صرخة العامري .. في سوق الصفافير!!
متي كلو
صرخة العامري .. في سوق الصفافير!!
جرت الانتخابات المبكرة في 10 تشرين 2021 بعد انتفاضة تشرين الخالدة، واعلنت النتائج الاولية، ومن ابرز الارقام الانتخابية، الخسارة المدوية لكتلة الفتح بزعامة هادي العامري وشعاره الذهبي وكما نعلم بان هذه الكتلة تضم فصائل مسلحة، مثل "صادقون" التابعة لمليشيا "عصائب أهل الحق" وكتلة "حقوق" الجناح السياسي لمليشيا "كتائب حزب الله"، وكتلة "بدر" التابعة لمليشيا "بدر"، و"سند" الجناح السياسي لمليشيا "جند الإمام"، وكتل أخرى من الفصائل المسلحة المدعومة من ايران،اضافة الى فصائل الحشد الشعبي، والمتهمة بقتل المتظاهرين في ساحات الاعتصام في انتفاضتهم الرائدة ، ، وقال المتحدث باسم حزب الله "ابو علي العسكري" وهو اسم وهمي وقيادي في الحزب "ان عملية "الانتخابات الحالية هي أكبر احتيال في تاريخ العراق"، اما"مجلس المقاومة العراقية" التي كانت تبنت هجمات على جهات عسكرية ومدنية عراقية وامريكية ، فاصدر بيانا فيه التهديد العلني، بان انصار المجلس على اهبة الاستعداد!! وطبعا جملة على اهبة الاستعداد لا تحتاج الى ترجمة فورية!!
والان نعود الى عنوان مقالنا وهي صرخة هادي العامري والذي نقلته احدى محطات التلفزة الفضائية العراقية، عندما قال مهددا وعلنا "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة، مهما كان الثمن وسندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة" وجاء هذا بعد فوز التيار الصدري بـ 73 مقعد مكتسحا منافسيه من القوى الشيعية السياسية، ومنها تحالف الفتح،الذي حصل على 14 مقعد اي بخسارة 34 مقعد من مقاعده في الانتخابات السابقة 2018 والتي كانت 48 مقعد، وهذا مما جعل هادي العامري يصرخ كعادته مهددا بعدم قبوله بنتيجة هذه الانتخابات !! اي ان هذه الخسارة ربما تعكس بعض المشهد السياسي للعراق الذي تاثر بانتفاضة تشرين التي اطاحت بحكومة عادل عبدالمهدي في اواخر 2019، وضربة قاضية للاحزاب والكيانات والمليشيات الاسلامية والقوى السياسية الموالية لايران.
بعد هذه الخسارة المدوية هرول العامري الى حلفائه والذي يطلق عليهم"الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية"، والتي تضم كتل تحالف "الفتح" و"دولة القانون"اجتماعاً في منزل نوري المالكي في حي الجادرية في بغداد، حيث صدر بيان مشترك ليطعن بنتائج الانتخابات!! كما دعا المسؤول الأمني لـ"كتائب حزب الله" ما سماها "فصائل المقاومة" للاستعداد لمرحلة حساسة!! ويعتبر العامري بان النتائج جاءت مفبركة لاستهداف قوات الحشد الشعبي، كما صرح عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة العريض والواسع ان "نتائج الانتخابات غير مقنعة ولن نسكت عن حقنا!!.
ان التهديدات التي اطلقها العامري و ابو علي العسكري، لا تحتاج الى خبير امني لفك طلاسمها، بل تعني بالخط الاحمر والعريض انها سوف تنزل الى الشارع وتلجأ الى العنف اذا اقتضت مصلحتها ، وربما يؤدي الى حرق مقرات التيار الصدري و هذا يؤدي الى معارك تعرض السلم الاهلي للخطر، لان جميع تلك الاحزاب تملك السلاح المنفلت والانصار وكذلك التيار الصدري وسرايا السلام التابع له، وتملك ترسانة من السلاح المنفلت والالاف من الانصار في المحافظات الجنوبية والوسطى ومنها العاصمة بغداد، وتبقى صرخة هادي العامري.. "تايهه بسوك الصفافير"!! لانشغال السياسيين في طرق فساد جديدة!!
وامام التهديدات التي اطلقتها الفصائل المسلحة والاحزاب الحليفة لطهران،رضخت مفوضية الانتخابات"المستقلة" بتغير بعض النتائج وتضع نتائج جديدة بسبب الخلل الفني حسب ادعاها، تضمنت عدة تغييرات تتعلق بفوز مرشحين خاسرين وخسارة مرشحين سبق وأن أعلنت فوزهم، وهذا ايضا لرضوخها لتهديدات القوى الشيعية التي تقف ضد طوحات مقتدى الصدر باختيار رئيس وزراء من التيار الصدري، واتفاق هذه القوى بترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة القادمة التي اعلنتها سابقا، ومما يذكر بان المنطقة الخضراء وسط بغداد، التي تضم مقر مفوضية الانتخابات،شهدت انتشارا مكثفا من قبل جهاز مكافحة الارهاب في المناطق القريبة من المنطقة الحكومية المحصنة ومنها احياء الصالحية وعلاوي الحلة والحارثية.
وهنا يطرح القارئ الكريم عدد من الاسئلة، هل تتفق هذه القوى بتهميش كتلة الصدر الاكبر عددا ، كما تم تهميش القائمة العراقية برئاسة اياد علاوي في عام 2010 والتي حصلت على 91 مقعد، اي الاكثر مقاعد في البرلمان العراقي، ويعاد السيناريو مع مقدى الصدر ويشكل نوري المالكي الحكومة المقبلة، ام يستعين مقتدى الصدر بكتلة"تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي و الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة السيد مسعود البرزاني لقاء تنازلات لهما وعدم التنازل عن رئاسة مجلس الوزراء لمرشح الائنلاف الشيعي برئاسة نوري المالكي او كما وعد مقتدى الصدر، بان رئيس الوزراء القادم سوف يكون صدريا او ما يحصل ليحصل!! اما مفاجاة اخرى وينطبق قول بعض السياسيين على السياسة عند العرب بانها"مومس"
في اعتقادنا المتواضع بان خسارة الاتلاف تعتبر صدمة لقادة الاحزاب والكيانات والمليشيات المسلحة وبعض فصائل الحشد الشعبي في العراق والتي تمسك بزمام السلطة منذ 2003، وعدم قبول الشارع العراقي لهذا الائتلاف، وننتظر الايام القادمة معا!!