تركيا: الكباب مقابل اللقاحات!!
العربي الجديد/تخشى تركيا عودة تفشّي فيروس كورونا الجديد، بعد ارتفاع أعداد الإصابات اليومية بكوفيد-19 إلى نحو 23 ألف إصابة، علماً أن السلطات أعادت فتح البلاد وألغت القيود في الأول من يوليو/ تموز الماضي، ما دفع وزير الصحة فخر الدين قوجة إلى عدم استبعاد فرض الحظر واتخاذ إجراءات إضافية مجدداً، في حال استمرّ عدد الإصابات في الارتفاع، وهذا "أمر لا يفضّله أحد".
ويشير قوجة، بعد اجتماعه مع "المجلس العلمي لمكافحة الفيروس"، إلى أن الوزارة لن تتردد في اتخاذ احتياطات وإعادة فرض القيود إن لزم الأمر، وبالاعتماد على النتائج العلمية والتقييمات التي تجريها، داعياً المقيمين في البلاد إلى الإسراع في تلقي اللقاحات المضادة للفيروس، لأن نسبة المصابين من متلقي اللقاحات أقل من 5 في المائة من إجمالي الحالات المسجلة حالياً.
ويوضح خوجة أن 87 في المائة من الإصابات النشطة بالفيروس تعود لأشخاص لم يحصلوا على كامل اللقاحات بعد، وأن 95 في المائة من المصابين، والذين تتطلب حالتهم البقاء في المستشفى، تعود لأشخاص لم يستكملوا الحصول على كامل جرعات اللقاحات. ويرى أن "تهاون بعض المواطنين في تطبيق تدابير الوقاية خلال عطلة عيد الأضحى الماضية" ساهمت في زيادة أعداد الإصابات من نحو 5 آلاف إصابة إلى أكثر من 20 ألفاً.
وتضاعف تركيا من مساعيها لزيادة اللقاحات، وأعلن قوجة إعطاء مليون و296 ألفاً و688 لقاحاً خلال الـ 24 ساعة الماضية، مؤكداً أن اللقاحات متوفرة، ويمكن ضبط الزيادة الحاصلة في أعداد المصابين. يضيف: "يجب ألا يمضي الوقت ضدنا، وعلينا جميعاً تلقي اللقاحات في أسرع وقت".
وفي ما يتعلق بقرب فتح المدراس في الثالث من سبتمبر/ أيلول المقبل في ظل خطورة تفشي الفيروس، يقول قوجة: "يجب على أولياء أمور الطلاب تلقي اللقاحات أو إثبات عدم إصابتهم بفيروس كورونا بشكل دوري"، مؤكّداً أن تلقي اللقاحات شرط داخل المؤسسات التعليمية وأماكن العمل، وسيضطر الذين لم يتلقوا اللقاحات إلى إثبات عدم إصابتهم بفيروس كورونا بشكل دوري، من خلال إجراء فحوص كورونا.
وتعوّل تركيا على لقاح "توركوفاك" المحلي الصنع الذي أثبت فعاليته ضد المتحور البريطاني "ألفا". وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نتائج التجارب على اللقاح "رائعة وإيجابية". أضاف: "نحن حالياً في المرحلة الثالثة من مراحل اختبار اللقاح، والنتائج تبدو جيدة جداً حتى الآن. ربما سنعطي البشرى لاستخدام اللقاح المحلي قبل نهاية العام الجاري".
وكان المشرف على لقاح "توركوفاك" أيقوت أوزدارندلي، قد أكد للصحافيين أن اللقاح المحلي أثبت فعاليته ضد المتحور البريطاني "ألفا"، موضحاً أن التجارب التي أجريت على الفئران أثبتت فعالية "توركوفاك" ضد المتحور البريطاني بنسبة 100 في المائة، والعمل متواصل أيضاً لمعرفة فاعلية اللقاح التركي ضد المتحور الهندي "دلتا". وتُضاعف تركيا جهودها لتلقيح الأتراك والمقيمين على أراضيها حتى في الأماكن الوعرة التي يصعب الوصول إليها. وعمدت الفرق الصحية المتنقلة إلى تقديم الجرعة الثالثة من لقاح كوفيدـ19 للمواطنين في مرتفعات منطقة أيدينتبه التابعة لمدينة بايبورت شمال شرق تركيا.
ووصلت الفرق المتنقلة إلى بايدينتبه، الواقعة على ارتفاع 2400 متر بهضبة كوشمر، وأعلنت عبر مكبرات الصوت في المساجد، ضرورة تلقي اللقاح حتى الجرعة الثالثة لمن هم فوق الخمسين عاماً.
أما في ولاية شانلي أورفا، جنوب تركيا، التي كشفت الإحصائيات أنها الأقل تلقياً للقاحات ضمن الولايات التركية، فقد أطلقت حملة تتضمن إعطاء وجبة كباب مجانية لمن يتلقى اللقاح من قبل فرق الصحة في حديقة المطعم. ويقول صاحب المطعم بكر يوكسك يايلا: "جاءت الحملة المستمرة لثلاثة أيام من أجل تشجيع المواطنين على تلقي اللقاح بالتعاون مع المؤسسات المعنية"، موضحاً أن "شانلي أورفة تأتي في المرتبة الأخيرة في قائمة الولايات لناحية أعداد اللقاحات"، واصفاً هذا الأمر بأنه محزن.
ويذكر أن تركيا ارتقت إلى المرتبة الثامنة عالمياً ضمن قائمة الدول الأكثر تطعيماً لمواطنيها، متقدمة بذلك على روسيا، ودول أوروبية مثل فرنسا، وإيطاليا وإسبانيا.