السكوت سيد الموقف
بيلسان قيصر
السكوت سيد الموقف
ذكر الأديب التوحيدي" قال أحدهم: إني لأعجب من النّاس وقد مكّنهم الله تعالى من الاقتداء به ويقبلون إلى الاهتداء بالبهائم". (البصائر والذخائر).
عندما يكذب السياسيون العراقيون على الشعب العراقي، فالعتب على الشعب، فليس من المعقول أن تعتب على يضحك عليك، بل العتب عليك لأن تجعل من نفسك إضحوكة للغير، ولا تقيم لنفسك وزنا ومكانة، ولا تثور على هؤلاء السياسيين الفاسدين، وتجعلهم إضحوكة لك وللعالم.
لقد تحول الشعب العراقي مع الأسف الشديد من بركان يغلي الى قالب من الثلج، فعقدة الخوف من الحكام ما تزال تعشعش في الرأس المثقل بالهموم. لأنه لا يمكن لشعب في العالم تسرق ثرواته عيني عينك، ويجهل مصير (1000) مليار دولار من وارداته، ويرتفع مستوى الفقر الى 40% من السكان، ولا ماء صالح للشرب، ولا كهرباء مستمرة، زائد بطالة ومجاعة، واوبئة من كوفيد والسرطان وغيرها، مع فشل أمني، وجيش عاطل عن العمل يثقل خزينة الدولة بنفقاته، وقضاء فاسد من كبيره الى صغيره، وإنتشار المخدرات بين الشباب، والرشاوي وحالات التزوير بين كبار المسؤولين ونواب الشعب، علاوة على تلوث البيئة وتحكم الميليشيات الشيعية الإرهابية بالقرار السياسي، وغرق العاصمة وبقية المحافظات بالقمامة، وخروج البلد من قائمة كفاءة التعليم وانتشار الأمية والتهرب من المدارس الى صورة مفزعة بما يزيد عن (7) مليون عراقي، والفشل الصحي والتربوي والخدمي، بلد فاشل في كل المجالات والنواحي، وترتيبه صفر بين دول العالم، وليس درجة متدنية، كما يقال.
مع كل هذه الأمور فإن شعب الذرى ساكت سكوت الجبال لا تهزه ريح الكرامة، ولا تعصف به اعاصير الحقوق. الأطرف من هذا هذا الشعب الغارق بالعار والشنار يردد في عاشوراء (هيهات منا الذلة). في الحقيقة لا أكتم سرا ان قلت بأني لا أفهم مستوى الذلة عند الشعب العراقي، فإن كانت كل هذه المؤشرات لا تعتبر ذلة، فما هي الذلة با ترى؟
عندما نطلق كلمة (شعب ميت) فإننا لا نتجاوز على الشعب العراقي، لأن هذه هي الحقيقة المؤلمة، وعدم الإعتراف بها تكون أشد وجعا وضررا. لا يوجد شعب يتحمل هذه الكوارث بفعل السياسيين العملاء والفاسدين، ولا يحرك ساكنا، ولا يمكن أن ننعت سكوت الشعب بالصبر، اختار اي كلمة او وصف ولكن لا تسمية صبرا. قارن بين صبر أيوب والشعب العراقي، ستتأكد بأن سكوت الشعب ليس صبرا.
الأدهى منه ان مرجعية النجف التي باركت وزكت نلك الوجوه القذرة وطالبت بإنتخابهم لدورتين نصرة للمذهب وعلى أساس انهم أبناء المرجعية، سكتت عما يجري في البلد من دمار وخراب وفساد على أيدي أبنائها غير النجباء، لقد نفضت أيديها من الشعب العراقي، وليس من السياسيين كما تزعم، والكذب سجية المرجعية، لأن السياسيين الذين يحكمون العراق منذ الغزو لحد الآن من عمار الحكيم ومقتدى الصدر ونوري المالكي وحيدر العبادي وهادي العامري وقيس الخزعلي، وهمام حمودي، وباقر صولاغ وبقية الشراذم هؤلاء جميعهم من مخرجات مرجعية النجف. وحالها حال الشعب العراقي السكوت، السكوت سيد الموقف.
كانت إنتفاضة تشرين أمل العراقيين قبل ان يوإدها شعار السلمية، سلمية المتظاهرين كانت السبب الرئيس في فشل الإنتفاضة، لقد خيبوا آمالنا، وأحيوا آمال الفاسدسن، ولا أظن ستكون عودة مجددة لثوار تشرين، الإنتفاضة صارت في خبر كان، والشهداء راحت دمائهم هدرا بدون طائل، وما نشهده من إحتجاجات هنا وهناك لا قيمة لها على الصعيد الثوري. ليس تشاؤما هذا، بل الحقيقة لانه لا يوجد بصيص ضوء في نفق العراق المقبل، ولله الأمر.
طلقة طائشة
لإطلاع رئيسنا المغوار برهم صالح الذي يعاني من مرض النوم الدائم، وبعشق الوسادة هائم، وان لم يفهم المعزى وهذا عهدنا به على طول الخط، نهيب بأحد مستشاريه ان يفهمه!
في 19 من ك2 سنة 1928 أجتمع مجلس النواب وفي صدره داود الحيدري نائب الرئيس فتليت الإرادة الملوكية بحل المجلس لعدم وجود الموازنة في الأحزاب في وقت يجب أن تطلع الحكومة على رأي الشعب للمصالح الحيوية التي تبدو له في أفق المستقبل - كالمعاهدة العراقية، الإنكليزية - والاتفاقيتين المالية والعسكرية، ومشكلة الدفاع عن الوطن، فحل المجلس بلا أدنى حركة بدت من أي كان". (مجلة لغة العرب).
بيلسان قيصر
البرازيل
آب 2021