صحيفة إسرائيلية: تمويل قطري للثوري الإيراني يثير انزعاج واشنطن
مصادر صحفية تشير إلى أن الخارجية الأميركية فتحت تحقيقا في مزاعم إسرائيلية عن قيام الدوحة بتقديم تمويلات للحرس الثوري الإيراني المدرج على اللائحة الأميركية للكيانات الإرهابية.
السبت 2021/07/24
الحرس الثوري يعتبر اليد الطولى للنظام الديني وقوته الضاربة لزعزعة استقرار المنطقة
رئيس إسرائيل السابق قدم لواشنطن معلومات عن تمويل قطر للحرس الثوري
الولايات المتحدة أغلقت قواعد في قطر تضم مستودعات أسلحة
الثوري الإيراني يواجه اتهامات بتنفيذ أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة
البحرين أعلنت مرارا إحباط مخططات إرهابية من تدبير الحرس الثوري الإيراني
القدس المحتلة - ذكرت صحيفة إسرائيلية نقلا عن مصادر بعضها أميركية وأخرى إسرائيلية أن واشنطن تحقق في مزاعم قيام قطر بتمويل الحرس الثوري الإيراني المصنف أميركيا على قائمة التنظيمات والكيانات الإرهابية، مشيرة إلى أن هذه التطورات تأتي على إثر تزويد تل أبيب الجانب الأميركي بمعلومات في هذا الشأن في الفترة الأخيرة من الولاية الرئاسية للرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين.
وبحسب المصدر ذاته قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لصحيفة 'واشنطن إكزامينر' في وقت سابق من الشهر الحالي "نحن نحقق في المزاعم الإسرائيلية".
ونقلت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' عن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي قوله إن الحكومة الإسرائيلية زودت بمعلومات استخباراتية تتعلق بتفاصيل "التمويل الأخير الذي قدمته قطر إلى الحرس الثوري الإيراني".
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أدرج في ابريل/نيسان من العام 2019 الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية. وقال حينها في بيان "الثوري الإيراني يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة".
ووجه وقتها انتقادات حادة لإيران قائلا إنها "لا تمول الإرهاب فحسب بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم".
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن المعلومات التي قدمها الرئيس الإسرائيلي السابق لواشنطن حول تقديم قطر تمويلات للحرس الثوري الإيراني "أزعجت كثيرا المسؤولين الأميركيين".
وتستضيف قاعدة العديد الجوية والتي تعرف أيضا باسم مطار أبونخلة، مقر القيادة المركزية الأميركية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية وكذلك السرب رقم 83 من القوات الجوية البريطانية وجناح قوات المشاة الجوية التابع لسلاح الجو الأميركي.
وتزامنا مع اجتماع رؤوفين ريفلين في البيت الأبيض، ذكر الجيش الأميركي في بيان حينها نقلته صحيفة 'ستارز آند سترايبس'، أن "الولايات المتحدة أغلقت قواعد مترامية الأطراف في قطر كانت تضم مستودعات مليئة بالأسلحة ونقلت الإمدادات المتبقية إلى الأردن".
وكان من ضمن أسباب الخلاف بين دول المقاطعة السابقة: السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التقارب القطري مع إيران، لكن القمة الخليجية التي عقدت في يناير الماضي في مدينة العلا السعودية، أنهت ثلاث سنوات من القطيعة مع الدوحة ضمن جهود تعزيز وحدة مجلس التعاون الخليجي وحل الخلافات العالقة من خلال لجان مختصة.
ونفت قطر مرارا أي صلة لها بجماعات أو كيانات مصنفة على القائمة الأميركية للإرهاب، في ردها على تقارير غربية اتهمتها بربط صلات بجماعات متشددة.
وتدعو الدوحة لحوار مع إيران لحل الخلافات العالقة وبناء علاقات ثقة وحسن جوار بين الخليج والجمهورية الإسلامية وتنسيق الجهود الإقليمية في مواجهة التحديات والأخطار التي تتربص بالمنطقة.
ويشرف الحرس الثوري على أذرع إيران في المنطقة وله نفوذ قوي في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
ويواجه اتهامات بتنفيذ عمليات إرهابية في الخارج وسبق أن اتهمته البحرين بتوفير ملاذ آمن ومعسكرات تدريب للإرهابيين يحملون الجنسية البحرينية.
وأحبطت في أكثر من مناسبة مخططات إرهابية قالت إن الحرس الثوري الإيراني يقف وراءها وأن عددا ممن اعتقلتهم في سياق مكافحة الإرهاب تلقوا تدريبات في معسكراته.
وفي السنوات الأخيرة شكل الحرس الثوري عنصر التوتر في بحر عمان ومضيق هرمز وتهديدا لأمن الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة للعام.
كما حدثت بينه وبين القوات الأميركية في المنطقة احتكاكات بحرية في خضم توتر لم يهدأ إلى الآن.
وتتهمه واشنطن والسعودية اكبر منتج للنفط في العالم، بأنه وراء الهجمات التي تعرضت لها منشأتي بترول تابعة لارامكو، في أسوأ هجوم صاروخي وبطائرات مسيرة تتعرض له المملكة تسبب في تعطيل إنتاج النفط وتهديدا للإمدادات.
وهو أيضا مصدر قوة تسليح ميليشا الحوثي في اليمن التي تشن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على أهداف سعودية مدنية واقتصادية.
كما يشكل حزب الله في لبنان امتداد له في المنطقة، حيث تأسس الحزب بتخطيط وإشراف من الحرس الثوري وهو أيضا مصدر ترسانته الضخمة من الصواريخ.
والحرس الثوري هو اليد الطولى للنظام الديني في إيران وتأسس بعد ثورة الخميني التي أطاحت بنظام الشاه، كقوة حامية للثورة وهو قوة رديفة للجيش الإيراني النظامي، ففي حين يقوم الأخير بحماية الحدود الإيرانية وحفظ النظام الداخلي (وفق ما ينص عليه دستور الجمهورية الإسلامية)، يتولى الحرس الثوري حماية النظام الديني القائم على ولاية الفقيه في الداخل والخارج.
وهو أيضا القوة الضاربة التي يعتمد عليها النظام في قمع المعارضين ووأد أي احتجاجات ضد النظام ويتبنى عقيدة دينية (شيعية) متشددة. ويشمل دوره أيضا "حماية النظام الإسلامي ومنع التدخل الأجنبي أو الانقلابات العسكرية أو الحركات المنحرفة والمتطرفة". ولا يتضمن شعاره اسم إيران.