العملاء كالفئران أول من يقفزوا من السفينة الغارقة
بيلسان قيصر
العملاء كالفئران أول من يقفزوا من السفينة الغارقة
عالم اليوم صغير جدا في ظل الثورة العلمية والتقنية والمعلوماتية، فقد تحول الى قرية صغيرة، كل فرد يعرف ما يدور في دواخلها من شؤون وأحداث، وقد توالت علينا الأخبار هذه الأيام عن الحرائق التي عصفت بالعالم من كاليفورنيا الى كندا واستراليا واليونان وتركيا ولبنان وسوريا وإنتهاء بالجزائر وتونس، ولكن هناك خبر اطفأ نيران هذه الأخبار المتعلقة بالكوارث الطبيعية، وأشعل نيران الكوارث الإنسانية، انها نيران طالبان التي إجتاحت إفغانستان خلال عشرة أيام من شمالها الى جنوبها، ومن شرقها الى غربها، مُحرقة كافة الخزعبلات الاعلامية الامريكية والاوربية التي ملئوا بها إسماعنا حول القضاء على تنظيم طلبان، وإحلال الأمن والإستقرار في ربوع إفغانستان، والقضاء على الإرهاب، وغيرها من الأكاذيب التي روجها العالم الغربي الذي يعيش على فتات الإعلام الأمريكي، وهذا ما يقال عن الإعلام العربي الأجير.
منذ ان أجتاحت الولايات المتحدة افغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وافغانستان تعيش في حالة من الفوضى الأمنية علاوة على الفقر والمجاعة والبطالة والمرض، وحاولت الولايات المتحدة ان تزرع في عقولنا بأنها حققت مكسبا مهما من خلال الغزو وهو القضاء على الإرهاب الدولي، وتم تحميل الشعب الأفغاني الفقير مسؤولية أحداث لا علاقة له لها من قريب أو بعيد، فإلشيخ ابن لادن لم يكن إفغانيا، والإرهابيون الذي ضربوا برجي التجارة في نيويورك لم يكونوا من الأفغان، مع هذا تحمل الشعب الأفغاني المسؤولية ودفع ثمنا باهضا أزاء الأكاذيب الأمريكية.
عشرة أيام فقد سيطرت فيها قوات طالبان على العاصمة كابل وأسقطت الإسطورة الأمريكية، وجاء أول بيان من القصر الرئاسي ـ بعد هروب الرئيس الإفغاني الى طاجكستان بحجة عدم إراقة الدماء ـ بإعلان الدولة الإسلامية الجديدة. لم يرفع الشعب الأفغاني السلاح ضد قوات طالبان، بل إلتزم الهدوء، وكذلك القوات الأمنية الأفغانية، عملاء امريكيا هم من قاتلوا طالبان وانهزموا، وسرعان ما هربوا الى الدول المجاورة بعشرات الإلوف تاركين أسلحتهم المهانة خلفهم. وما تبقى منها في كابل لجأوا الى السفارة الأمريكية عسى ان تنقذهم، وسرعان ما أرسل الرئيس بايدن الف مقاتل الى كابل ليس للقتال، بل لحماية الجالية الامريكية واعضاء السفارة والعملاء من الأفغان، واخلائهم بأقصى سرعة من البلاد. سيخلي اولا اعضاء السفارة والجالية الامركية، وفي الأخير العملاء، فهم دائما في المرتبة السفلى.
هذا هو حال العملاء في اي زمان ومكان، يتساقطوا كما تتساقط قطع الدومينو الواحدة تلو الأخرى، صحيح قد يحقق العملاء نصرا بمساعدوة الدول الأجنبية، لكن هذا النصر وقتي وهامشي، وسرعان ما يذوب كما يذوب الملح في الماء، النصر حليف الوطنيين الشرفاء، والخزي والعار، والهزيمة المرة حلفاء العملاء، هكذا يحدثنا التأريخ، العمالة هي من أبشع انواع الخيانة، كل انواع الخيانه يمكن معالجتها ما عدا خيانة الوطن، فمن يبيع وطنه، يعني انه باع شرفه للغير، ولا يحق له ان يعيش في وطن باعه.
موقف العملاء الأفغان درس جديد لعملاء المنطقة في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغزة، فسرعان ما سيتخلى عنكم الولي السفية، عندما تقفون حجرة عثرة أمام مصالح وطنه العليا، سيرميكم كما يرمي الانسان ورق التواليت، بعد ان يتمسح بها، هذا هو مصيركم، وستلعنكم الاجيال، وتلعن ابنائكم واحفادكم، ولكم في العلقمي الخائن إسوة سيئة.
العراق ولبنان سائران في نفس الطريق، طريق التحرير، فالولايات المتحدة لم تعد تكترث بالعراق ومصيره، فبعد ان قدمته لقمة سائغة لإيران، وتيقنت ان ولاء حكومات المنطقة الخضراء لإيران فقط، نفضت يديها من العراق. فالعراق ولبنان ولايات ايرانية بإعتراف الشعبين العراقي واللبناني قبل غيرهم، ولكن الظلم قد تفاقم في هذين البلدين ولابد ان تندلع قريبا شرارة الثورة، وسيشهد البلدان حرائقا عنيفا، ولكنها ليست حرائق الغابات، بل حرائق الذيول الذين دمروا البلاد، ونهبوا ثرواته، وعاثوا فسادا بمقدراته، وأهانوا شعبه وافقروه وجعلوه اميا وجاهلا.
طريق التحرر واضح المعالم، والثورة تقف على الأبواب، وتحتاج الى سواعد وطنية شريفة تُفتح لها الباب لتقتلع الذيول بكل أصنافهم واشكالهم وجنسياتهم واديانهم. والله تعالى لا يخيب أمل الثوار، وانما يخيب العملاء، ونأمل ان لا يسمح الثوار لذيول امريكا وايران بالفرار كالجرذان من البلاد، لا بد من اصطيادهم ومعاقبتهم بمحكمة علنية أمام الشعب، واول من يحاكم من العملاء، فائق زيدان وقضائه الفاسد، فهم البالوعة التي تغطي قاذورات العملاء والفاسدين، وتليهم بقية الذيول من الزعماء والنواب والوزراء وقادة الميليشيات الولائية. العراق ولبنان وعربستان وسوريا واليمن وغزة بإنتظار الفتح المبين، والثورة على الفاسدين.
طلقة طائشة
الى ذويل ايران من قيس الخزعلي واكرم الكعبي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم ونوري المالكي وهادي العامري وبقية قادة الحشد الشعبي والنواب والوزراء الذيول، مصير عملاء الأفغان هو مصيركم المؤكد، لكن بلا فرار هذه المرة، فالويل لكم من يوم قادم بإذن الله!.
بيلسان قيصر
البرازيل
آب 2021