رغد صدام: والدي كان يعلم بوجود مخطط لاحتلال المنطقة
إيلاف من لندن: استذكرت رغد الابنة الكبرى للرئيس العراقي السابق صدام حسين الخميس احتفاله بعيد ميلادها .. واندلاع الحرب العراقية الايرانية مؤكدة ان والدها كان يعلم ان احتلال المنطقة مخطط له من قبل الدول الكبرى.
وسردت رغد (53 عاما) في تدوينة لها على حسابها بموقع "تويتر" تابعتها "ايلاف" تفاصيل عن بعض جوانب حياة الرئيس السابق وعائلته واندلاع الحرب العراقية الايرانية في 22 أيلول سبتمبر عام 1980 واستمرارها حتى 8 آب أغسطس 1988 راح ضحيتها اكثر من مليون شخص من البلدين.
واشارت رغد التي تقيم في الاردن باستضافة حكومتها في تدوينتها لمناسبة عيد ميلادها انها اختارت اليوم ان تسرد قصصا عاشتها عائلتها الرئاسية موضحة بالقول"شهر ايلول ولد فيه الكثير من افراد عائلتنا اولادا وأحفادا .. تزوجتُ حسين (حسين كامل وزير التصنيع العسكري الذي انشق عن صدام عام 1995ثم قُتل من قبل عشيرته عام 1996) ايضا في هذا الشهر لكن لا احد من اولادي ولد بهذا الشهر".
خاتم من الوالد
وأضافت "أتذكر في ميلادي الذي سبق حربنا مع إيران بأيام قليلة حضر والدي كعادته للغداء في فترة استراحة بين الدوامين الصباحي والمسائي في القصر الجمهوري في كرادة مريم وصار يناديني أبوالرغد.. أبو الرغد.. نزلت مسرعة وقد تحضرت لحفلة المساء لقضاء هذا اليوم مع صديقات المدرسة.. كانت الساعة الثانية ظهرا وكان والدي ينتظرني أسفل السلم في بيت أهلي القديم في منطقة القصر الجمهوري، المنطقة الجميلة المليئة بالبطولات والفخر للعراقيين وتاريخهم، المنطقة التي صار يطلق عليها اسم (الخضراء) وسط تاريخ أغبر لا يمت بأي صلة للخضار والأصالة لنقرر منذ اليوم الاول ان نستنمر بتسميتها بالقصر الجمهوري الذي يليق أكثر بتاريخ العراقيين لا (الخضراء) كما يريدون هم" على حسب قولها.
وأستطردت "كان والدي مبتسما وحاملا علبة صغيرة بيده، عندما وصلت قبلني وهنأني بيوم ميلادي وسألني عن التحضيرات لهذا اليوم.. ابتسمت خجلة وصرت أسرد له التفاصيل بشكل واضح ومختصر، فتح العلبة وهو ينظر إلي مبتسما.. كان بداخل العلبة خاتم جميل به حجر دائري لبسته بيدي بالحال وكنت سعيدة جدا بذلك الخاتم.. في المساء احتفلت مع الاصدقاء وبعض المقربين من الوالدة وكنت ارتدي ثوبا أحمر وكان أول ما ارتديت من تصميمي ولاني وهذه المعلومة لايعلمها كثيرون اصمم ملابسي في بعض الاحيان وأغير من تصميم الملابس الجاهزة احيانا اخرى".
الحرب العراقية الايرانية
ثم عرجت رغد صدام حسين للحديقة عن يوم اندلاع الحرب العراقية الايرانية في 22 أيلول سبتمبر 1980 قائلة "بعد ايام ليست بعيدة شنت ايران عدوانها على وطننا واندلعت الحرب التي استمرت 8 سنوات تلك الحرب التي انتقدها البعض واعتبر البعض الاخر ان لاداعي لها رغم ان دلالاتها وأسبابها معروفة وواضحة للجميع" من دون ان تبين رأيها بذلك.
مخطط لاحتلال المنطقة
واشارت الى انه "اتضح وبمرور السنين ان رؤية الوالد (صدام) لوضع المنطقة وما يخطط لها كان أكثر عمقا وشمولية من الاخرين.. وكان يعلم ان احتلال المنطقة مخطط له من قبل الدول الكبرى .. قاتل الفارس البطل وجيشه المقدام وشعبه الصابر العدو بشجاعة منقطعة النظير وأوقف الحلم الفارسي واطماعه التوسعية وأنتصرنا انتصارا كبيرا افتخرت به الامة العربية وألمنطقة كلها .. اليوم كلنا يتطلع الى البطل الذي يطوي صفحات الاحتلال وتداعياته والاطماع التوسعية في المنطقة".
واشارت الى ان العراق "مر بصعوبات كبيرة الا ان هذه المرحلة أصعب من كل ما مررنا به من مراحل لان بعض من يحمل الجنسية العراقية كانوا جزءا مهما من هذه المرحلة وهنا الصعوبة في خيانة الارض والضمير والاهل وكل القوانين السماوية".
واستدركت رغد صدام حسين قائلة "لا اعني ازاحة هؤلاء مستحيلة بل العكس ازاحتهم اسهل مما يعتقده البعض أو مما يصوره لنا الاخرون .. هذه المرحلة الى زوال باذن الله لا محالة وكل المؤمنين ببلدهم يرون النور آخر النفق" كما قالت.
واضافت منوهة "لن ننسى ان نضع ثقتنا عالية بالله سبحانه وتعالى معنوياتنا ونزيد اصرارنا وعزمنا بعد التوكل على الله لتحقيق هدفنا في استقرار العراق وتقدمه واعادته الى مكانته التي يتمناها كل المحبين له فمع الارادة لا شئ مستحيلا" .. وختمت قائلة "كل عام والعراقيين بحفظ الله وعز وكرامة..كل عام والعراق بأفضل حال.. وما النصر الا من عند الله".
وريثة العائلة
يشار الى ان رغد ولدت في بغداد عام 1968وهي الابنة الأولى والكبرى لوالديها صدام حسين وساجدة خير الله طلفاح.
وآخر مرة التقت رغد والدها صدام كانت في منزله قبل أيام قليلة من الغزو الأميركي للعراق في نيسان أبريل عام 2003 حيث جمع كل أفراد أسرته وطلب منهم أن يتحلوا بالقوة وأن يتوقعوا أن تقصف بيوتهم وتم تسريب خبر وقتها بأن ابنتا صدام رغد ورنا موجودتان مع أطفالهما في الموصل الشمالية ثم غادرا سيراً على الأقدام على الساتر الترابي الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا ومكثا بضعة أيام بحسب موسوعة ويكيبيديا ثم انتقلا إلى الاردن من العائلة الهاشمية المالكة التي منحتهم جوازات عربية لعدم استطاعتهم الحصول على الجواز العراقي إضافة إلى راتب شهري ومنزل للسكن.
وبرغم ان رغد لم تخض المعترك السياسي وظلت بعيدة عنه لكنها تعدّ الوحيدة من عائلة الرئيس السابق التي تدخلت سياسيا بعد الاحتلال الاميركي للعراق واعتقال والدها متأثرة كثيراً بشخصيته وكانت تصلها رسائله من معتقله واستطاعت أن تفرض نفسها كوريث رسمي لصدام حسين وعائلته وإن كان بالمعنى الإنساني للوراثة·