بعد إدانته.. قائد عسكري عراقي يفر من المحكمة بطريقة مثيرة
تمكن أنور حمه أمين.. قائد القوة الجوية العراقية السابق من الفرار
فرانس برس:اختفى ضابط عراقي كبير متهم بقضايا فساد، من المحكمة في بغداد، الاثنين، عقب صدور حكم بالسجن بحقه قبل أن يسلّم نفسه بعد ساعات، كما أفادت مصادر قضائية وأمنية لفرانس برس، الاثنين.
وبعدما أصدرت محكمة جنايات الكرخ، الجزء الغربي من العاصمة، حكماً بالسجن عليه عامين بتهم فساد مرتبطة بهدر المال العام على خلفية عقود مع شركات، توارى الفريق الركن أنور حمه أمين قائد القوة الجوية العراقية السابق من المكان بطريقة مثيرة.
وأوضح مصدر أمني أنه بعد صدور الحكم، قامت مفرزة شرطة باصطحاب المدان إلى الخارج، لكنه تحجج بأن لديه حاجيات في سيارته يريد أخذها، بحسب مصدر أمني، ورافقه إليها ملازم من الشرطة.
وأضاف المصدر "بعد ذلك صعد إلى السيارة التي كان يقودها ابن شقيقه العقيد أرشد صالح محمد أمين الذي يعمل في وزارة الدفاع، ثمّ شهر السلاح على الملازم، وفرّ إلى جهة حي العدل" في غرب العاصمة.
ولم تنته القصة هنا، فبعدما وصل أمين إلى حي العدل قامت القوات الأمنية بسرعة بقطع الشارع قبل أن "يترجل المتهم من السيارة ويفرّ إلى جهة مجهولة"، ركضاً بحسب المصدر الأمني.
في المقابل، ألقي القبض على ابن شقيقه "وضبط السيارة وبندقية نوع ام فور ومسدس نوع ولتر 9 ملم"، فيما تمّ "تطويق المكان ومواصلة التفتيش في منطقة العدل" على الفارّ.
وأفاد مصدر أمني أن القائد السابق في النهاية سلّم نفسه بعد ساعات من الواقعة.
ويحتل العراق الذي يرتقب انتخابات برلمانية مبكرة في أكتوبر، المرتبة الـ21 في العالم في سلم الفساد، بحسب منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية، فيما تنتشر ممارسات الرشوة والتهرب الضريبي في كل القطاعات.
وخسر العراق 450 مليار دولار من جراء الفساد نقل ثلثها إلى خارج البلاد، منذ العام 2003، ما يساوي نصف عائداته النفطية.
وكانت صدرت مذكرة قبض بحق أنور أمين في عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي بتهمة هدر المال العام.
وأحيل أمين على التقاعد في سبتمبر ثمّ على القضاء، لكن أفرج عنه بكفالة في ذلك الحين بعد ضغوط حزبية، بحسب مصادر قضائية.
وشهدت البلاد قبل نحو عامين تظاهرات احتجاجية واسعة غير مسبوقة ضدّ الفساد وسوء الإدارة وللمطالبة بالحقوق المعيشية، في بلد يواجه نقصاً في الكهرباء وتدنيا في الخدمات الصحية والمستشفيات.