تلك الكذبة الكبرى..(الفرس أصحاب حضارة)!!
أحمد الموسى فرج
تلك الكذبة الكبرى..(الفرس أصحاب حضارة)!!
واحدة من أكبر الأكاذيب الشائعة منذ زمن, هي إن؛(الفرس أصحاب حضارة) !!!.وهذه الفرية التي اخترعها ابتداءاً, (المستشرقون), ثم ردّدتها أبواق الفرس المأجورة, وأتباعهم وحثالاتهم, ثم أخيرا صارت لازمة يردّدها كثير من السياسيين و (المثقفين)!! العرب, قصداً أو جهلاً. فما أن يبتدأ أحدهم كلامه, حتى يفتتحه بذكر تلك الإكذوبة وكأنها (حقيقة لا جدال فيها)!!.
إن العرب المسلمين لمّا فتحوا بلاد فارس, نقلوا شعوبها من ظلمة الشرك وعبادة البشر, إلى نور التوحيد وعبادة ربِّ العالمين, وحرّروا أهلها من العبودية , فدخلوا في الإسلام أفواجا, بعضهم بغاية خبيثة لتخريبه من الداخل, حقداً وحسداً, والبعض الآخر أخلصوا له, وتشرّبوا بالثقافة العربية الإسلامية, وبرعوا في علم الحديث والتفسير والفقه والنحو والأدب, وغيرها من العلوم,وهؤلاء هم نتاج الحضارة العربية الإسلامية, وإن كانوا من أصول فارسية, فأعلام مثل؛ أبو حنيفة, والبخاري, وأبو داود, من أئمة أهل السُنّة والجماعة, يُعدّون عند الفرس الشيعة ؛(كفاراً)!!. ومن أمثلة حقدهم على الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان , إن الشاه إسماعيل الصفوي لما احتل بغداد في 1508، نبش قبره وجعل محله كلباً أسوداً , وعباس الأول لما استولى على بغداد, سنة 1624, أمر بجعل قبر أبي حنيفة (كنيفاً)!!, كما نبشوا قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني, أيضا.
وقد عجبت من أحد السياسيين العراقيين المشهورين بتقلباته الحادة وتناقضاته الشديدة, وهو يذكر تلك الإكذوبة ويشدّد عليها, بل ويخلطها بمغالطات تاريخية فاضحة, بزعمه: إن ثلاثة من المذاهب الأربعة لأهل السُنّة , هم (فرس)!!.وقد أعاد تلك الترّهات مراراً, عندما كان في شهر عسل مع حثالاتهم. وفي مقابلة له مع قناة النفاق المسماة؛(آفاق),يتغزّل الموما إليه بإيران,بعد ( تحرّره من ثقافة قادسية صدام)!!كما يقول, وهو يفتري على التاريخ بقوله: إن الإيرانيين لم يغزوا العراق عبر كل تاريخهم!!.وإنهم لما غزوا الروم في أرضهم, تجنبوا المرور عبر العراق, مستديرين حوله!!. ويضيف: إن الفرس لهم جذور في أرض العراق, قبل العرب!!, ويبدي ندمه؛( لتأخره في زيارة إيران, ليقول لهم: شكراً.. فهو مبهور بطعامهم وطراز العمارة لديهم)!!!.
إن واحدة من أهم العناصر التي نستدل من خلالها على حضارة أي مجموعة بشرية, هي؛ اللغة, وما يسمى تجاوزاً ب(اللغة الفارسية), هي لغة مصطنعة, فهي تستخدم الحرف العربي,ومعظم مفرداتها من العربية. يقول الباحث الأحوازي؛ يوسف عزيزي: (لقد أثّرت الثقافة العربية في الثقافة الفارسية، عبر العصور. وكان للأدب العربي تحديدا، تأثير مهم في الأدب الفارسي كما وكان للّغة العربية أيضا، دور في إغناء اللغة الفارسية بالمفردات المتعددة. فهناك نحو 60% من اللغة الفارسية مفردات عربية، أو عربية الجذور).
فأذا كان أكثر من نصف المفردات الفارسية,أصلها عربي, يضاف إليها, وفق قول (عزيزي) أيضا, نحو 20% من المفردات التركية والانكليزية والفرنسية. فماذا يبقى من هذه(اللغة)الطفيلية الهجينة؟!!.
لقد قرأت كثيرا في تاريخ الفرس القديم والحديث, فوجدت إن (حضارتهم) المزعومة, كذبة كبرى لا أصل لها أبداً, بل وجدت إن الفرس هم أكثر الأقوام تقديساً للحكام ,ورفعهم لمقام الربوبية, وتسمية؛(شاهنشاه),ومعناها ؛ملك الملوك,هو اللقب الأشهر لملوك الفرس. و(ملك الملوك),هو الله سبحانه وتعالى. وفي الصحيحين ورد حديث النبي الكريم محمد؛(صلى الله عليه وسلم), بذمِّ هذا اللقب:[أخْنَعُ الأسْمَاءِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى بمَلِكِ الأمْلَاكِ]. وآخر من تسمّى به؛(رضا بهلوي),والذي أردفه بلقب آخر,هو؛(أريا مهر),ومعناه؛(شمس الآريّين), وحتى عندما ألغى (خميني)هذه الألقاب, لكنه في أفعاله وممارساته وسلطاته المطلقة, جعل من نفسه, إلهاً من دون الله, باعتباره (نائب الأمام الغائب المسردب), ومضفياً على نفسه, قدسية زائفة.
عندما بَعث رسول الله محمّد؛(صلى الله عليه وسلم), بكتبه لملوك وحكام الدول المجاورة يدعوهم للإسلام, كانت إجابة معظمهم بلطف وكياسة, بينما كان جواب (كسرى أبرويز) مليئاً بالعنجهية والاستعلاء والصلف والغطرسة, ومزّق كتاب النبيّ الكريم, واستشاط غضباً, فكان أن دعا عليه رسول الله(صلى الله عليه وسلم)؛ (اللهم مزّق ملكه كما مزّق كتابي), فكان كذلك, وقُتل في ليلته على يد ابنه شيرويه. وبشّر النبي الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم), المسلمين, بأن الفرس لن تقوم لهم قائمة؛(هلك كسرى,ثم لا يكون كسرى بعده).
وملوكهم, أشدّ ملوك الدنيا في ظلم الرعيّة, والفرس هم أكثر الأقوام خُبثا, وأسوأهم في الكذب والباطنية ,والفساد والرذيلة؛ (المانوية والمزدكية, والخرّمية, وغيرها), وهم أهل بدع وضلالات ,وخزعبلات, وجهل, ولم يقتصر ذلك على العصور القديمة, بل حتى في القرن العشرين, والذي وصلت فيه البشرية لذروة تقدمها العلمي , يبتدع دجالهم(خميني),خلال عدوانه على العراق,كذبة؛(مفاتيح الجنة)!!,وهي مفاتيح بلاستيكية ملونة,مصنوعة خصيصا في (تايوان), ويقوم بتوزيعها على قطعانه الهمج الرعاع, الذين يعلّقونها في أعناقهم, ويقتحمون حقول الألغام العراقية بأجسادهم, فيتحوّلون أشلاءاً ممزقة, أملاً بدخول(جنة خميني)!!,والتي هي الجحيم بعينه .
كما إن احتلالهم للأقوام المجاورة, هو الأشدّ ظلما وخراباً وتدميراً من غيره.وصفات أخرى ذميمة, يطول ذكرها. والغريب إن تلك الصفات تنتقل من جيل الى آخر, وتلبس لبوساً يتناسب مع كل عصر, ويسبغون عليها رداء القدسيّة الكاذبة, وينقلونها للأقوام التي يسيطرون عليها. فمثلا؛ الآن عند الشيعة العرب, الموالين لولاية الفقيه ,صار الزنا ؛(متعة مقدسة)!!, والكذب؛(تسعة أعشار الدين)!!,والزكاة؛ بدلاً من إعطائها للفقراء , كما أمر الله سبحانه, صارت تُعطى للمعممّين ,وليس بنسبتها المعروفة ولكنها صارت (خُمسا)!!,وغير ذلك من الأباطيل الكثيرة. فهل هذه الصفات وغيرها, تؤهّل أصحابها, ليقيموا حضارة من أيّ نوع ؟!!.
والمعروف إن الحضارات ؛ القديمة خصوصاً, تنشأ على ضفاف الأنهار ,كحضارات وادي الرافدين الخمس؛(السومرية, الأكدية, البابلية, الآشورية, والإسلامية), وحضارة وادي النيل, وغير ذلك, حيث التربة الخصبة والمناخ الملائم, وهذه العوامل لا تتوفر في هضبة إيران القاحلة , والتي تسمّى وحتى يومنا هذا ب(صحراء الملح الكبرى),أو (صحراء لوط)!!. فهل يتصوّر عاقل؛ إن أرضاً جرداء قاحلة, كهذه, وأقوام من ذكرت بعضاً من صفاتهم القبيحة, هم مؤهلون لإنتاج حضارة؟!!.
هم دمّروا حضارات وادي الرافدين المتعاقبة ,وسرقوا آثارها ,(مثال؛ سرقوا مسلّة حمورابي من بابل في احدى غزواتهم الهمجية, ونقلوها الى مدينة سوسة؛(الشوش), عاصمة دولة عيلام الفارسية القديمة ,وبقيت هناك لحد (1901-1902), يوم اكتشفتها بعثة تنقيب فرنسية ,وأخذتها معها, حيث هي توجد الآن بمتحف اللوفر بباريس).
وأذكر مما قرأته عن إحدى غزواتهم المدمّرة لدولة سومر العريقة في الألف الثالث قبل الميلاد, إنه من كُثر القتل والدمار والحرق الذي فعلوه فيها, بقي أهلها ينوحون على تلك النازلة ؛من هولها وشدّتها وقسوتها, ويتوارثون ذكرها جيلاً بعد آخر, لألف عام !!!. ولنا أن نتصوّر مبلغ تك الكارثة الكبرى, والتي هي استمرار لكوارث ومصائب عظمى صُبّت على رؤوس العراقيين, عبر خمسة آلاف سنة مستمرة من الصراع الطويل والممتد مع الفرس, باختلاف العهود والمسمّيات والمراحل التاريخية.
وإن ما نشهده اليوم من نظام الملالي الدجالين, هو حلقة من ذلك المسلسل الطويل والمؤلم. لقد حولّوا أجمل بلدان العرب والمسلمين, وأكثرها حضارة؛ (العراق والشام واليمن), الى (صحراء لوط )!! أخرى, يخيّم عليها الدمار والخراب والظلم والظلام والرذيلة, فهذه هي معالم (رجسة الخراب),أو (الحضارة الفارسية)!!!,التي أنتجتها الدعاية الإيرانية, ويردّدها وراءها بعض الببغاوات من العرب وغيرهم.
وبالله نستعين.
تصريحات السياسي العراقي الذي أشرت إليه؛ على هذا الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=YEH6dgIzPXU