بيان ختامي
القس لوسيان جميل
[size=32]بيان ختامي[/size]
مقدمة يضعها اباء المجمع
نظرا للحالة الشاذة والظروف الصعبة التي تواجه العراقيين بكل شرائحهم وأديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الاجتماعية والسياسية والثقافية رأينا ان نعلن لأبناء كنيستنا الكلدانية ومن خلالهم لكل ابناء الشعب العراقي ما يلي:
1- بعد تأمل جدي بما آل اليه حال العراق منذ الاحتلال البغيض والى يومنا هذا اتفق آباء مجمع الكنيسة الكلدانية على ان الاحتلال الأمريكي للعراق هو السبب الرئيس لكل المشاكل الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي حلت بهذا البلد اضافة الى السياسة الأمريكية التي تعتمد على الماكيافلية والقوة الغاشمة لتحقيق مآربها، دون اكتراث بمصلحة الآخرين وبحقوقهم التي لا تقبل التصرف.
2- وبناء على ما تقدم لا يعد المؤتمرون الاحتلال الأمريكي خطأ كبيرا حسب بل يعدونه خطيئة جسيمة ضد ارادة الله التي لا يمكن ان تقبل بالظلم والجور، اضافة الى كونه مخالفة صريحة لحقوق الانسان العراقي ولكل الأعراف الدولية وقوانينها ولكل مكاسب الحضارة السلمية التي حصلت عليها البشرية خلال مسيرتها الطويلة.
3- يلاحظ المؤتمرون ان الاحتلال الأمريكي لم يكـن مجرد احتلال عسكري بل كان عدوانا شاملا واستباحة كاملة لحقوق الانسان العراقي الأساسية، بعد ان سمح المحتلون لأنفسهم بأن يدمروا مقومات الحياة في العراق ويدوسوا بأقدامهم كـل شيء عزيز وعظيم في هذا البلد المنكوب، حيث ان الاحتلال لم يحاول اجتثاث البعث والبعثيين حسب لكنه عمل مع حلفائه على اجتثاث الهوية العراقية العربية مـن جذورها، حتى بتنا نجد كل الهويات في العراق باستثناء الهوية العربية الأصيلة.
4- اننا نعتقد اليوم ان ما حدث فـي العراق لم يكـن ناتجا عـن سياسة خاطئة فقط ولكنه كان ناتجا عن سياسة شريرة لم تكتفي بتدمير بنية العراق التحتية بل عملت بنجاح على تدمير البنى البشرية ايضا بعد ان قسمت العراق الى شيعة وسنة وأقليات اخرى متصارعة بشكل دموي فيما بينها وبعد ان انقسم العراق الى مؤيد والى مقاوم للاحتلال، مع بروز فئات كثيرة تعمل تحت انظار المحتلين لصالح مشاريعها الخاصة ومشاريع المحتل، الأمر الذي زاد في طين العراق بلة وجعل العراقيين يحاربون بعضهم بعضا.
5- وعليه يرى المؤتمرون ان ما حدث للعراق وللعراقيين لا يمكن اصلاحه عن طريق بعض التغييرات البسيطة التي يعد المحتل بإجرائها ذرا للرماد في العيون، في حين يفهم الجميع من تصريحات المحتلين انهم لا زالوا متشبثين بأهدافهم الأولى.
لذلك يرى المؤتمرون ان خطيئة المحتلين لا تغفر الا بالتعويض الكامل عن كل الأضرار المادية والمعنوية والبشرية التي سببوها للعراق منذ ايام الاحتلال الجائر على العراق والى ايامنا هذه.
اما بداية التراجع عن الخطأ في رأينا فتكمن في ان يعترف المحتلون بخطئهم الحقيقي بدون لف ولا دوران، لأن فعلتهم الشنيعة لا تقبل عذرا ولا تجزئة. ثم يلي ذلك تراجع المحتل عن اهدافه الشريرة الأولى في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها بصدق وشفافية حيث يتوجب على المحتل ان يعبر عن تراجعه عن عدوانه رسميا بتدابير واضحـة ومقبولة من الشعب العراقي المظلوم.
اما بعد ذلك فيأتي قرار الانسحاب العسكري الذي لا يجوز ان يبنى على شروط يفرضها المحتل على العراقيين بعد ان فشل هذا المحتل في تحقيق اهدافه الأساسية المعلنة بل يجب ان يكون انسحابا سلميا يعد له من خلال جدولة معقولة ومقبولة ولا تسمح للمحتل ان يرتب امور العراق على هواه وهوى حلفائه في الداخل والخارج.
6- وعليه يضم المؤتمرون صوتهم الى اصوات كل العراقيين الشرفاء الذين يطالبون برحيل المحتل بشكل كامل من بلدنا ومنهم رجال دين افاضل من المذهبين الشيعي والسني ومفكرون مخلصون ورؤساء احزاب لا يقبلون بضيم الاحتلال ويرفضون عنجهية الأمريكان ورغبتهم في الهيمنة على العالم، على ان يكون خروج الأمريكان مقرونا بضمانات دولية تعيد الحق الى نصابه ولا تسمح للأمريكان ان يخرجوا من الباب ليدخلوا من الشباك.
7- اما في الشأن المسيحي المباشر فنقول بأن المسيحيين لم تكن لهم قبل الاحتلال احزاب خاصة بهم بل كانوا ينتمون الى أي حزب يحقق لهم طموحاتهم المشروعة. وعليه، وبغض النظر عن المواقف الشخصية لبعض الاكليروس يرى المؤتمرون ان ظهور احزاب وتجمعات وحركات خاصة بالمسيحيين بعد الاحتلال ليس في صالح المسيحيين بأي شكل من الأشكال، وأن قدر المسيحيين هو ان يكونوا مشاركين مع الآخرين لتحقيـق اهدافهم المشروعـة، في حين نرى ان حماية المسيحيين، مثل كل المواطنين الآخريـن تقع على عاتق الدولة المركزية وليس على الأحزاب الخاصة، كما تكون المطالبة بأية حقوق دينية شأنا من شؤون الكنيسة حصرا. كما نرى ان أي استقواء بالأجنبي هو خطيئة وطنية وإنسانية لا تغتفر لأن المحتل قصبة مرضوضة تدمي يد من يتعكز عليها.
وليكن الله في عوننا جميعا ولبارك الرب العراق وينجيه من كل مكروه.
التوقيع.................