قصة قصيرة - داليا والذئب - الجزء الثاني
بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة - داليا والذئب - الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/50702-2021-09-13-08-06-04.html
امسكت زوي يد ابنتها وخرجت بها لتركبا سيارة الاجرة ثم اغلقت الباب ورائها. قربت مادي من باتريك وسألته،
مادي : الى اين ستذهب زوجتك؟
باتريك : انها ذاهبة لمنزل امها بكالفورنيا فهي دائماً تلح عليها وتدعوها لزيارتها لكنها لا تستجيب. اليوم ستذهب هناك وستبقى معها بشكل دائم.
مادي : دعها تذهب الآن، لعل ذلك هو الافضل.
باتريك : وكيف يكون ذلك افضل؟
مادي : لان الطفلة ستكون بأمان هناك وبعيدةً عن اعين المجرم الذي جاء الى هنا كي يختطفها.
باتريك : ولكن قولي لي كيف عرفت كل ذلك؟ كيف تأكدت ان المجرم يريد خطف ابنتي؟
مادي : ساخبرك بالتفصيل عن عملية مطاردتي لابن الزانية هذا. الآن اشعر ان جفوني صارت تلتصق ببعضها البعض واريد ان انام قليلاً فانا متعبة جداً من تلك الخشبة المقيتة التي يسمونها سرير الحجز.
باتريك : دعيني اخذك للصالة لاعطيك شراشف نظيفة وملابس من دولاب زوي.
مادي : لا اريد منها اي ملابس. سانام بملابسي شكراً.
باتريك : اتسمين هذه ملابس؟ انها مجرد قصاصات مهلهلة وذاهبةٌ فوراً للمحرقة، فهي عفنة ورائحتها تحبس الانفاس. ساعطيك ملابس نظيفة من دولاب زوي ولا اريد نقاشاً، مفهوم؟
مادي : امرك يا كعكتي.
باتريك : ها... ماذا قلنا؟
مادي : لقد اشتقت لذلك الاسم، ارجوك لا تحرمني من النطق به.
باتريك : حسناً بامكانكِ ان تقوليه ولكن فقط عندما نكون بمفردنا، مفهوم؟
قفزت من مكانها واحتظنته وقالت،
مادي : مفهوم يا كعكتي انا موافقة.
دخل باتريك غرفة نومهِ فتح الدولاب وصار وينبّش بملابس زوجته حتى عثر لها على سروال جينز وقميصاً ابيضاً وبدلة نوم وبعض الملابس الداخلية الاخرى حملها كلها وذهب بها الى غرفة الجلوس فتح الباب باللحظة التي كانت مادي تخرج من الحمام مستوزرةً منشفة وردية حول جذعها وشعرها الاشقر المبلل كان يتدلى ويقطر ماءاً فوق كتفها. كان منظرها مثيراً للغاية الا انه اعتذر منها وادار رأسه بعيداً. قهقهت مادي وقالت له تعال يا بات لا تخجل، ليس هناك شيء لم تره من قبل. لكنه وضع الملابس على الاريكة وفر هارباً الى المطبخ. نادته ثانية فادخل رأسه من باب المطبخ وقال،
باتريك : ماذا هناك؟ هل ينقصك شيء آخر؟
رفعت حمالة الصدر باصبعها تستعرضها عليه وتهزها يمين شمال قالت،
مادي : كيف سارتدي هذه؟
باتريك : انتن النساء بارعات بارتداء حمالة الصدر، اغلقيها من الامام ثم ادريها الى الخلف كما تعمل كل النساء. انت لا تحتاجيني لاساعدك بارتدائها.
مادي : انا لا اقصد عملية ارتداء الحمالة ولكن هناك مشكلة اساسية يا بات. زوجتك ترتدي حمالة صدر بحجم A وانا ارتدي C والفرق واضح تماماً لان ذلك سوف يضغط على نهدي ويخنقني. بعبارة اخرى انا لا استطيع ارتدائها لانها صغيرة جداً.
باتريك : حسناً ابقي من دون حمالة صدر اليوم. غداً ساشتري لك بعض الحمالات المناسبة من المتجر.
مادي : بكل الاحوال، انا لا احتاج اليها الآن لانني سانام من دون حمالة. هل تريد ان تقرأ لي قصة ما قبل النوم؟
ضحك باستخفاف وقال،
باتريك : هيا نامي فامامنا يوم طويل غداً.
اغلق باب الصالة عليها فتعرت تماماً وارتدت بدلة النوم ثم استلقت على الاريكة ففاجأها دفئ الغطاء. تفحصت الاغطية كلها لتجد غطائاً كهربائياً يسخن مضجعها. ابتسمت وقالت، "ما زلت تحبني وتعتني بي يا كعكتي".
في صباح اليوم التالي استيقظت مادي على طرق باتريك للباب فقالت بصوت عالٍ،
مادي : لقد استيقظت يا كعكتي ، ساخذ حماماً سريعاً ثم اتيك الى المطبخ.
باتريك : اسرعي إذاً لانني باشرت باعداد الطعام.
بعد حمامها خرجت مادي الى الصالة فادار باتريك رأسه ليراها تتخطى في سيرها وقد ارتدت سروال زوي الجينز الازرق وقميصاً ابيضاً قامت بربط اسفله على خصرها. كان القميص قاتماً لا يظهر ما تحته الا ان حلمتيها كانتا بارزتين تدفعان القميص وكأنما تريدان اختراقه بشكل ملفت للنظر. تطلع اليهما وكادت عيناه تخرج من محاجرها ثم اصدر زفيراً وتنهيدة واضحة كأنه يتحسر على حظه التعيس. ابعد نظره بصعوبة كبيرة ونظر الى الطعام قال،
باتريك : اعددت لك فطيرة البانكيك مع عسل السكر.
مادي : يا الهي، لا زلت تتذكر ذوقي بعد كل تلك السنين! انت تعلم كم احب الفطائر!
باتريك : وكيف انسى السنين الاربعة الجميلة التي عشناها سوياً.
بتلك اللحظة حس انه قد تمادى بوصف عشرته لها فاعتذر وقال،
باتريك : عفواً... اجلسي... هيا ستبرد القهوة.
مادي : شكراً عزيزي كل شيء يبدو رائعاً. دعني ابدأ بالقهوة.
ترشفت منها فشعرت بتدفق الدفئ والنشوة الى دماغها.
مادي : اوه يا ربي، كم تمنيت هذه القهوة منذ زمن بعيد.
باتريك : لماذا؟ الم تتمكنِ من شراء القهوة؟
مادي : كنت اقيم بفنادق من الدرجة العاشرة وهناك لا يقدمون قهوة جيدة. احياناً كنت اضطر للنوم على قارعة الطريق. وكما تعلم فالخدمات هناك شبه معدومة.
ضحك الاثنان وبدئا بتناول الافطار. بعد ان فرغا منه وقف باتريك وقال لها،
باتريك : دعينا نذهب الى غرفة المكتب لتُرني كل الادلة التي جمعتيها.
التقطت مادي سروالها القديم المتسخ وفتحت طوية السروال باسفله لتخرج منه اصبع (يو اس بي) قالت،
مادي : لقد اخفيت هذه الفلاشة بداخل طوية السروال فلم يعثروا عليها بمركز الشرطة عندما فتشوني. اغلب الادلة بهذه الفلاشة ولدي نسخة ثانية منها والمزيد المزيد من المعلومات والادلة بالفندق. لكن دعني اشرح لك تفاصيل العملية من البداية وحتى النهاية ثم اقوم بعرض الصور ومقاطع الفيديو والنصوص: هل تذكر آخر لقاء لنا كان في مارس قبل خمس سنوات؟ كنت انا قد استلمت مكالمة هاتفية من شخص مجهول يضع مشفرٍ للصوت كي يخفي صوته وهو يدلني على موقع ابنتك داليا ؟ لم اشأ ان اقلقك وقتها لانني كنت اعلم ان زوجتك زوي غيورة جداً ولا تقبل ان اتحدث معك. لذا قررت ان اتحقق من الاخبارية بنفسي خصوصاً واننا استلمنا مئات المكالمات الكاذبة. ذهبت الى العنوان الذي اخبرني عنه المتصل المجهول فوجدت منزلاً صغيراً وجميع اضواءه منيرة. تسللت ببطئ شديد وعالجت الباب بالاسلاك حتى انفتح. دخلت للداخل فوجدت شخصاً يرتدي ملابس رياضية سوداء ويضع قناعاً اسوداً فوق رأسه. اشتبك معي بمعركة قصيرة لانتهي بضربه على رأسه بمزهرية كبيرة كانت بجانبي فخر على اثرها مغمياً عليه. دخلت الغرفة ثانية لاجد داليا راقدة دون حراك. اردت ان اعرف ان كانت لاتزال على قيد الحياة. هززتها قليلاً ففتحت عينيها وابتسمت بوجهي. فرحت كثيراً وقررت ان ارجع الطفلة اليكما ثم اعود كي اعتقل الجاني. بعد ان سلمت داليا الى امها زوي رجعت ودخلت منزل الجاني ثانية فلم اجد احداً هناك. بعدها...
قاطعها باتريك وقال،
باتريك : انا اعرف كل هذه التفاصيل. اخبريني بما لا اعرفه.
مادي : دعني اكمل لك التفاصيل يا كعكتي بشكل منطقي ومتسلسل: حينما سلمت داليا لامها، اتهمتني زوجتك زوي بانني كنت انا الخاطفة وزعمت وقتها انني سئمت من العناية بالطفلة لذلك قررت ارجاعها لاهلها. لكن الحقيقة لم تكن كذلك ابداً. وعندما رجعت باليوم التالي الى مركز الشرطة استدعاني مدير المركز الكابتن باول وقال، "لقد ارتكبتِ خطئاً جسيماً يا مادي، السيدة زوي تتهمك بخطف ابنتها وابقائها عندك لمدة اسبوعين. قمتِ بعدها بتسليم الطفلة لما تعبتِ من العناية بها". بالرغم من كل الحجج والبراهين التي قدمتها له لكنه لم يقتنع بكلامي وقال لو كان ادعائي صحيحاً لاخبرته بما اعمل ولذهبت بقوة دعم الى منزل الجاني. لكنني بدلاً من ذلك كله آثرت كسر البروتوكول والذهاب وحدي وهذا ما سيعرضني للمسائلة من قبل قسم الشؤون الداخلية. وكان ذلك هو الامر الذي ادى الى طردي من سلك الشرطة.
باتريك : انا اعلم كل ذلك. وماذا حصل بعدها؟
مادي : بعدها تركت مدينة بورتلاند وذهبت الى مزرعة عمي بمنطقة (كرافين ڨالي) بولاية (ايوا) كي استجمع قوايَ واطفئ نار غضبي بسبب طردي من الشرطة. رحب بي العم برايان واعطاني غرفة جميلة واسعة ببيته الريفي وطلب مني البقاء بمزرعته طالما شئت. بالفترة الاولى كنت اتسكع بالدار ولا اعمل اي شيء لكن العم برايان وبخني وقال انني يجب ان اعمل شيئاً كي اشغل به وقتي. لذا دعاني كي اعمل معه بالمزرعة واعطاني وقتها مهمة قيادة آلة الحصد. صرت احصد الذرة كل يوم واعود ادراجي لتصدر مني رائحة نتنة الكلاب المبلولة. لا اقوى سوى على اخذ حمامٍ ساخن ثم استلقي على سريري كالقتيل من الساعة السابعة مساءاً فاغرق بالنوم حتى يأتي الي في الصباح الباكر كي يدعوني للعمل. بقيتُ بهذه الحالة حتى انتهى موسم الحصاد فقلت له انني ذاهبة الى المدينة لاتنزه قليلاً. وفي المدينة دخلت احدى البارات وطلبت مشروباً كي استجمع به طاقتي فسمعت بالتلفاز بمحطة محلية عن طفلة قد اختطفت وقد تحدثت والدة الطفلة على التلفاز تناشد الخاطف وتتوسل اليه كي يعيد طفلتها الرضيعة. اعاد لي ذلك كله ذكرى حادث اختطاف داليا الذي لم يمر عليه سوى عام واحد. قررت من باب الفضول ان اذهب لمركز شرطة (ايوا) واستفسر منهم عن تفاصيل الخطف. وفعلاً ذهبت هناك لكنهم لما شموا رائحة الخمر الصادرة من فمي طردوني ولم يتعاونوا معي. هنا علمت انني يجب ان اقوم بشيئاً وحدي وان لا اعتمد على دعم من الشرطة. بدأت اتتبع الاخبار اولاً باول واسجل كل المعلومات الشحيحة التي كانت تردني من وسائل الاعلام.
باتريك : اين كنت تسكنين وقتها؟
مادي : كنت لا ازال اسكن ببيت العم برايان. ولما لاحظ عمي اهتمامي الزائد بالاخبار واحداث خطف الاطفال، نهرني وطلب مني ان اترك الامر وان اتهيأ لموسم الحصاد الجديد. لكنني اتخذت قراري وقتها وهو ان اترك المزرعة واقوم بالتحقيق بنفسي. لذا خرجت من المزرعة ولم اودع عمي حتى. انتقلت بعيداً عنه واستقريت بنفس الولاية في مدينة دي موين بفندق تعيس ليس له نجوم.
باتريك : وكيف كنت تكسبين قوتك؟
مادي : كنت قد بعت المنزل الذي ورثته عن والدتي ووضعت المبلغ في البنك ورحت استهلك منه المال بحذر شديد. دعني اكمل لك الحديث الآن: بقيت اسكن بذلك الفندق البائس وصرت اجمع القصاصت من الجرائد المحلية من خلال جلوسي بالمكتبة العامة لساعات طوال حتى وضعت يدي على نمط المجرم. تبين لي ان المجرم الذي خطف داليا كان يتنقل بالولايات ويقوم باختطاف الاطفال الاناث ثم يشرع بابتزاز ذويهم. وبعد ان يستلم المال منهم، يقوم باغتصاب الاطفال ثم يقتلهن كي لا يترك ورائه أي اثر. لكنه كان حذراً جداً، فهو لا يكرر نفس الجريمة بولاية واحدة لذلك بقي متوارياً عن انظار الشرطة الوطنية الـ (اف بي اي).
باتريك : لماذا لم تخبري الاف بي اي بما حصلت عليه من ادلة ومعلومات؟
مادي : ومن سيصدق شرطية متشردة مطرودة من وظيفتها وليس لها مأوى ثابت مثلي؟ اعتقد انك نسيت ما قلته لك سابقاً انني سبق وحاولت ان اتحدث مع العميل برجنسكي بالاف بي اي. وقتها كنت انا شرطية محترمة، ومع ذلك لم يجدي ذلك نفعاً. لذا قررت ان اواصل تتبع الموضوع بنفسي وان اصطاد ابن الزانية وحدي.
باتريك : طيب اكملي حديثك، انا استمع اليك، آسف عن المقاطعة.
مادي : واصلت ابحاثي برصد الصحف المحلية للولايات بداخل المكتبة العامة عن طريق الانترنيت حتى توصلت الى عملية جديدة للذئب بممفس. بالمناسبة اطلقت على المجرم اسم (الذئب) وسأخبرك بذلك لاحقاً. المهم، كانت العملية الجديدة بمدينة ممفس بولاية تنسي. ركبت سيارتي وسافرت بها الى ممفس وهناك صرت اتتبع ما يتحدثون به شرطة (جيرمان سيتي) التي وقع بها حادث الاختطاف. كنت ادون كل المعلومات التي كنت استرقها وانا اتلصص السمع على الشرطة التي كانت تجلس بالبار القريب من مركز الشرطة. وباحدى المرات جلست بالبار كي احتسي الويسكي فرأيت شاباً بالعشرينات من عمره. صرت اتفحص تقاطيع وجهه بدقة كبيرة حتى علمت انني اعرفه. انه براد جونسون هل تذكره يا كعكتي؟
باتريك : لا، لا اذكر براد جونسون. من هو هذا الشخص؟
مادي : بالتأكيد تتذكره حبيبي ماذا بك؟ القينا القبض عليه سوياً. كان لقبه ݘيب وقتها لانه كان يدخل على حواسيب الناس ويسرق ارقام حساباتهم من البطاقات الائتمانية وكلمات السر، ويقوم بعدها بشراء البضاعة من موقع الامازون ثم يبيعها بالشارع فيكسب الكثير من المال.
باتريك : اجل، اجل تذكرته الآن. اتذكر انك قمت باغوائه كي يدخل على حسابك ويسرق ارقام وهمية لبطاقتك مما جعلنا متأكدون من شخصيته فذهبنا سوياً الى منزل وادلته والقينا القبض عليه.
مادي : اجل هذا هو بعينه. المهم رأيت ݘيب يحتسي الجعة في البار فذهبت اليه وحييته قائلةً، "مرحباً ݘيب". لكنه عندما سمع كلمة ݘيب ترك كرسيه وفر هارباً الى خارج البار. ركضت ورائه وصرت اطارده من شارع لشارع حتى دخل زقاقاً صغيراً مغلقاً فوقف واستدار نحوي ثم اخرج خنجراً من جيبه. تقدمت نحوه وجردته من الخنجر ثم امسكت به عن قرب وقلت له، "اهدأ يا ݘيب، انا لا اريد ايذائك". قال، "ولماذا تتبعتيني وجئت ورائي إذاً؟" قلت له انني اردت شراء خدماتك" فضحك وقال، "لماذا تريد شرطية بورتلاند ان تتعاون معي وتشتري خدماتي هنا بممفس؟" اكدت له انني ما عدت اعمل بالشرطة الآن وانني اتابع مجرماً يختطف الاطفال الاناث ويغتصبهم ثم يقتلهم. هنا سألني عن ذلك المجرم فاخرجت له ملخص من احدى الجرائد المحلية بولاية ايوا فقرأها ثم نظر الي وسألني، "كيف عرفت انه نفس الشخص الذي يخطف الاطفال بباقي الولايات؟" فطلبت منه ان يأتي معي الى الفندق كي يرى جميع الادلة التي جمعتها بعينه. جاء معي الى الفندق واصيب بالدهشة لما رأى كل المعلومات التي الصقتها على جدران غرفتي والاطنان من الملفات على الطاولة. بتلك المرحلة وافق ان يساعدني وان يعطيني دورة في القرصنة على الانترنيت كي اتمكن من تتبع المجرم الكترونياً وطلب مني 1000 دولار كاجور كي يبقى معي بالغرفة لانه كان متشرداً هو الآخر ولا يملك سكن. وافقت على المبلغ الذي طلبه واسكنته معي بالغرفة. ومن تلك اللحظة صار ݘيب يُدَرّسني عن الحواسيب ويخبرني عن كل ما يتعلق بعناوين الانترنيت (آي پي ادريس) الثابتة والمتغيرة وكيف اتمكن من استخراجها من الرسائل الالكترونية اذكر انه قال "اكبر خطأ يرتكبه المجرم هو ارسال رسالة الكترونية email لكي يهدد بها فريسته لان الايميل يحمل معلومات مخفية بالامكان ان تدلكِ على عنوان المرسل الحقيقي". كذلك علمني كيفية اتلصص على الهواتف الذكية وعلى الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعية وما الى ذلك.
باتريك : كم دامت الدورة؟
مادي : 3 شهور. وقتها كنت انا مسؤولة عن طعامه وكسوته والمبلغ النهائي الذي تحول من 1000 دولار الى 5000 دولار بقدرة قادر.
باتريك : وبعد ذلك؟
مادي : وبعد ذلك ساومته على المبلغ ثم اعطيته 1500 دولار وودعته فرحل. كنت وقتها قد اصبحت خبيرة في التلصص الالكتروني وبامكاني الدخول على حسابات الاشخاص والمصارف وحتى مراكز الشرطة.
باتريك : بمعنى آخر اصبحت هاكّر مثله اليس كذلك؟
مادي : اجل كنت مضطرة الى ذلك، ولكن فقط كي اتمكن من تتبع الجاني وبالمناسبة فإن ݘيب هو الذي اقترح علي ان اطلق اسماً لهذا المجرم فسألته عن اي اسم يقترح، قال دعينا نسميه (الذئب). ولما سألته عن السبب قال بانه يتناسب مع الذئب الكبير الشرير الذي كان يحاول خطف الطفلة ليلى في قصة ليلى والذئب ومجرمنا يخطف الاطفال. لذا قمنا بتسميته الذئب.
باتريك : والآن اين وضعتِ كل الادلة والمستمسكات عن الذئب؟
هنا. امسكت بالفلاشة وقالت،
مادي : اغلب الادلة من صور ومقالت وعناوين فعلية وعناوين الكترونية ومقاطع فيديو موجودة بداخل هذه الفلاشة، جمعتها خلال السنوات الخمسة الماضية.