تظاهرات الحشد والإفتقار الى الطرف الثالث
بيلسان قيصر
تظاهرات الحشد والإفتقار الى الطرف الثالث
بعد ان خسرت الأحزاب الولائية ثقة الشعب العراقي، بل وثقة جمهورها، بسبب عدم وطنيتها وخضوعها لأوامر (الولي المستعمر) علي الخامنئي، فقد رفضت نتائج الإنتخابات، وخرجت بتظاهرات اعتبرتها عفوية وتبين انها وزعت عناصر الحشد الشعبي، على شكل واجبات وحراسات في منطقة الإعتصام أمام المنطقة الخضراء، بل ان بعض المتظاهرين لا يعرفون عما يتظاهرون به، وهذه حالة فريدة في تأريخ النظاهرات في العالم.
المهم ليس في طبيعة التظاهرات فمن حق الجميع ان يتظاهروا وفقا للدستور ليبينوا وجهة نظرهم للرأي العام، او توضيح هدفهم من التظاهر، لذلك فنحن نؤيد التظاهر بشكل عام لأنه ظاهرة صحية وديمقراطية.
لكن التظاهرات أثارات موجة من علامات الإستفهام.
اولا. قام متظاهر الميليشيات الولائية بقطع الطرق بين المحافظات سيما الجنوبية وحرق الإطارات واغلاق الطرق، وكان زعماء الميليشيات والأبواق الولائية يعيبون على ثوار تشرين هذه الأفعال، بل حتى مرجعية النجف طالبت الحكومة بمنع هذه الممارسات، ولكن لا المرجعية ولا الحكومة تدخلت في الأمر مع تظاهرات الحشد الولائي.
ثانيا. لم يرد الى مسمعنا وجود الطرف الثالث الذي قتل وجرح عشرات الآلاف من المتظاهرين من ثوار تشرين، الا يعني هذا ان الطرف الثالث هم من كان يقمع التظاهرات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. والا لماذا توقف القناصة عن إداء عملهم القمعي؟
ثالثا: لا توجد قنابل غازية لتفريق المتظاهرين كما حدث في ثورة تشرين ولا رمي قنابل الموتولوف بين الطرفين، ولا اغتيالات ولا خطف متظاهرين ولا إعتداء على السيدات، ولا غزوات أصحاب القبعات الزرقاء، فهل يمكن وصف هذه التظاهرة بـ (تظاهرة رومانسية) مثلا.
رابعا. قدمت ثورة تشرين ما يقارب (40000) بين شهيد وجريح، ولم تقدم تظاهرة الحشد جريحا واحدا! هل يمكن للحكومة أن تفسر لنا موقفها العاطفي تجاه تظاهرات الحشد؟
خامسا: كان موقف إتحاد الإذاعات الإسلامية التابع لطهران إعتبار ثوار تشرين من ابناء السفارات ويصفهم بالغوغاء، والإرهابيين، وهو نفس وصف الخامنئي لثوار تشرين الأبطال، ولكن علي الخامنئي بلع ريقه ولم يقل شيئا عن تطاهرات الحشد الموالي له، بل موقف إتحاد الإذاعات الإسلامية كان متابعة التظاهرات الحشد أول بأول ودعمها بقوة وتغطية نشاطاتها عبر كافة الفضائيات التابعة له.
سادسا. اين عفوية ثورة تشرين من عفوية تظاهرة الحشد الشعبي، فكل شيء منظم في تظاهراة الحشد الولائي، حتى الخيم موحدة، وجبات الطعام منظمة، والواجبات والحراسات منظمة. اقول طالما ان الحشد الشعبي تابع للقيادة العامة للقوات المسلحة، فهل يجيز القانون العراقي تظاهر القوات الأمنية ضد الحكومة؟ يعني هل يجوز للجيش ان يتظاهر ضد الحكومة؟
سابعا. تظاهرات الحشد انعكست سلبا عليهم، فقد كشفت حقيقتهم، فلا التهديد بالسلاح ينفع ولا التصرفات الشائنة التي رافقت التظاهرات تنفع، فقد صار محور المقاومة محورا للتفاهة، مع الأسف الشديد هذا المحور يتاجر بدماء الشهداء من عناصره ممن دافعوا عن الوطن. اليس من العجب ان يدخل بعض ثوار تشرين بوابة مجلس النواب، ويخرج من نفس الباب نواب الحشد الولائي؟
تهجمت تظاهرات الحشد الولائي على أربعة أطراف: ثوار تشرين، السفارات الأجنبية والخليجية، مفوضية الإنتخابات، وأخيرا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حيث اشاروا انه حان الوقت لقطع إذن الماعز.
طلقة طائشة
هدد المرشح الخائب عن الحشد الولائي احمد عبد السادة وهو من ذيول الولي الفقيه واحد أبواق الحشد الشعبي بضرب الإمارات العربية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة لتدخلها بالإنتخابات العراقية، وهذا ما لم يثبت على كافة الأصعدة. لكن اين رئيس الحكومة ووزارة الخارجية والمدعي العام من اعلان الحرب على دولة عربية؟ لا أفهم كيف سكتت الإمارات عن هذا التهديد بالعدوان. فهذه الدولة سجنت احد المعلقين الرياضيين الإمارتيين عندما فسر خسارات الفريق العراقي لكرة القدم بأن اختيار اللاعبين يتم وفق أسس طائفية. فعلا عرب وين طنبورة وين!
بيلسان قيصر
البرازيل
تشرين أول 2021