رحيل الروح
نوال الرشيدي
رحيل الروح
أُعاود الرحيل بي أمتطي أمتعتي ... أُعانق سرب تلك الطيور المهاجرة إلى البعيد أجمعني وبعض أوراقي قصاصاتي وباقة حب وبعض مننفحات عطري ... ألتفُ من حولي أبحث عن تلك البقعة التي بِلا شئ بقعة لم ترسمها خرائط الكرة الأرضية لم تطأها أقدام العابرين ... بحرهابلا سفوح لامعة نهاياته بلا سراب شواطئها فارغة بقعة ساقطت أوراقها الريح ... وتبلدت شوارعها وأرصفتها فبقيت بِلا شئ ... بقعة لا تعلوهاذاكرة مُهمشة من كل شئ عدا تلك الأشياء التي تُناقض الواقع ....
أجري هُناك أعلى شواطئها الناعمة أغمس معها بعثرتي وألمي ... أدون بالقرب جميع إعترافاتي
أبقى هُناك أستظل أسفل مِظلة فوشية ..أتكئ أعلى قطع مُتناثرة من الوسائد الفارغة ... أهرب من صمتي وأنين الضجيج الذي يحتويني ... أبقيني هناك روح تدون حروفها قرب الشاطئ تُرادف الغيم ... تنتظره يساقط قطراته الندية أعلى وجنتيها أن يُلامسها دبيب سرب من بقايانبض حائر يُعيدها تُناطح بأحلامها الغيم تتطاير كما طيور النوارس التي تلتقط أنفاسها من حين لآخر ثم تُعاود التحليق
أسترق صوت أمواجي الهادئة تختطف أنظاري آخر لحظات الغروب ... أبتسم لتلك التي ستعاود طرق نوافذي بأكوام من أمل ... أُغمضعيناي أخشى عتمة الليل أختبئ برفقة أضواء القمر ... أجري بِلا نهاية أخشى هجوم الصعاليك بالشوارع المهجورة أخشى أن تلتفُ منحولي خيوط العنكبوت ...
أُبقيني مع عقود لا تمنحني الخذلان ... ولا تبقيني ميناء عبور .. حتى زواياه تخلو من تذاكر سفر
شمس وقمر .. وغيم ومطر وروعة ألوان الطيف
أبقيني معي .. وكتلك الأشياء التي لا تُجيد الرحيل يبقى عبقها عطرا يملأ صفحات هذا الكون الشاسع
بآلاف من حروف حب ...