الدبلوماسية المصرية حريصة على عدم الاندفاع وراء أي من القوتين، وتخير التوازن في التوجهات الخارجية في مرحلة تتسم بالرمادية حيال بعض الرؤى الإقليمية والدولية.
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Falarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D9%81-%D9%84%D8%A5%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86&title=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9 %D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7 %D9%85%D9%86 %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D9%81 %D9%84%D8%A5%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%A1 %D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88 %D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86][/url]
[url=https://www.addtoany.com/share#url=https%3A%2F%2Falarab.co.uk%2F%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D9%81-%D9%84%D8%A5%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86&title=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9 %D8%AA%D9%85%D8%B3%D9%83 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7 %D9%85%D9%86 %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D9%81 %D9%84%D8%A5%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%A1 %D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88 %D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86]Share[/url]WhatsAppTwitter
القاهرة – أنهى وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة لموسكو استمرت من الثالث إلى الخامس من أكتوبر الجاري، وهدفت إلى ضبط بوصلة العلاقات الثنائية وعدم حدوث خلل فيها على ضوء التفاهمات التي توصلت إليها مصر مع الولايات المتحدة خلال زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للقاهرة نهاية سبتمبر الماضي.
وانطوت زيارة شكري لموسكو على دلالة مهمة تتعلق برغبة القاهرة في تحجيم التقديرات التي ذهبت إلى أن سياستها تميل تماما إلى واشنطن ما ينعكس سلبا على علاقتها الحيوية مع روسيا التي نمت في السنوات الماضية، لذلك حمل شكري رسالة طمأنة يفيد مضمونها بأن التطور الحاصل مع الإدارة الأميركية لن يكون على حساب موسكو.
وتحاول مصر الحفاظ على توازن دقيق في علاقتها بين القوتين وتتعمد من حين إلى آخر إرسال إشارات ترضي الطرفين كي لا تصنف على أنها مع أحدهما ضد الآخر، لأن زيارة جيك سوليفان وضعت إطارا استراتيجيا مركزيا للعلاقة الأميركية مع مصر فيها قدر عال من التفاهم بشأن عدد من القضايا الإقليمية يمكن أن تظهر محدداته في الفترة المقبلة، خاصة عندما أكد تفهم بلاده لموقف القاهرة في أزمتي ليبيا وسد النهضة.
حسين هريدي: خفوت التوتر دوليا يسمح بمساحات للاختلاف والاتفاق
وبدا النظام المصري قريبا من موسكو في هاتين الأزمتين ضمن الخطاب السياسي لشكري في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي عززته لقاءاته مع كبار المسؤولين في روسيا وتفهمهم للحسابات المصرية في هذين الملفيْن، ما يعني أن الأمور قد تتقدم بشكل كبير وأن مرحلة الغموض التي ظهرت على مواقف موسكو بدأت ملامحها تتراجع.
وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية حسين هريدي إلى أن القاهرة استطاعت أن تعيد زخم العلاقات مع موسكو عبر جملة من الجهود المتنوعة، وأن المرونة التي يتسم بها النظام الدولي في الفترة الراهنة وغياب الصدام المباشر بين روسيا والولايات المتحدة يجعلان القاهرة قادرة على تدشين علاقات جيدة مع كليهما.
وذكر لـ”العرب” أن “خفوت الصدام يسمح بوجود مساحات للاختلاف وأخرى للاتفاق مع قوى متباينة، وأن القاهرة تنأى بنفسها عن أي خلافات تؤدي إلى تهديد مصالحها مع أي من القوتين، وتحرص على توثيقها وفقا لمجموعة من القواسم المتبادلة”.
وأصبحت علاقة مصر بهاتين الدولتين توصف بـ”الاستراتيجية” بدليل وجود توافق حول جملة من القضايا الملحة في المنطقة، فزيارة شكري لموسكو جاءت بعد أيام قليلة من إجراء مناورات النجم الساطع بين مصر وأميركا وزيارة سوليفان للقاهرة.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري سابقا السفير محمد حجازي لـ”العرب” إن “الملفات الإقليمية المشتركة تسمح بأن تكون العلاقة طويلة الأمد مع كليهما، وتُشَارِكهما مصر احتواء التدخلات المعادية في المنطقة وإنهاء التنظيمات المسلحة في ليبيا، ما يحقق أهداف القوى الساعية لحدوث استقرار في الشرق الأوسط”.
وأوضح أن مصر باتت تحظى بدعم البلدين في أزمة سد النهضة وهو ما ترتب عليه صدور بيان مهم من مجلس الأمن الشهر الماضي، حيث تدرك القوتان أن الوصول إلى اتفاق قانوني مُلزم يدعم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي في حين أن استمرار التعنت الإثيوبي سوف يقود إلى المزيد من التوتر في المنطقة ذاتها.
محمد حجازي: مصر باتت تتشارك مع القوتين في احتواء التدخلات بالمنطقة
وكشفت جملة من التحركات الروسية سابقا عن الانحياز إلى جانب إثيوبيا في مشروع سد النهضة دون مراعاة كافية للرؤية المصرية، وهو ما أزعج بعض الدوائر السياسية في القاهرة التي كانت تعتقد أن موسكو يمكنها أن تلعب دورا بنّاء وداعما لمصر.
كما أن تصورات روسيا في ليبيا لم تشهد تعاونا كافيا مع مصر التي تجنبت الصدام معها وهي ترى توجهات موسكو تنخرط في التنسيق مع تركيا، لاسيما في توظيف ملف المرتزقة والقوات الأجنبية.
وتنتشر قوات تركية ومرتزقة في شمال غرب ليبيا وتدعم قوى إسلامية وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، بينما توجد مجموعات تابعة لقوات “فاغنر” الروسية في شرق وجنوب ليبيا وتدعم قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وينزع وجود أعداد كبيرة من “فاغنر” في ليبيا التي تحاشت مصر الإشارة إليها صراحة حجّتها المتعلقة بضرورة خروج القوات التركية وجميع المرتزقة الذين تقوم كل من موسكو وأنقرة بتوظيفهم.
وأكد بيان للخارجية المصرية أن شكري أشاد خلال زيارته لموسكو بما تشهده العلاقات الثنائية من قوة دفع وزخم كبيرين على كافة المستويات، مشددًا على أهمية الحفاظ على وتيرة التطور ومواصلة تكثيف التشاور السياسي والتنسيق المستمر.
وبحث شكري مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مسألة الحفاظ على استقرار ووحدة ليبيا وتفعيل خارطة الطريق وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة وإجراء الانتخابات المقبلة في موعدها، موضحا أن روسيا تتفهّم اهتمام بلاده بقضية سد النهضة والجهود التي بذلتها للتوصل إلى صيغة تحقق أهدافها وتراعي الاعتبارات السياسية المرتبطة بها وبدول أخرى.
وقطعت العلاقات بين القاهرة وموسكو شوطا إيجابيا في عدة ملفات، أبرزها التعاون في بناء مشروع الضبعة النووي في شمال غرب مصر، وعودة تدفق السياحة الروسية أخيرا إلى مطاري شرم الشيخ والغردقة بعد فترة من وقف الطيران إليهما عقب سقوط طائرة روسية فوق صحراء سيناء منذ ستة أعوام.
وأكدت مصادر مصرية لـ”العرب” أن “التوازن في التوجهات الخارجية من أعمدة القاهرة حاليا، ففي المرحلة الرمادية التي تخيم على بعض الرؤى الإقليمية والدولية هناك حرص على عدم الاندفاع وراء أي من القوتين، الولايات المتحدة وروسيا”.
وذكرت المصادر ذاتها أن شبكة المصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية المتنامية تجعل من الصعب التخلي عن طرف لحساب طرف آخر، وهو ما يمكن فهمه من المغزى الذي حملته زيارة سامح شكري لموسكو بعد الجولة الاستراتيجية التي سوف تكون لها تبعات مهمة والتي قام بها سوليفان في المنطقة، وشملت السعودية والإمارات ومصر.