لمنطق و القدر
الخبير المهندس عادل العطار
[size=32]المنطق و القدر[/size]
كان هناك شخص اسمه "المنطق"
والثاني اسمه "القدر"
راكبين السيارة في سفر طويل.. وبنصف الطريق خلص منهم البنزين ..
وحاولا أن يكملوا طريقهم مشياً على الأقدام قبل أن يحل الليل عليهم ..
فحاولا أن يجدا مأوى ولكن بدون جدوى ،،
فقرر المنطق أن ينام بجانب شجرة ..
أما القدر فقرر أن ينام بمنتصف الطريق ..
فقال له المنطق : مجنون ! سوف تعرض نفسك للموت .. من الممكن أن تأتي سيارة وتدهسك
فقال له القدر : ومن الممكن أن تأتي سيارة فتراني وتنقذنا !
وفعلاً نام المنطق تحت الشجرة والقدر بمنتصف الطريق ،،
بعد ساعة جاءت سيارة كبيره ومسرعة ..
ولما رأت شخص بمنتصف الطريق حاولت التوقف .. ولكن لم تستطع.. فانحرفت باتجاه الشجرة ..
ودهست المنطق ..
وعاش القدر ،،
وهذا هو الواقع .. القدر يلعب دوره مع الناس أحياناً ،،
على الرغم من أنه مخالف للمنطق لكنه نصيب ..
قال رب العزة ،،
????( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
????( إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فقال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة )
????( وقال الله ( لا يقل ابن آدم يا خيبة الدهر، فاني أنا الدهر أرسل الليل والنهار، فإذا شئت قبضتهما ))
الايمان بالقدر اي كان من الايمان بالله ،، فالقدر من خلقه ،، و مكتوب بأذنه ،، وتغييره ايضا باذنه ،، وكل ما يكتبه لنا هو خير عاجلا ام آجلا ،،
كان القدر القاسي المكتوب على النبي محمد ( ص) ان يتوفى اولاده الثلاثة الواحد تلو الاخر وبعمر البهجة لم يكملوا السنتين امام عينيه وبقيت له البنات فعيرته قريش بذريته لان قريش كانوا يفتخرون بالأولاد ويؤدون البنات فحزن حزنا شديدا فجعله رب العزة نبراسا وحامل اخر الرسالات ويكون اخر الانبياء وعلى يديه نزل كتاب الله وجعله يرى نوره وصار شفيعا و رحمة للعالمين ،،
في سورة الكهف ،، حزن اصحاب السفينة المساكين عندما هيئ رب العزة أسباب لخرقها ( احدث ثقبا في بدنها ) وندبوا حظهم وأصبحت سفينة معابة لكن يمكن إصلاحها ،، لكنهم حمدوا الله لما عرفوا ان الملك كان سيستولي عليها لو كانت صحيحة وينقطع رزقهم ورزق أطفالهم وكان لخرقها رحمة بهم ) ،،
الظالم يخلق ظلما بيديه فيسرق او يؤذي غيره فيحصد ما زرع ولو بعد حين الا ما رحم ربي ،،
والظالم الذي يقتل مؤمنا ظلما وعدوانا فأن قدره هو قتله في الدنيا ثم يدخل نار جهنم حيا ،، وجزاء قدر المظلوم خالدا في جنات تجري من تحتها الأنهار ،، قال تعالى ،،
????( وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلْطَٰنًا فَلَا يُسْرِف فِّى ٱلْقَتْلِ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ مَنصُورًا )
????( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدًا فِيهَا )
العمل الصالح وبر الوالدين والتواضع وحسن الخلق والإنفاق لوجه الله يقي قدر السوء ،،
قال تعالى ،،
????( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )
فعسى تأخيرك عن سفر ،، تحقيق ما تصبو اليه ..
وعسى حرمانك من رزق ،، بركه ،،
وعسى ردك عن وظيفه ،، مصلحه ..
وعسى حرمانك من طفل ،، نيل ذرية خير منه ..
وعسى ان يكون تعطل سيارتك ،، درء بلاء ،،
والله يعلم وانتم لا تعلمون ،،
قدر الموت حق،، وهو الصحوة والحياة الحقيقية بعد حلم قصير ،، فالحياة ليست الا يوم او بعض يوم ثم الحساب ثم الحياة الأبدية اما في الجنة او النار ،،
فليكن يوم حلمنا في فعل الخيرات والعمل الصالح ،، لننال رحمته ،،
احتضر شاب ،، فبكت امه ،،
فقال لها ،، سأموت ،، ان كان قدري ان حسابي بيديك فماذا ستفعلين بي ،،
قالت ،، ارحمك ،،
قال ،، فأن ربي ارحم منك ،،
????عدة مصادر