أول سفير بريطاني مسلم في العراق يباشر مهامه بلقاء الكاظمي
السفير البريطاني المسلم الجديد في العراق مارك برايسون
ايلاف من لندن: في أول نشاط رسمي عقب اعتماده سفيرا لبريطانيا في العراق فقد بحث مارك برايسون الخميس مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تطوير علاقات بلديهما والدعم الدولي لبغداد في مواجهة تنظيم داعش ومنعه من تهديد الأمن والسلام في المنطقة.
خلال اجتماع السفير مع الكاظمي في بغداد اليوم فقد تم بحث تطوير العلاقات بين العراق وبريطانيا في مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والثقافة، ومواجهة تأثيرات التغيير المناخي.
وشدد الكاظمي خلال اللقاء على أهمية دعم المجتمع الدولي للعراق في تصدّيه لفلول تنظيم داعش الإرهابية ومنعها من تهديد الأمن والسلام في المنطقة.
من جانبه أكّد السفير البريطاني دعم حكومة بلاده لجهود العراق في مسار الأمن الإقليمي والتهدئة، واضطلاعه بدور داعم ومرسخ للسلام والتنمية المستدامة بين بلدان الشرق الأوسط كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد تسلم في 15 تموز يوليو الماضي أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد حيث جرى خلال ذلك بحث العلاقات المشتركة بين البلدين وأهميّة تعزيزها في مختلف المجالات".
وأكّد الرئيس العراقي أن "العراق ينطلق نحو علاقات متوازنة تستند إلى العمل المشترك مع الأصدقاء في المجتمع الدولي لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وتخفيف حدة توتراتها، ودعم الترابط في المجالات الاقتصادية والتجارية والصحية والبيئية، ومكافحة الفساد والتكاتف في مواجهة تحديات الإرهاب والتطرف".
من جانبه شدد السفير البريطاني على دعم بلاده لأمن واستقرار العراق وسيادته، والرغبة في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والثقافية ودعم الاستثماروتعزيز فرص التنمية والتقدم للعراق".
برايسون خلفا لهيكي
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد اعلنت في حزيران يونيو الماضي في بيان "تم تعيين السيد مارك برايسون-ريتشاردسون سفيرا جديدا لصاحبة الجلالة البريطانية لدى جمهورية العراق خلفا للسيد ستيفن هيكي. سوف يتولى السيد برايسون-ريتشاردسون مهام منصبه خلال شهر تموز يوليو 2021".
واثر الاعلان عن تعيينه كتب السفير في تغريدة على "تويتر" يقول "يشرفني ويسعدني أن أعود إلى العراق في يوليو خلفا لستيفن هيكي كسفير".. مضيفا "أتطلع إلى العمل مع حكومتي بغداد وأربيل من أجل تعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والعراق".
"أبو علي" يتطلع لمعرفة المزيد من تاريخ العراق
وفي حديث فيديوي مدته دقيقة على موقعه في "تويتر" قال السفير برايسون ان هذه هي المرة الثانية له في العراق بعد العمل كمساعد سفير قبل عدة سنوات. واشار الى انه يتطلع "لمعرفة المزيد عن تاريخ العراق بصفته مسلماً".. مشيراً إلى أنّه "يقضي وقت فراغه في مشاهدة مباريات كرة القدم والحديث إلى ابنه علي في لندن وتحسين لغته العربية".
وأضاف السفير في رسالته المصورة الى العراقيين قائلا"أنا السفير الجديد في العراق وكنت نائباً للسفير للفترة ما بين عامي 2013 - 2014 .
دبلوماسيا في دول عربية عدة
شغل مارك برايسون من قبل منصب نائب السفير البريطاني في بغداد وقنصل بريطانيا في البصرة إضافة إلى عدة مناصب في وزارة الخارجية البريطانية كنائب سفير في الصومال ورئيس فريق عمل ليبيا والمستشار السياسي للسفارة البريطانية في كابول.
كما رأس أيضاً فريق عملية سلام الشرق الأوسط وكان نائب السفير البريطاني في الخرطوم والسكرتير الثاني السياسي للمفوضية السامية البريطانية في إسلام آباد ومدير مكتب جبل طارق في الاتحاد الأوروبي ومدير وحدة الاستقرار في وزارة الخارجية البريطانية في الفترة بين عامي 2014 و2019 .
وبحسب وزارة الخارجية البريطانية فان الاسم الكامل للسفيرالجديد هو مارك برايسون-ريتشاردسون وقد التحق بالعمل فيها عام 1999.
مهمات دولية متعددة
وبين عامي 1999 و2000 عمل برايسون مسؤول شؤون الاتحاد الأوروبي في جبل طارق وبين عامي 2000 و2002 تفرغ لتعلم اللغة العربية .. بينما تولى بين عامي 2003 و2006 مهمة نائب السفير ورئيس القسم السياسي والإعلامي في سفارة بلاده في الخرطوم
ثم رئيس فريق عملية السلام في الشرق الأوسط ممثلا للخارجية البريطانية بين 2006 و2008 .
في عام 2008 تولى مهمة نائب السفير البريطاني في السودان وبين عامي 2008 و2010 مستشارا سياسيا في سفارة بلاده في كابول .. وخلال عامي 2011 و2102 عمل رئيس مجموعة ليبيا لعمليات الشرق الأوسط.. ثم في عام 2013 تولى مهمة نائب السفير في مقاديشيو.
وبين عامي 2013 و2014 عمل نائبا للسفير البريطاني في العراق . وبين عامي 2014 و2019 عمل مديرا لوحدة تحقيق الاستقرار في مقر وزارة الخارجية .. وبين عامي 2019 و2020 تولى مهمة مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا في وزارة التنمية.. ثم تفرغ قيبل تعيينه سفيرا في بغداد عام 2021 لتعلم اللغة العربية.
يشار الى ان العراق والمملكة المتحدة يرتبطان بعلاقات ثنائية متطورة في مختلف المجالات حيث لدى العراق سفارة في لندن ولدى المملكة سفارة في بغداد وقنصليتين في مدينتي البصرة الجنوبية واربيل الشمالية وهناك حولي نصف مليون شخص من أصل عراقي مقيمون في المملكة المتحدة.