بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ( ١٥ ) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( ١٦ )) ) ( الانفال )
صدق الله العظيم
بيان رقم ( ١٥٦ )
بمناسبة الذكرى الثالثه والثلاثين ليوم النصر العظيم
[rtl]
أيها الشعب العراقي العظيم
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
يا أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
يستذكر ابناء شعبنا العراقي العظيم في هذه الايام الذكرى الثالثة والثلاثون ليوم النصر العظيم في ٨ / ٨ / ١٩٨٨ حيث أنهى أبطال قواتنا المسلحة الباسلة تلك الحرب الضروس بالنصر المؤزر ضد إيران الشر التي استهدف ملاليها تصدير ما يسمى بثورتهم المنحرفة بكل ما لديهم من إمكانيات لتحقيق هذا الهدف الخبيث.
وإذ نستذكر يوم الأيام الخالد في عقول وضمائر كل أشراف الأمة، فإننا نستحضر ذلك العزم والحزم الذي رافق أداء قواتنا المسلحه ورجالها الميامين تلك البطولات والشجاعة الفائقة والصبر والإقدام الذي تحلى به أبناء القوات المسلحة الأشاوس، واندفاعهم الجسور دون كلل أو ملل أو كسل، وعلى الرغم من طول فترة الحرب الا أن الابطال في جيشنا الباسل والحرس الجمهوري اندفعوا كالأسود الكواسر منذ ذلك الفجر الرمضاني في يوم السابع عشر من نيسان عام ١٩٨٨ ليحرروا الفاو أولا، مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم فيكسروا شوكة الجيش الإيراني ويكبدوه الخسائر الفادحة في الأرواح والأسلحة والمعدات، فيستسلم الآلاف منهم خانعين مخذولين، ويهرب من نجا منهم خارج سوح الوغى.وما هي الا أيام معدودة حتى أصدر القائد العام للقوات المسلحة الشهيد المقدام صدام حسين رحمه الله تعالى أوامره الى القوات المسلحة لاستثمار هذا النصر الكبير لينطلق أبطال قواتنا المسلحه بقادتهم وآمريهم وضباطهم وضباط صفهم وجنودهم مجددا عبر معارك التحرير الكبرى من بوابة النصر العظيم الى معارك توكلنا على الله لتحرير جزر مجنون والزبيدات وكيلان غرب ويحققوا الانتصارات المتتالية بمناورات وعمليات ومعارك لم يشهد التأريخ المعاصر مثيلا لها حتى جعلوا الحرب تضع أوزارها بذلك اليوم التاريخي العظيم الذي فرض على دجالهم الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي ٥٩٨ بعد أن ادلى بمقولته الشهيرة بأنه يتجرع السم في هذه الموافقة.
أيها الاحرار في كل مكان
لقد عانى شعبنا الأبي من العدوان الايراني كثيرا وهو الذي كان يتلمس طريقه في البناء والنهوض والتقدم عندما فتح حكام ايران الجدد نيران عدوانهم على وطننا الغالي وتكررت حالات الغدر والاعتداء والقصف على المدن العراقية الحدودية ومحاولات اغلاق شط العرب والتدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا بل القيام بالتفجيرات واستهداف المنشآت والشخصيات الوطنية من قبل عملائه، مما اضطر العراق للرد الخاطف والسريع على تلك الاعتداءات لإبعاد الخطر الجديد عن حدودنا الشرقية، وليخوض بعدها صفحات تلك الحرب الضروس التي استمرت لثماني سنوات متواصلة قدم فيها ابطال العراق ملاحم ومأثر جمة وقدموا الغالي والنفيس من أجل حماية بلادنا ومنجزات ثورتهم العملاقة، ووحدتهم الوطنية الرصينة.وكان لشعبنا الاصيل بكل اطيافه ومناطقه وعشائره الموقف الساند والظهير القوي لجيشنا المقدام مثلما كان للجيش الشعبي الصولات في معارك الشرف ليرسم الجميع لوحة الانتصار الخالد.ولا يمكن أن ننسى دور الماجدة العراقية التي ضحت بأبنائها وأموالها ومجوهراتها لدعم مجهود الحرب على طريق تحقيق ذلك اليوم الخالد، الذي كان فعلا يوم الأيام.
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم
لقد حاول العراق جاهدا ايقاف تلك الحرب، واللجوء الى الحلول السلمية والتفاوض، وتعاون مع جميع المحافل الإقليمية والدولية التي سعت لإنهائها بالحوار السلمي ، وأتخذ الكثير من الخطوات الإيجابية الفاعلة لإطفاء نيرانها وايقاف خسائر ومأسي الحرب على كلا الطرفين ، حتى أن العراق قرر سحب قواته العسكرية وبشكل كامل من كل الاراضي الإيرانية في ٣٠ حزيران من العام ١٩٨٢ ، الا أن ذلك كله لم يلق آذان صاغية من ملالي طهران الذين أصروا على الاستمرار في نهجهم العدواني حيث حركوا قواتهم لشن المزيد من الهجمات المتلاحقة على الاراضي العراقية في جنوب الوطن وشماله ، فدارت معارك قاسية دافع فيها أبناء العراق بشرف وبطوله وسجلوا فيها ملاحم مشهودة على حدود البلاد ببسالة نادرة بعد أن حسموا النصر في صدورهم وتمسكوا بدينهم الحق وتراثهم المجيد، فكانوا ليس حراسا للحدود، بل حراسة للبوابة الشرقية لأمة العرب ضد الريح الصفراء الشريرة القادمة من الشرق.
أيها الاحرار في كل مكان
ما إن تحقق ذلك النصر المبين حتى بدأت خيوط وخطوط التآمر تتواصل دون انقطاع على بلادنا من قبل أمريكا وبعض القوى الكبرى والكيان الصهيوني وبعض من الدول العربية للأسف الشديد، فهاجموا بلدنا وجوعوا شعبنا بالحصار الظالم المطلق والمطبق في شتى ميادين الحياة حتى ان اللجنة الدولية المشرفه على تطبيق القرار ٦٦١ سيئة الصيت منعت حتى أقلام الرصاص للوصول الى العراق في سعي خبيث وحثيث لتحطيم إرادة شعبنا الأبي، ثم جيشت الجيوش لاحتلال العراق عسكريا وحل هذا الجيش الوطني الباسل جيش القادسية المجيدة.ولكن ومع كل المآسي والمصائب والنوائب التي عانى منها شعبنا الصامد الصابر المحتسب، الا انه لم يقهر فانطلق بمقاومة باسلة لم تسند من أي جهة دولية أو عربية لا بالمال ولا بالسلاح ولا بالعتاد ولا حتى بالإعلام، ليوقعوا الجيش الأمريكي في وحل الهزيمة المنكرة بعد أن خسر خمسة آلاف مقاتل ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين وتدمير دباباتهم وأسلحتهم ومعداتهم مما اضطره الى الانسحاب المهين، وبعد أن خسرت أمريكا سمعتها الدولية علما أن هذه الخسائر المعلنة ليست حقيقية، بل حقيقتها تكمن في الأضعاف، فلا تنشر خسائر الجيوش الا بعد حين.وكان رجال القوات المسلحة قادة وضباط ومقاتلين في طليعة رجال المقاومة الوطنية الباسلة وقدموا التضحيات والشهداء الأبرار خلال تصديهم ومقاومتهم البطولية بوجه الاحتلال.
ولم تكتف قوى الغزو والاحتلال بعد ان أندحر مشروعها الاستعماري البغيض الا بتنصيب مجموعه من العملاء والخونة على رقاب شعبنا ليمزقوا نسيجه الاجتماعي المعروف وينهبوا خيراته، وفسح المجال الى إيران الشر لتدخل بارتياح الى مفاصل الدولة بميليشياتها المجرمة التي عاثت في الأرض فسادا وقتلا وتشريدا واجراما وتحطيما لكل معاني ومعالم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية لم يشهد تأريخ البشرية مثيلا لها.
ومع كل ذلك فقد تعالت أصوات شعبنا الأبي من حناجر الشباب الأحرار في ثورة تشرين السلمية الذي ينعقد عليهم الأمل اليوم وهم يصرخون بوجه الظلاّم والطغاة والخونة والمستعمرين بشعارهم الخالد ( نريد وطن ) وهم يحثون الخطى لتحرير ارضهم وبلادهم في ثورتهم المباركة، فلم يبخلوا عليها بدمائهم العزيزة من أجل انتزاع الحق العراقي من الخونة والعملاء.
أيها الأحرار في كل مكان
ان القيادة العامة للقوات المسلحة وهي تستذكر يوم النصر العظيم في ٨ / ٨ / ١٩٨٨ وفي الوقت الذي تهنئ شعبنا بهذه الذكرى العطرة فأنها تؤكد أنها تساند ثوار تشرين في مشروعهم لاستعادة الوطن وسيادته واستقلاله وإنها تؤكد على جملة من الحقائق في المسار الوطني لثورة الشعب المجيد ومنها :
١. إن ضباط وضباط صف وجنود جيش العراق البطل جيش العهد والوعد هو جيش كل العراقيين بلا فرقة أو تفرقة طائفية أو عرقية أو قومية وهم جزء من أبناء شعبنا العراقي الأبي الذي يتطلع الى عراق حر ومستقل.وان جميع هؤلاء الابطال يربطهم العهد والقسم الذي ربطوا أنفسهم به أمام الله والشعب والوطن بأنهم سيبقون مدافعين عن وطنهم وشعبهم حتى النصر المبين ضد الأعداء او الشهادة، وبذلك فهم عراقيون وطنيون ومتمسكون بما تعاهدوا عليه ولن يغيروا ما أمنوا به رغم كل ما مر على بلادنا من تحديات وهجمات عسكرية وأمنية وثقافية واجتماعية هائلة تسقط أمامها أعتى وأقوى الدول.
وان الجميع في هذه الكوكبة المجاهدة يؤمنون ايمانا عميقا بأنه لا يمكن تحرير بلادنا تحريرا كاملا وشاملا من قبل جهة واحده تعمل لوحدها في الساحة رغم تقديرنا واحترامنا واعتزازنا بأمكانيات وتوجهات كل الأحرار إلا أن الأمر يتطلب تنسيق وتوحيد كل الجهود المشتركة للوصول الى الهدف المنشود ، وهنا لا بد من الإشارة الى إن خونة الشعب بدأوا ينهارون في منهجهم واسلوبهم وسلوكهم وأنهم يتخبطون في معالجة وضعهم المحرج فيحاولون ايجاد أي مخرج يحفظ لهم ماء وجوههم ولذلك نرى أنه من الضروري ألا تضيع تضحيات العراقيين في صفقات أو تصرفات بعيدة عن الحكمة والخبرة الناضجة وأن نسعى جميعا الى هدف رئيس يتمثل بتحرير بلادنا تحريرا شاملا وكاملا وعميقا من خلال التكاتف والتعاون والتنسيق والمشورة الصادقة والمسؤولة.ولذلك فأننا نفتح القلب والروح أمام كل رأي جاد ومخلص لكل المجاهدين الأبطال ولابد لنا أن نستشهد مؤمنين بالآية القرآنية الكريمة ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ).
٢. وفي هذه المناسبه لابد لنا من التأكيد بأننا نؤمن بأن أي جهة أو واجهه تتكلم بسوء ضد أي جهة أو واجهه أخرى أو تحاول النيل منها بطريقة غير لائقة مهما كان حجمها وعطائها في الميدان فإن أهدافها غير نبيلة ولا تسعى حقيقة الى تحرير البلاد بل نعتقد ان لها غايات وأهداف أخرى ربما تكون مشبوهة ..
٣. نؤكد في هذا المقام بأننا جميعا مستعدين للتعاون مع أي جهة صادقه ومخلصه لنتمكن من تحرير العراق من الاحتلال واتباعه ونيل الاستقلال وسنكون معهم يداً بيد على هذا المسار.ولابد لنا من البحث عن أفضل السبل والوسائل التي تؤمن التعاون بين جميع الأحرار والتنسيق والتفاهم المشترك لتطوير العمل الوطني وتعزيزه وتقويته جهاديا وسياسيا واقتصاديا لتحرير بلادنا أولا قبل التفكير في ادارة بلادنا والتي قطعنا عهدا على أنفسنا بأن لا تتجاوز النشامى الميامين من المرابطين والمجاهدين الأبطال ممن ذادوا عن الوطن بل هم من سيتبوأ قصب السبق في تطويرها فعدونا يملك من المكر والدهاء الشيء الكثير مما يتطلب الاستفادة من كل الخبرات والكفاءات لمجابهتها.
وفي هذه المناسبة الخالدة تحيي القيادة العامة للقوات المسلحة قائد النصر العظيم وصانعه شهيد الأضحى الرئيس صدام حسين رحمه الله والى رفاقه الذين كان لهم دورا مهما في تحقيق النصر الناجز في يوم الأيام ، والتحية الى الرفيق القائد عزة ابراهيم رحمه الله الذي كان له الدور المتميز في قيادته للمقاومة الوطنية ضد الغزو والاحتلال والى كل رفاقه الذين ساروا على منهج التحرير والاستقلال الوطني ،وكل التحايا الى الرجال الأبطال الصابرين الصامدين المرابطين على هذا الطريق.كما نحيي كافة قادة جيشنا الوطني ورجاله الافذاذ بكل صنوفه المقاتلة والساندة والخدمية والى كل من خدم في هذا الجيش العظيم في أي موقع ومكان.
وتؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة ورجالها الأوفياء بأنها مع شعبنا الأبي في كل تطلعاته وآماله وأحلامه لتحقيق حياة مستقرة وأمنة بعيدا عن الارهاب والفساد والعمالة والخيانة وستبقى مع رجالها الأشاوس المدافع الأمين عن حقوق شعبنا في الاستقلال والسيادة والتحرر حتى تحقيق النصر الناجز وتحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والإيراني، وإعادة هيبته واستقراره واستقلاله الوطني السياسي والاقتصادي والأمني.
المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار ذلك الجيش الوطني المؤمن ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الخونة.
الرحمة لشهداء جيش العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم قادته الأفذاذ الذي كان لهم الدور الطليعي والمتميز في بناءه وتطويره.
الحرية لقادة جيشنا الميامين الذين يقبعون في السجون الحكومية منذ سنوات طويله وهم فرسانه الأشاوس الذين دافعوا عن بلادهم بكل بسالة وبطولة ..
تحية الى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله الى أقصى جنوبه ..
المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً مستقلاً ..
[/rtl]
القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بأذن الله
٨ / ٨ / ٢٠٢١