصعيد الدولي من جانب شخصيات ومنظمات وأحزاب بشأن محاکمة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي على مشارکته بإرتکاب مجزرة عام 1988، والتي راح أکثر من 30 ألفا من السجناء السياسيين الايرانيين ضحيتها، باتت تتکرر بصورة ملفتة للنظر منذ الاعلان عن الفوز المشبوه له في الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة المثيرة للجدل والتي جرى التشکيک بنزاهتها.
في رسالة مجموعة أعضاء الکونغرس التي بعثوا بها الى الرئيس بايدن من أجل تشکيل لجنة دولية لمعرفة حقيقة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. جاء في جانب منها، تنص الرسالة على أن إبراهيم رئيسي هو سفاح سيء السمعة ارتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المعارضين السياسيين والصحفيين وأي شخص آخر تجرأ على معارضته. وتطالب هذه الرسالة الرئيس بايدن بقيادة تحقيق دولي في تورط إبراهيم رئيسي في جرائم ضد الإنسانية في إيران. يؤكد القرار رقم 118 للكونغرس الأمريكي (HR 118) أن غالبية أعضاء الكونغرس تقف إلى جانب الشعب الإيراني ونضاله من أجل إيران حرة". ولايمکن الاستهانة بهذه الرسالة وغيرها من المطالب الدولية التي تشدد على ضرورة محاسبة ومحاکمة رئيسي ولاسيما وإن القضية تستند أساسا على أدلة ومستمسکات قانونية معتبرة وحتى يمکن إنتظار تفعيل هذه القضية وجعلها قضية قانونية مشابهة لنظائرها المرتکبة من قبل مجرمي حرب في البلقان وأفريقيا.
لايمکن التصور بأن المرشد الاعلى للنظام الايراني والذي هو صاحب فکرة ترشيح رئيسي وهندسة الامور من أجل تنصيبه رئيسا، يشعر بالراحة والاطمئنان وهو يرى تزايد الدعوات الدولية التي تطالب بمحاکمة رئيسي وجعله يدفع ثمن مشارکته في إرتکاب مجزرة عام 1988، ولاسيما وإن زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، التي قادت حملة المقاضاة على الصعيد الدولي من أجل فتح ملف هذه القضية وتمکنت من جعل الرأي العام العالمي على إطلاع کامل بها، فإنها بنفسها تعود لتقود حملة سياسية مکثفة من أجل جرجرة رئيسي للمحاکم الدولية وجعله يدفع ثمن جريمته ضد الانسانية.