أخبار يوم ٢٢ أيلول
تم
أخبار يوم ٢٢ أيلول
١-السومرية… عطل في "تويتر" يثير شكاوى المستخدمين في أنحاء مختلفة من العالم… اشتكى مستخدمو "تويتر" في دول مختلفة من اضطرابات واسعة النطاق في عمل الشبكة الاجتماعية، وفقا لبيانات موقع Downdetector المختص في مراقبة انقطاع الإنترنت عن المنصات العالمية. وبدأت الشكاوى حول مشاكل عمل الشبكة الاجتماعية في الظهور بعد حوالي الساعة 20:41 بتوقيت موسكو، حيث تم الإبلاغ عن الأعطال بشكل رئيسي من قبل المستخدمين الأمريكيين.كما لوحظ العطل في كندا وعدد من الدول الأوروبية منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وأيرلندا وإسبانيا وإيطاليا وروسيا. واشتكى معظم المستخدمين من صعوبة تشغيل موقع وتطبيق "تويتر".
٢-السومرية… الصحة العالمية تسجل نحو نصف مليون إصابة جديدة بكورونا
سجلت منظمة الصحة العالمية خلال الساعات الـ24 الماضية حول العالم نحو 450 ألف إصابة وأكثر من 7 آلاف وفاة جديدة بعدوى فيروس كورونا "كوفيد-19".وأفادت إحصائية المنظمة اليوم الاثنين برصد 453600 إصابة جديدة بالفيروس، مقابل 503 آلاف في بيانات الأحد، ليرتفع عدد الحالات العام في العالم إلى مستوى 228.394 مليون.وأضافت المنظمة أنها سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية 7287 وفاة جديدة جراء المرض مقارنة مع 7665 في إحصائية الأحد، لتصل حصيلة ضحايا الجائحة في العالم إلى 4690186 متوفيا وسبق أن توقع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم سيتجاوز حاجز 300 مليون حالة في أوائل العام المقبل.
٣-ار تي… الحرس الثوري الإيراني يعلن تدمير مقرات لـ"جماعات معادية" في العراق… أعلن الحرس الثوري الإيراني، أن قواته دمرت 4 مقرات لـ"جماعات معادية للثورة" في كردستان العراق، مستخدمة "القذائف الذكية ردا على تحركاتها الحدودية الأخيرة". ونقلت وكالة "تسنيم" عن القيادي في الحرس الثوري مجيد أرجمند فر قوله إن "هذه الجماعات المعادية للثورة تم تنظيمها من قبل مجموعة من استخبارات الدول المعادية والأجنبية وحتى بعض الدول العربية في شمال العراق".واعتبر أن هذه الدول تسعى إلى "تنفيذ أهدافها وإيجاد عقبات في طريق الجمهورية الإسلامية"، مضيفا أن "هذه الجماعات المعادية للثورة كانت موجودة على مسافة قصيرة من الحدود الإيرانية ولقد وجهنا لهم التحذيرات اللازمة".وأشار إلى تحذير إيران للحكومة العراقية قائلا "لقد حذرنا من أنه في حالة ملاحظة أدنى خطأ من هذه الجماعات المعادية، فإنها ستتلقى ردا شديدا".
٤-ار تي… طالب عربي من بين المصابين بالهجوم المسلح بجامعة بيرم الروسية
كشفت وسائل إعلام روسية أن من بين المصابين في الهجوم الذي نفذه مسلح، صباح اليوم الاثنين، في جامعة بيرم الروسية بمنطقة الأورال، طالب عراقي، أُصيب أثناء محاولته حماية فتاة من الرصاص. وقال الطالب العراقي إنه وقف أثناء الاستراحة، عند النافورة، في حرم الجامعة، ورأى شابا يرتدي ملابس سوداء يحمل سلاحا، وبدأ يطلق النار وأوضح أن فتاة كانت تقف بجواره واستلقت على الأرض عندما سمعت الطلقات، فحاول حمايتها من الرصاص، ما أدى إلى إصابته بطلق ناري. وأسفر الهجوم الذي نفذه شاب صباح اليوم الاثنين، في جامعة بيرم بمنطقة الأورال عن مقتل 6 اشخاص وإصابة 24 آخرين.
٥-سكاي نيوز… الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي.. 10 حالات كل ساعة
في آخر إحصائية شهرية عن حالات الزواج والطلاق في العراق، نشرها مجلس القضاء الأعلى، بلغ عدد الزيجات الجديدة في شهر أغسطس الماضي قرابة 23500 حالة زواج، فيما بلغ عدد حالات الطلاق بينها نحو 6250 حالة طلاق، بنسبة تقارب 30 في المئة من إجمالي عدد حالات الزواج التي تمت خلال شهر واحدفقط. وقد أثارت هذه النسبة المرتفعة القلق من تصاعد ظاهرة الطلاق التي تعصف بالمجتمع العراقي، وتؤثرسلبا على أمنه واستقراره، فهذه النسبة تعبر، بحسب المختصين، عن اتساع نطاق دائرة التفككالأسري، وما ينجم عنه من مشاكل وأزمات اجتماعية حادة ومتناسلة، حيث تحصل كل يوم نحو 210 حالة طلاق تقريبا، بواقع قرابة 9 حالات في الساعة الواحدة.ويرى المختصون في علم الاجتماع، أن ارتفاع حالات الطلاق نتاج طبيعي لتراكم الأزمات الاقتصاديةوالأمنية والاجتماعية والصحية في البلاد، خلال الأعوام القليلة الماضية، سيما في ظل تفشي فيروسكورونا المستجد، وتبعاته الاقتصادية والنفسية الكارثية. عن خطورة ما يحدث، تقول الأستاذة الجامعية الدكتورة بشرى العبيدي، في حوار مع موقع "سكاينيوز عربية": "معدلات الطلاق تزداد بشكل مهول ومخيف في الآونة الأخيرة، والسبب الأساسي هوالعنف الأسري، كما هو مدون لدى مجلس القضاء الأعلى، فضلا عن الزيجات القسرية والزيجاتالمبكرة للقاصرات، فهذه الأسباب الثلاث الرئيسية هي التي تقف خلف غالبية حالات الطلاق المسجلةبالعراق، فالزيحات القسرية وزيجات القصر كلها تتم خارج إطار المحاكم، ولهذا فإن عدد حالات الطلاقالتي تتم خارج تلك المحاكم، هو ضعف تلك التي تتم ضمن المحاكم، كما هو واضح مثلاخلال إحصائية الشهر الأخير". وتضيف بشرى، وهي عضو سابق في مفوضية حقوق الإنسان بالعراق: "تصاعد حالات الطلاقوالعنف والإذلال الذي يسبقها ويرافقها، من يدفع ثمنه بالدرجة الأولى هم الأطفال، الذين هم أكبرضحايا كارثة الطلاق، فالسيدة المطلقة مثلا، تستطيع تدبير أمورها والبدء بحياة جديدة، لو قامتبتقوية شخصيتها مع أن مجتمعنا مع الأسف لا يشجع على إثبات النساء لذواتهن، وهكذا تفرز حالات…الطلاق قنابل موقوتة، لعل من أبرز نماذجها أطفال الشوارع، الذين هم في غالبهم ضحايا نتاج طلاقآبائهم، حيث يقعون بسهولة ويسر في فخاخ العصابات الإجرامية والدعارة والسرقة، وبيع الأعضاءالبشرية والمتاجرة بهم". وعن سبل كبح هذا التصاعد المضطرد في معدلات الطلاق في العراق، تقول العبيدي: "لا بد أولاوقبل كل شيء من وقف العنف الأسري، ولا بد هنا من سن قانون يقضي بتحريمه وتجريمه، ولايسمح بتاتا بالإفلات من العقاب، فالقوانين النافذة في بعضها غير رادعة وغير كافية، في هذا المجال،بل وتقوم في بعض بنودها بإيجاد تبريرات تخفيفية لمن قام مثلا، بحرق زوجته أو تعنيفها وضربها،وحتى قتلها، تحت ستار ما تسمى جرائم الشرف، وقس على ذلك".وتتابع الناشطة العراقية في مجال الدفاع عن المرأة والطفل: "ومن ناحية ثانية لا بد من توعية المجتمعبحقوق النساء، وبأن الرجولة لا تعني ممارسة العنف ضد المرأة، وأنك كرب أسرة يجب أن تكونوبالضرورة عبوسا وعنيفا وصارما، في تعاطيك مع شريكة حياتك ومع أطفالك، كما هي الصورةالنمطية السائدة في مجتمعنا". من جهتها، تقول نسرين وهي سيدة عراقية مرت بتجربة الطلاق، في حديث مع موقع "سكاي نيوزعربية": "لكوني ما عدت قادرة على إكمال الطريق مع زوجي السابق طلبت الطلاق، ففي النهاية الزواجيحتاج لتوافق وتفاهم وتقارب فكري، وانسجام في العادات والتقاليد، بغض النظر عن الاعتباراتالعاطفية، لكن غالبية قصص الطلاق تختلف عن قصتي، وهي لنساء تم تطليقهن من قبل أزواجهنتعسفيا ولاعتبارات تتعلق أساسا، بنزعات ذكورية تقوم على احتقار الزوجة، والنظر لها كعاملة منزليةلنقل أو منجبة ومربية للأطفال". وتضيف: "الطلاق ليس نهاية العالم بل قد يشكل بداية جديدة وواعدة، لكن لنعترف أن الغالبيةالعظمى من المطلقات يعانين الأمرين من بعده، ويعشن حياة مليئة بالمصاعب والضغوطات الخانقةالذاتية والموضوعية".
٦-شفق نيوز/ أعلنت وزارة الداخلية العراقية، صدور حكمين بالاعدام بحق شخص نفذ جريمة قتل مروّعة هزت الرأي العام في بغداد.وذكرت الوزارة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، ان محكمة جنايات الكرخ أصدرت حكمين بالإعدام شنقاً بحق المدان الذي نفذ جريمتي قتل لصاحب اسواق (ميليا مول) وابن شقيقته في منطقة الغزالية غربي بغداد.وبينت ان الجريمة نفذها شقيقان قاما بعد قتل الضحيتين بسرقة إيرادات الأسواق ولاذا بالفرار، مضيفة انه بعد مطاردة استمرت لفترة وامتدت في ثلاث محافظات تم التوصل اليهما في محافظة صلاح الدين، والاشتباك معهما مما أدى الى مقتل احدهما والقبض على الاخر.
٧-شفق نيوز/ أفادت وزارة الصحة في حكومة إقليم كوردستان، يوم الاثنين، بتسجيل 12 وفاة و1285 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة الماضية.وجاء في بيان للوزارة ورد لوكالة شفق نيوز، ان مختبراتها اجرت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية 9426 فحصا جديدا، اظهرت اصابة 1285شخصا جديدا بالفيروس.واشار البيان الى ان 1175 مصابا اكتسبوا الشفاء من الفيروس خلال المدة نفسها، مؤكدة وفاة 12مصابا في جميع مناطق الاقليم.وبشأن الاحصائيات الإجمالية، اشار بيان الوزارة الى انها قامت بحجر 21871 شخصا منذ ظهور الفيروس في الاقليم خرجوا جميعا، مؤكدا اجراء ما مجموعه 3047093 فحصا اظهرت اصابة 320105 شخصا بالفيروس عوفي 286525 مصابا منهم وبقي 27856 مصابا منهم تحت العناية الطبية، مقابل وفاة 5724 في جميع مناطق الاقليم.
٨-الشرق الاوسط……رواية تسجيلية توثق تفاصيل من الحرب العراقية ـ الإيرانية… (صوت الطبول من بعيد» لفلاح رحيم………د. نادية هناوي
الرواية التسجيلية نوع سردي ينضوي في جنس الرواية، وقليلاً ما نجد الكتاب يميلون إليه، وقد يكون السبب خصائصه الفنية والموضوعية التي تجعل الكاتب في حالة تأهب وهو يحشد طاقاته ويبذل مجهوداته، معتنياً بالتفاصيل وجامعاً الوثائق. وهذا ما يجعل الرواية التسجيلية في الغالب ذات حجم يتجاوز الحجم المألوف في الأنواع السردية الأخرى.وليست الرواية التسجيلية رواية واقعية تهتم بالزمن في حركته النفسية؛ بل هي رواية التفاصيل بكل خصوصياتها، لا بمعنى رسم صورة تقريبية للمجتمع أو تقديم وجهة نظر تعبر عن رؤية العالم؛ بل بمعنى رصد الحياة في تفاصيلها؛ أفكاراً وأحداثاً كانت قد حصلت خلال حقبة تاريخية، وهو ما يجعل حظ هذه أوفر في السير على طريق الحقيقة، وكلما ارتبط السرد بالحقبة التي يسجلها، ازدادت قيمته الفنية.وقد تكون هذه الحقبة التي تُعنى بها الرواية التسجيلية يوماً واحداً، وقد تكون شهوراً أو سنوات، وما يقوم به الكاتب هو تسجيل أحداثها، منطلقاً من ذهن شخصية واحدة، عليها يظهر فعل القدر كفاعل مركزي لا يدرك؛ لأنه غامض ولا يمكن تقنينه، وتأثيره يظهر في وعي الشخصية وعواطفها وعلاقتها بالزمان والمكان. وقد يملأ هذا الكاتب من ذهنية هذه الشخصية الواحدة عدة مجلدات؛ كما يقول إدوين موير.
وأهم ميزات السرد التسجيلي الاهتمام بالتفاصيل التي قد تكون من الغرابة واللاواقعية بما لا يمكن معه الارتفاع بها تخييلياً؛ لأنها من شدة واقعيتها تبدو متخيلة. وقد يغدو تسجيل الأحداث أكثر مباشرة وأقل اهتماماً بالأبعاد النفسية للشخصية وأقل شمولاً وعمومية. ومن هنا غدت التفاصيل وسيلة هذه الرواية وأداتها في بلوغ هدفها المتمثل في الحقيقة. وما من قانون يحكم الرواية التسجيلية؛ لأنها لا تركز على مجال حياتي واحد، كما لا يشترط في هذه الرواية وجود حبكة منظمة؛ لأنها متحررة في نظامها وليس لها إطار صارم، فالزمان ينمو ويتطور بلا مبالاة وبلا ملامح ولا إنسانية. والزمان هو المسرح الذي عليه تتجسد حياة الشخصية، وما يطرأ عليها بسببه من تغييرات ضرورةً وصدفةً، بينما يظل هو نفسه قائماً من دون تغيير في انتظام حركته وفاعلية دوره الذي هو تكراري أبدي ولا نهائي.وإذا كانت فكرة الرواية التسجيلية منبثقة من رصد حقبة تاريخية؛ كأن تكون حرباً كونية، أو ثورات ومظاهرات عالمية، أو أزمة مالية كبرى، فإن الذي ينبغي على الروائي فعله هو تسجيل أكثر ما بإمكانه تسجيله ووصفه من أحداث حتى يغدو الحدث الواحد عرضياً، ولا أهمية له إلا مع مجموعة الأحداث التي تتداخل فيها عوامل الشك والمصادفة والحرية. وقد يكون التفلسف هو الفاعلية العقلية الأنسب التي إليها يرتكن السارد في الارتقاء بالبعد التسجيلي للسرد ليكون بمستوى الحقبة وبكل ما فيها من ديمومة وقسوة واتساع.ومن أهم كتّاب هذه الرواية عربياً صنع الله إبراهيم في روايته «1970»، وإسماعيل فهد إسماعيل في روايته «الشياح»، وجهاد مجيد في روايته «تحت سماء داكنة». ورغم أن تاريخنا المعاصر مليء بالحقب العصيبة المتخمة بالتفاصيل المريرة والعجيبة، فإن الاهتمام يبدو قليلاً بتسجيلهاً روائياً، وقد لا أجانب الصواب إذا قلت إنها اليوم نادرة في أدبنا العربي في مقابل طغيان الروايات الدرامية، كما أن نقدنا الأدبي أيضاً لم يقم بدوره في التنظير لسرديات التحقيب والتسجيل.
ومن الروايات التي بُني سردها على التحقيب والتسجيل رواية «صوت الطبول من بعيد» للكاتب فلاح رحيم والصادرة عن «دار الرافدين» ببغداد 2020، وفيها سرد لحقبة مهمة من تاريخ العراق المعاصر، وهي حقبة الحرب العراقية - الإيرانية التي حشّد السارد الموضوعي طاقاته في سبيل تسجيل تفاصيلها من خلال بطله «سليم» الجندي والمترجم والعاشق الذي ظل واقعاً تحت أسر القدر الذي لا فرار منه؛ بدءاً من حدث التسريح من الخدمة الإلزامية، ومروراً بأحداث الالتحاق بالخدمة مجدداً، وانتهاء بآخر حدث والبطل لا يزال جندياً يكابد معمعان الحرب مكتوياً بسعيرها. ورغم أن الرواية كبيرة بأربعمائة صفحة إلا نيفا، فإن السارد لم يصل إلى شيء أو وصل إلى اللانهاية كحقيقة للزمان الذي يظل ثابتاً في استمراره وتنوعه.وقد عايش «سليم» قدره كما عايشه الناس، وشاهد ما شاهدوه، فأدرك أن حياته مجرد حدث عارض في حرب هي الفوضى... «هل تصلح هذه الفوضى لسرد حكاية لها بداية ووسط ونهاية؟ لا عجب أن الحروب الكبيرة قد مزقت السرد» (الرواية، ص7).وقد انقسم تسجيل حقبة الحرب إلى 3 أقسام: القسم الأول «فاصل غريب»، وفيه يقص السارد أحداث الأشهر الثلاثة التي فيها كان التسريح بمثابة الميلاد: «كان الخامس من تموز (يوليو) عام 1980 هو موعد الانعطافة التي طال انتظارها، غادر سليم المعسكر الغاطس في رمال أم قصر لأول وآخر مرة بملابسه المدنية» (الرواية، ص13). وقد مكّن استعمال السارد صيغتي الاسترجاع والاستبطان من تسجيل الوارد والشارد مما له صلة بحقبة الحرب الثمانينية ليكون الماضي هو الملاذ من الحاضر القاسي والبائس، وكما يقول إدغار موران: «عندما نفقد المستقبل وعندما يكون الحاضر مقلقاً وبائساً؛ فماذا بقي لإنجازه؟ الطريقة الوحيدة للخلاص من هذا الإحراج هي العودة إلى الماضي الذي يكف عن كونه نسيجاً من الإقصاءات ليصبح ملاذاً»... («عنف العالم»، ص77).وقد عكست الاسترجاعات صوراً بانورامية لما كان يعتمل في الشارع العراقي آنذاك من أحداث وأحوال وآراء حول الآيديولوجيا، والانتماء، والهرب، والعمل... وغيرها. والبادي أن السارد تخلص من الدخول في مماحكات السياسة وجدالاتها من قبيل الحديث عن الثورة الإيرانية أو التسفير والتبعية أو تدفق الأشقاء المصريين، من خلال جعل بطله (سليم) نافراً من السياسة بعيداً عن شؤونها.
والقسم الثاني عنوانه «يوميات أيام تتطاير كالغبار»، واعتمد السارد في بناء هذا القسم صيغة كتابة اليوميات، مسجلاً ما كان يجري على جبهات القتال؛ بادئا بيوم الالتحاق 1 - 6 - 1981، ومنتهياً بيوم الإجازة 2 - 7 – 1981، مستعيداً فيه حياته المدنية، وكيف وثّق علاقته ببيانكا بولندية الجنسية إيرانية الأصل، في إشارة غير مباشرة إلى فعل الضرورة والمصادفة اللتين بهما تتأكد جدلية الحياة في امتزاج الحب بالحرب، والحكمة بالهمجية، والسياسة بالقدر، والرقة بالشراسة، والحياة بالموت. وهو ما ساهم في إلقاء مزيد من الضوء على مناطق قد لا تستطيع أنواع الرواية الأخرى الكشف عنها.والقسم الثالث «ما وراء الخير والشر»؛ وفيه استعمل السارد طريقة تبادل الرسائل، ولكن القدر يظل هو وحده المتحكم في مصائر الحيوات، و«سليم» لا ينفك واقعاً تحت هول الحرب وقرقعة أسلحتها الفتاكة فيتوجس خوفاً من الموت، وما الخوف من الموت سوى معادل موضوعي للخوف من الفوضى. ولأن تحبيك السرد التسجيلي بلا نظام أو قانون، لذا كثرت المقاطع الفكرية داخل هذه الرواية، وفيها يتفلسف السارد مقتحماً السرد بأفكاره تارة، ومستبطناً أفكار بطله مشاركاً إياه تحليلها تارة أخرى. ومن المقاطع الفكرية؛ ما يرد في شكل تناصات مع أقوال المفكرين يستحضر السارد عبرها ثقافته التراثية والغربية، كهذا المقطع: «كان مؤلف (جلجامش) أقرب إلى الصواب عندما جعل الأنثى وسيلة تدجين انكيدو والاقتراب به من الحضارة من د. هـ. لورنس الذي أنفق في قراءته أياماً طويلة وظن اعتماداً عليه أن الأنثى هي اللاوعي الحسي الذي يخرج بالرجل من تحضره وعقلانيته» (الرواية، ص61). فضلاً عن استدعاء بعض الأقوال لفلاسفة؛ منهم كيركغارد الذي نقل عنه السارد قوله: «إنك لن تتمكن من رؤية صورتك في المرآة إن لم تقف ساكناً» (الرواية، ص44).ومثل ذلك نجده في المقاطع الميتاسردية التي تبزغ داخل الرواية بين الفينة والأخرى من دون أن تؤثر في تحبيك السرد؛ بدءاً من الاستهلال الذي ساقه الكاتب في شكل حوار افتراضي بينه وبين سارده الموضوعي، ومروراً بوقفات كثيرة في المتن الروائي، يشاكس فيها السارد الكاتب أو يساومه على التفاصيل وأنه لن يفضحها كلها في جزء من تمويه القارئ وإيهامه. وقد يباغت السارد بطله، واقفاً خارج النص، قائلاً: «لا تقلق ولا تبتئس؛ هنالك ما هو أبعد منك ومني في هذه الحكاية... تنح جانباً... استرح واترك لي القياد» (ص9). أو قوله: «لكن لا بد من التأني وعدم الانصياع لرغبة سليم في حذف هذه الواقعة التي يراها عقيمة من الحكاية... لنتابع صاحبنا يتدحرج في الحر إلى محبسه في الزعفرانية» (ص20).ويدلل استعمال الصيغ الثلاث «الاسترجاع، واليوميات، والرسائل» في رواية «صوت الطبول من بعيد» على أن هذه الصيغ ليست سوى أشكال سردية تخدم «الرواية التسجيلية» التي هي نوع سردي ينضوي في «الرواية» التي هي جنس عابر على الرواية التسجيلية وعلى غيرها من الأشكال والأنواع السردية الأخرى.
مع تحيات مجلة الكاردينيا