(شهادة تقدير وعرفان مع كتاب شكر وتقدير).
حسن ميسر صالح الأمين
25-8-2021
(شهادة تقدير وعرفان مع كتاب شكر وتقدير).
نيابة عن عائلة المرحوم ميسر صالح الامين - والدي العزيز رحمه الله (والذي مرت قبل ايام الذكرى ال (45) على وفاته في التاسع من آب عام 1976)، نتوجه بالشكر الجزيل والإمتنان الكبير للسيد رئيس جامعة الموصل الغراء الأستاذ الدكتور قصي كمال الأحمدي المحترم لالتفاتته الكريمة هذه والمتمثلة في توجيه شهادة التقدير والعرفان للعائلة وكتاب شكر وتقدير بإسم كاتب هذا السطور، عمّا اقدمت عليه العائلة بإهداء المكتبة الشخصية للمرحوم الوالد الى المكتبة المركزية في جامعة الموصل في نيسان عام 2006 اي قبل ما يزيد عن (15) عامًا وبواقع (721) عنوان وبما مجموعة (1254) جزء والتي أرتأينا فيها إبقاء المكتبة وهي تحمل أسم الوالد كصدقة جاريه وعلم ينتفع به وللحفاظ عليها ارثًا للعائلة امام الأجيال القادمة، وقمت بإعداد تقرير كامل عن سيرة الوالد مع قوائم باسماء الكتب المهداة وتم تسليم نسخة منه للسيد رئيس الجامعة آنذاك (الاستاذ الدكتور ابي سعيد الديوه جي) الذي وعد بإقامة احتفال كبير لافتتاح هذه القاعة، وتم تسليم التقرير الى المكتبة المركزية مع وضع جدارية كبيرة بقياس ( 120* 80 سم) وتحمل صورة شخصية للوالد رحمه الله مع نبذه مختصرة عن سيرة حياته وتم وضعها بجوار الكتب في قاعه الخزانات الشخصية في حينها كما في الصور المرفقة، وسبق لي وان نشرت الكثير عنها كما في الروابط المدرجة في التعليقات، وحيث ان ظروف الموصل وقتئذ حالت دون اقامة الاحتفال الرسمي بمناسبة افتتاح قاعة الخزانات الشخصية (والتي كانت مكتبة الوالد هي النواة لفكرة إنشاء هذه القاعة والخاصة بتبرعات الكتب والخزانات الخاصة) ضمن منهاج احتفال يوم الجامعة في الأول من نيسان 2006 وما تلاها من ظروف كانت اقسى وأمّر وصولًا الى اليوم الأسود المتمثل بحرق المكتبة المركزية في جامعة الموصل بتاريخ (16-1-2017) والذي شاطرنا فيه الأهل والاصدقاء الكرام الحزن الكبير الذي لا يعلمه إلا الله الذي انتابنا لجل ما حصل لمدينتنا العزيزة الموصل ولرجالاتها وإرثها وأمجداها ومصيبة المكتبة آخرها وقتئذ، فكانت مكتبة الوالد رحمه الله ضمن (المليون) كتاب التي تم حرقها في ذلك الحدث الأليم والذي لا يعدو عن محاولة لمحو تاريخ مدينة وطمس ثقافة شعب آمن وتشويه حضارة امة وتزييف حقيقة المواطن الموصلي، فما كان لرجالات المدينة إلا ان يشمروا عن سواعدهم وينهضوا نهضة رجل واحد في لملمة الجراح وتضميد الجروح المثخنة المًا وحزنًا عما آلت اليه الموصل واهلها وتاريخها وشوامخها وما المكتبة المركزية إلا واحدة من تلكم الشوامخ الهاويات عن قصد وتعمد وكان الحرق لها هو الأشد إيلامًا، فأنبرى الرجال بهمة الرجال وتكاتف المخلصون مع المخلصون في تنظيف ما خلفته تلكم المأساة وذلك الحدث الأليم، ففريق تولى تقديم المساعدات العينية والمادية للمُتعبين بسبب الظروف وثاني تولى رفع الأنقاض كما في المكتبة وفي اماكن اخرى، فما كان من الدكتور الأحمدي إلا التوجيه بجمع بقايا الكتب المتناثرة في ارجاء المكتبة وتلك المتطايرة في ساحات الجامعة، ليتصرف بحنكة وكياسة ويضع نماذج منها في قنينة زجاج ليجوب بها العديد من بلدان العالم أنى ارتحل وليقم بعرضها امام الحضور كشاهد اثبات على ما اقدم عليه مغول العصر ووحوش الظلام في محاولة جادة ومخلصة منه في إعادة المكتبة المركزية لسابق عهدها، وانعكست تلك الخطوة بالإيجاب على المكتبة المركزية حيث اعلن الدكتور الأحمدي عن ذلك في مقابلة تلفزيونية حين قال ... اثمرت هذه الخطوة وآتت اكلها حيث تبرعت العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية في العالم بالعديد من الكتب والمؤلفات والتي بدأت بالوصول الى اروقة المكتبة حيث وصل العدد الكلي لما تحتويه مكتبة الجامعة لحد الان ما يربو عن (300) الف كتاب وهناك المزيد في طريقه للوصول، علاوة على ما اقدم عليه العديد من مفكري الموصل ورجالاتها وشخصياتها العلمية بالخطوة ذاتها شعورًا صادقًا بقدسية الكتاب واهمية المكتبات في نهضة الشعوب وعمران البلدان.
وفي هذه العجالة لا يسعني إلا بالتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور ناصر الملا جاسم الأمين العام للمكتبة المركزية وقت الإهداء لما بذله من جهود كبيرة وشاقة في استحصال الموافقات وتذليل العقبات وصولًا إلى اتمام الموضوع وافتتاح القاعة وقتئذ، ولا بد لي من الإشارة إلى ان الدكتور ناصر كان على تواصل معي بكل سرور ورحابة صدر وهو ينقل لي الأخبار السارة عن المكتبة وعن مدى استفادة طلبة الجامعة والباحثين عن مصادر المعلومات من طلبة الدراسات العليا من مكتبة الوالد المهداة وكان يرسل صور المكتبة بين الحين وآخر واستمر هذا التواصل حتى دخول الموصل في دوامة الاحتلال وانقطاع الانترنيت وتوقف سبل التواصل والاتصال.
ختامًا، اكرر الشكر الجزيل للسيد رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور قصي الأحمدي على تقديمه الشكر والشهادة التقديرية التي تعد وثيقة تاريخية تروي بصدق ما اقدمت عليه العائلة وبلسماً يواسي آلام جرحٍ عميق غائر وحزنٍ كبير جاثم على ماض بعيد ممتد إلى الآن فما بين هذا وذاك جهود مضنيه بُذلت في حينها ونشاطات دؤوبة عالية المستوى كان الغرض منها هو رفد المكتبة المركزية بما يسد النقص الحاصل آنذاك نتيجه ما حصل لها في عام 2003 وكان التوفيق من الله فجعلتها وقفاً شخصياً وتحت اسم الوالد رحمه الله ليبقى اسمه بين أورقتها وتبقى الكتب صدقة جاريه ينتفع بها واقول موجهًا الكلام للدكتور الأحمدي ولكل الوطنيين والشرفاء والمخلصين... بوجودكم ونفسكم الوطني العراقي الأصيل والغيور ستكون الأيادي متكاتفة القلوب صافيه والأصوات صادحة وسيعلو البناء والعمران وسنعيد للموصل بهاءها ورونقها وستشهد عصرا ثقافيًا وعمرانيًا بكافة الاتجاهات والاختصاصات بأذن الله تعالى وعونه وقبل هذا كله لابد من تنظيف الموصل من مخلفات ما حدث وإزالة اسباب الحدوث والوقوف على الأسباب والمسببات الحقيقية وآخرها لا يصح إلا الصحيح ومن الله التوفيق والسداد.
عذرًا عن الإطالة راجيًا من العلي القدير ان يسبغ عليكم جميعا نعمه ظاهرة وباطنة وان يحفظكم من كل سوء ويبعد عنكم كل مكروه وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير.
حسن ميسر صالح الأمين
25-8-2021
* لمتابعة اصل المقال في الفيس بوك والمداخلات الحاصلة على الرابط ادناه :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10225600460739553&id=1269245661